الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 03:01

فوز أردوغان يوم زفاف تركيا/ بقلم: غسان مصطفى الشامي

كل العرب
نُشر: 02/04/14 08:50,  حُتلن: 08:56

غسان مصطفى الشامي في مقاله:

فوز حزب العدالة والتنمية التركي في الانتخابات المحلية يعاظم التحديات القادمة أمامه والاستعدادات المتواصلة لتحقيق الفوز الكبيرة في رئاسة تركيا لدورة رئاسية جديدة

فوز حزب أردوغان في الانتخابات المحلية يمثل دليلاً حقيقيًا على الشعبية الكبيرة لأردوغان وحزبه، وهو نتيجة واقعية للإنجازات الكبيرة التي حققها الحزب خلال السنوات الماضية

فوز حزب العدالة يمثّل صفعة كبيرة للحاقدين والمتآمرين الذين أشعلوا الاحتجاجات الأخيرة ضد الحكومة التركية كما يمثل الفوز مؤشرات أولية على فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية في آب/ أغسطس القادم

الفوز التاريخي الذي حققه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية التركية، يفرض معادلات جديدة وواقعًا جديدًا على تركيا وعلى حزب أردوغان, في إطار الاستعدادات لتحقيق الفوز الأكبر للحزب في الانتخابات الرئاسية القادمة. إن فوز حزب أردوغان في الانتخابات المحلية يمثل دليلاً حقيقيًا على الشعبية الكبيرة لأردوغان وحزبه، وهو نتيجة واقعية للإنجازات الكبيرة التي حققها الحزب خلال السنوات الماضية، ومدى التطور والنهضة اللذين حدثا في المدن التركية خلال حكم أردوغان، فقد حوّل حزب أردوغان مدينة إسطنبول -كبرى المدن التركية- لجوهرة نماء مميزة يؤمها آلاف السياح والمثقفين ليشهدوا الحضارة والعراقة والتاريخ والأصالة في هذه المدينة، كما أصبحت من المدن الأكثر جذبًا لسياح العالم، ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الفوز بأنه "يوم زفاف تركيا الجديدة، واليوم يوم النصر لتركيا الجديدة ".

إن فوز حزب العدالة في هذه الانتخابات المهمة يمثل استفتاء شعبيًّا كبيرًا، وتوافق 77 مليون تركي على برنامج أردوغان، ورضا تركي على جهود حزبه بالارتقاء بتركيا منذ فوز الحزب بالانتخابات عام 2002م. لقد جاء هذا الفوز بعد التجربة الكبيرة والعريقة لحزب العدالة التي تمثلت في إدارة الدولة، وتنمية المناطق الريفية فيها، والاهتمام بالشرائح الضعيفة، والاهتمام بالمناطق النائية في تركيا، والارتقاء بها لتصبح من الدول المحورية في المنطقة، ودورها الاستراتيجي بالنسبة للأوروبيين .
إن فوز حزب العدالة يمثّل صفعة كبيرة للحاقدين والمتآمرين الذين أشعلوا الاحتجاجات الأخيرة ضد الحكومة التركية، كما يمثل الفوز مؤشرات أولية على فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية في آب/ أغسطس القادم.

لقد نجح رئيس الوزراء أردوغان بالوقوف في وجه خصومه وأعدائه، ومواجهتهم على مدار الأشهر الماضية، واستطاع السيطرة عليهم ووقف مؤامراتهم الدنيئة ومكائدهم الخبيثة، كما استطاع أردوغان أن يحفظ البلاد التركية من الوقوع في الكثير من الأزمات ويحبط محاولات تهديد الأمن القومي لتركيا.

المراقبون الصهاينة نظروا بقلق كبير لهذا الفوز التاريخي، وذلك لأن تركيا تمثل مكانة مهمّة بالنسبة للكيان المحتل، خاصة بعد التوترات الدبلوماسية والسياسية بين دولة الاحتلال وتركيا، وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، ووقف المناورات الصهيونية التركية في البحر المتوسط، ودعم تركيا الكبير لقطاع غزة من أجل رفع الحصار عنه، إن مثل هذه الأمور تلقي بتأثيراتها السلبية على العلاقة بين العدو الصهيوني وتركيا التي كانت بمثابة حليف استراتيجي قبل عهد أردوغان.
وقد وصفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية علاقة (إسرائيل) مع تركيا بأنها تتجه إلى المزيد من التشدد في التعامل، معلنة أن أردوغان حرص على تحطيم أسس العلاقات السياسية والأمنية التي كانت تربط (تل أبيب) بأنقرة.

كما قال المحلل الصهيوني (حاييم أسيروفتيس) المختص في الشؤون التركية: إن تحقيق حزب العدالة والتنمية نجاحات كبيرة في الانتخابات المحلية، ولا سيما في المدن الكبرى سيجعل أردوغان يقدم دليلاً على أن الحملة التي تعرض لها مؤخرًا على يد أنصار (فتح الله غولن) كانت مجرد محاولة للمسّ بفرصه بالفوز في الانتخابات، وذكر المعلق في صحيفة "يسرائيل هيوم" بوعاز بسموت في تعليقه على الانتخابات المحلية التركية قائلا: "إن الأتراك يذكرون لأردوغان حقيقة أنه المسؤول عن النمو الاقتصادي الكبير الذي حققته تركيا بين العامين 2002م و2012م، حيث فاقت معدلات النمو التركية معدلات النمو لأي دولة من دول منظمة التعاون والتنمية "OECD".

إن الفوز التاريخي الكبير الذي حققه حزب أردوغان يمثل استفتاء كبيرًا على الإنجازات الكبيرة التي حققها الحزب في الاقتصاد والسياسية والحكم والإصلاحات الديمقراطية الأخيرة، وعملية السلام مع الأكراد التي تعتبر إنجازًا سياسيًّا مهمًّا في تاريخ تركيا المعاصرة، فضلاً عن أن هذا السلام مع أوجلان والأكراد يتعارض مع مصالح الكيان الصهيوني الذي يسعى جادًّا لدسّ السموم والفتن، وتقوية الجماعات المنافسة لحزب أردوغان وزعزعة نظام الحكم التركي، خاصة أن دولة الكيان الصهيوني تلقّت من تركيا صفعة كبيرة وتوقفت العلاقات بسبب موقفها المتعنت من المجزرة الإسرائيلية بحق سفينة مرمرة في مايو 2010م .

الكيان الصهيوني، والمراكز الاستراتيجية اليهودية والأمريكية تابعوا عن كثب التطورات الحاصلة في تركيا، خاصة أن علاقات " إسرائيل " مع تركيا تمتد إلى 6 عقود، وهناك علاقات اقتصادية وحجم تبادل تجاري بين تركيا ودولة الكيان، وقد أعطت الدوائر الصهيونية مؤخرًا إشارات قلقة ومخاوف كبيرة إزاء هذا الفوز، حيث قدمت نصائح للكيان الصهيوني بالعمل على عدم تحسين فرص فوز حزب العدالة، واستخدام كافة الطرق والوسائل لإفشال هذا الفوز، وذلك للمخاوف الكبيرة على أمن (إسرائيل ) ومستقبل الكيان الصهيوني خاصة بعد الانتخابات الرئاسية التركية القادمة وتحقيق حزب أردوغان الفوز فيها.

فوز حزب العدالة والتنمية التركي في الانتخابات المحلية يعاظم التحديات القادمة أمامه والاستعدادات المتواصلة لتحقيق الفوز الكبيرة في رئاسة تركيا لدورة رئاسية جديدة، وسط ما تشهده المنطقة من تطورات سياسية متسارعة في ظل احتفاظ تركيا بمكانتها الإستراتيجية ودورها البارز في المنطقة، رغم الظروف الداخلية التي واجهتها خلال الأشهر الماضية..
إلى الملتقى ،،

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة