الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 01:02

الافراج عن الأسرى لم يعد استحقاق بل التزام/ بقلم: أ. محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 29/03/14 12:50,  حُتلن: 12:52

أ. محمد خليل مصلح في مقاله: 

اليمين الاسرائيلي يبذل كل جهده للاستفادة من الوضع القائم لمصلحة اجندته والقضايا الخاصة به الاجتماعية والسياسية

من حقنا ان نستخدم كل تلك التفاعلات في التأثير على الوضع الداخلي الاسرائيلي لمصلحتنا ما دام البعض مؤمن بالتفاوض مع دولة الاحتلال 

عملية السلام او المفاوضات اسوء الخيارات وتمثل كارثة لنا والأجدر بنا ان نعيد تقييمنا لتلك الخيارات وان نسعى لوضع خطة أو استراتيجية جديدة تشمل البدائل والخيارات

عضو الكنيست عوفر شيلح كان قد صرح في لقاء مع طلاب بأنه يجب استبدال إطلاق سراح الأسرى بتجميد البناء في المستوطنات، مدعيا أن إطلاق سراح الأسرى يشكل الخيار الأسوأ من بين الخيارات الموجودة أمام رئيس الحكومة كشرط للدخول إلى المفاوضات.

هذا التصريح والتقدير السياسي الامني من قبل عضو كنيس دولة الاحتلال عوفر يوضح الطرق المتعددة وهامش البدائل بين الخيارات الافضل بعكس ما يسميها الخيار الأسوء والسيئ؛ بل هي في حقنا اسوء البدائل؛ حيث ان المفاوضات بحد ذاتها البديل الأسوء الذي لجأت اليه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في حق القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والمشكل ان كل مسألة يتم تناولها تسبب خلل في بنية الحل الشامل او محاولة الترميم من المفاوض الفلسطيني .

الأسرى الفلسطينيون؛ الشهداء مع وقف التنفيذ لا يحق ان ترتهن بأي حق آخر للشعب الفلسطيني ولا ترتهن بأي مطلب فلسطيني أو صهيوني؛ لا بتجميد الاستيطان ولا بحقنا في القدس ولا بالحدود ولا بالأمن ولا بالأغوار؛ ولا ربطها بالإفراج عن سجناء يهود ارهابيين مجرمين أو الانضمام الى المؤسسات الدولية؛ اذ لا استبعد ان تصبح هذه القضية حبل الانقاذ لحكومة نتنياهو لإرضاء اليمين الاسرائيلي وان رأى البعض انه لا يعنينا ما يجري في داخل دولة الاحتلال من تفاعلات على اثر قضية الأسرى الفلسطينيين؛ مع اني ارى انه من حقنا ان نستخدم كل تلك التفاعلات في التأثير على الوضع الداخلي الاسرائيلي لمصلحتنا ما دام البعض مؤمن بالتفاوض مع دولة الاحتلال .

الأسرى الفلسطينيون واتفاق إطار كيري؛ محاولة خبيثة تطلع بها الادارة الامريكية ودولة الاحتلال. اليمين الاسرائيلي يبذل كل جهده للاستفادة من الوضع القائم لمصلحة اجندته والقضايا الخاصة به الاجتماعية والسياسية؛ اذ برز وبشكل سافر التلاعب بالمفاوض الفلسطيني وحاجة ابو مازن للدعم المالي، وبتوزيع الادوار والاستغلال الداخلي في ائتلاف نتنياهو من مراكز القوى داخل الليكود من ناحية لمصلحة اليمين الصهيوني بالإضافة الى استغلال الشركاء من احزاب الائتلاف الحكومي في مسعى واضح لابتزاز نتنياهو، والذي بعث بإشارات تهديد لأطراف معارضة داخل حزبه اما بالخروج من الحزب وتأسيس حزب جديد - وان عمد الى نفيه لهذا التوجه - او تفسخ حزب الليكود اذا سلبت منه الصلاحيات، وأصرت تلك الاطراف المعارضة في اتجاه تقييد هامش المناورة السياسية له لإدارة عملية التفاوض مع الادارة الامريكية والفلسطينيين.

الدفعة الرابعة
اطلاق سراح الأسرى الدفعة الرابعة بكل ما لنا عليها من ملاحظات يجب ألا يخضع المفاوض الفلسطيني للتفاعلات السياسية أو الامنية داخل حكومة نتنياهو او المعارضة الاسرائيلية والحكومة من جهة اخرى؛ اذ بالنسبة لنا هي مسألة مستحقة لعودة المفاوض الفلسطيني للمفاوضات التي انقطعت لسنوات مع الاحتلال وكانت بديلا لتجميد المفاوضات؛ عملية الابتزاز الداخلية ان لم تخدمنا فيجب ألا تستغلنا؛ مبادرة نتيجة التفاعل الداخلي لدولة الاحتلال والتي قدمه عضوي الكنيست عن حزب العمل "حيليك بار " و"عومر بارليف " - والتي وقع عليها كافة أعضاء الكنيست من حزب العمل، و ترحيباً من أعضاء كنيست في أحزاب " الحركة "، و شاس "؛ حيث انضم "دافيد تسور " عن حزب الحركة برئاسة " تسيبي ليفني " للتوقيع على المبادرة، كما وقع عليها عضوا الكنيست عن حزب شاس " " يعكوف مرجي " و " يتسحاق كوهين "- في رسالة نصية ورسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي جاء فيها "أنهما يقترحان عدم إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين القدامى، مقابل تجميد البناء في المستوطنات طالما بقيت المفاوضات مع السلطة الفلسطينية مستمرة" .

إذا كانت لعبة الخيارات والبدائل او إدارتها بالنسبة لدولة الاحتلال سيئة وكان اطلاق سراح اسرانا اسوءها فإن عملية السلام او المفاوضات اسوء الخيارات وتمثل كارثة لنا والأجدر بنا ان نعيد تقييمنا لتلك الخيارات وان نسعى لوضع خطة أو استراتيجية جديدة تشمل البدائل والخيارات؛ المقاومة والمصالحة والاستفادة من الظروف القائمة دوليا والتوجه للمؤسسات الدولية للضغط على الادارة الامريكية ودولة الاحتلال؛ خطة عاجلة ومعالجة سريعة للوضع الفلسطيني اليوم؛ هناك امور في حياتنا اكثر نفاسة من الحياة نفسها.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة