الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 10:02

كاتب إسرائيلي: نتنياهو لا يعترف بالشعب الفلسطيني ويحفر قبر تسوية الدولتين

كل العرب -
نُشر: 29/03/14 10:02,  حُتلن: 12:12

الكاتب والصحفي عكيفا إلدار:

نتنياهو لا يعترف بالشعب الفلسطيني تماما مثل غولدا مائير

المشكلة هي أن نتنياهو جعل الحجة التاريخية – الملكية التي تبناها إلى أداة يحفر فيها قبر تسوية الدولتين

طرح الماضي اليهودي كعنصر مركزي في تسوية سياسية هو مثابة تفكيك انتهازي لعناصر قومية ودينية مثابة موسيقى خلفية لافلام الرعب التي يتميز نتنياهو في اخراجها

نتنياهو لم يكتفِ بالطلب بان يعترف الفلسطينيون بان دولة إسرائيل هي اليوم الدولة القومية للشعب اليهودي بل قضى بأن الفلسطينيين ملزمون بالاعتراف بالصلة التاريخية للشعب اليهودي بوطنه في بلاد إسرائيل وحقوقه فيها

قال الكاتب والصحفي عكيفا إلدار في مقال نشره في صحيفة هآرتس الاسرائيلية أمس الجمعة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يعترف بالشعب الفلسطيني تماما مثل غولدا مائير. وجاء في المقال: "من الأمور الشهيرة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستعد منذ اليوم للاعتراف بفلسطين كالدولة القومية للشعب الفلسطيني، بينما الرئيس أبو مازن يرفض الاعتراف بإسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي. ليس هكذا هو الحال. نتنياهو يرفض الاعتراف بوجود شعب فلسطيني. تماما مثل غولدا مائير. مثلما قال في خطابه في مؤتمر ايباك، بالنسبة له الخليل هي فقط المدينة التي «اشترى فيها ابراهيم مغارة الماكفيلا»، بيت ايل هي المكان الذي «حلم يعقوب فيها حلمه»، القدس هي صخرة وجودنا. «حكم داود مملكته» منها. فكيف يمكن الجدال مع ابن المؤرخ الذي يعلن بأنه «توجد فقط حقيقة تاريخية واحدة». وإذا كان كذلك، فقد حان الوقت لاغلاق دوائر الآثار والتاريخ لبلاد إسرائيل وترك هذه المجالات في أيدي باحثي جامعة ارئيل".

وتابع في مقاله: "يبدو أن نتنياهو يعتقد بأنه اذا ما كرر لعدد لا يحصى من المرات الجملة السخيفة «توجد حقيقة تاريخية واحدة» – حقيقته – فاننا كلنا سنبدأ بالايمان بمصداقيتها. لقد استغل رئيس الوزراء الجلسة الخاصة للكنيست بكامل هيئتها على شرف نظيره البريطاني دافيد كامرون كي يقول: كانت عودة اليهود إلى صهيون هي التي أدت إلى هجرة عربية مكثفة إلى بلاد إسرائيل من الدول المجاورة للبلاد التي تبنى من جديد. ولم يكتفِ نتنياهو بالطلب بان يعترف الفلسطينيون بان دولة إسرائيل هي اليوم الدولة القومية للشعب اليهودي وهكذا ستبقى في المستقبل؛ بل قضى بأن «الفلسطينيين ملزمون بالاعتراف بالصلة التاريخية للشعب اليهودي بوطنه في بلاد إسرائيل وحقوقه فيها». بل وقرر بان "لا توجد هنا مسألة روايات، توجد هنا حقيقة تاريخية واحدة".

حقيقة تاريخية واحدة
وذكر في مقاله: "تساؤل مشابه ينشأ عن اقوال قالها نتنياهو نفسه في نهاية الاسبوع، في تراشق الكلام مع رئيسة ميرتس زهافا غلؤون في الكنيست، بالنسبة لطلبه أن يعترف أبو مازن بإسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي. وكرر نتنياهو ثلاث مرات جملة «حقيقة تاريخية واحدة»، وشرح بانه «أن يكون هناك طرف فلسطيني من 43 – بالتأكيد أقبل ذلك»، ولكنه اضاف على الفور «لا يمكن تغيير الماضي. لا الماضي التوراتي ولا ما بعد التوراتي ولا ما حصل في بلاد إسرائيل في القرن الـ 19 وفي القرن الـ 20». يمكن الفهم من ذلك بان نتنياهو مقتنع بان الضربات العشر، شق البحر الاحمر وقصة بيع يوسف للاسماعيليين هي «حقيقة تاريخية». ولكن لحظة، من أين جاء الاسماعيليون إلى نابلس خاصتنا؟".


البروفيسور حاييم غانز، واحد من اولئك الباحثين الإسرائيليين الكثيرين الذين يشككون بمدى مصداقية نظرية نتنياهو، كتب في كتابه «نظرية سياسية للشعب اليهودي» بان الحجة التاريخية – الملكية لتبرير الصهيونية وفرت دافعا مركزيا لاكاذيب التأريخ الصهيوني. «اذا غاب اليهود عن بلاد إسرائيل الف سنة فأكثر بعد أن تركوها بين القرن السابع والقرن الـ 11، واذا ما في زمن غيابهم عنها كانوا منشغلين اساسا بالحياة التي عاشوها في أماكن وجودهم» يتشدد غانز، «فكيف يمكنهم أن يدعوا بانهم كانوا أصحابها في الزمن العتيق ولم يكفوا عن أن يكونوا أصحابها على مدى كل زمن انقطاعهم المادي عنها؟».

في مقاطعة تمت في اثناء خطاب غلئون قال نتنياهو: «يوجد بيننا الكثير من الجدال حول الحاضر والمستقبل، ولكن لا يمكن تغيير الماضي». ولكن المشكلة هي أن نتنياهو جعل الحجة التاريخية – الملكية التي تبناها إلى أداة يحفر فيها قبر تسوية الدولتين».

وكتب أيضا: "اذا كان فقط للشعب اليهودي حق تاريخي – ملكية على بلاد إسرائيل، فلا مجال لطلب عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى هنا – الوطن القومي الحصري لشعب آخر. وحسب سارة نتنياهو عليهم بشكل عام ان يقولوا شكرا لليهود الذين تفضلوا بطيبتهم لان يخصصوا لهم عمل الخدمة. وحسب أقوال نتنياهو نفسه، فان للبيان (الاعتراف؟) من ابو مازن بان إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي سيكون معنى سياسي قانوني بعيد الأثر. في ذات النقاش في الكنيست شرح بان الاعتراف بمفهوم «الدولة القومية» معناه التنازل عن حق العودة. وفي الخطاب امام ايباك توجه نتنياهو إلى ابو مازن وقال: «اعترف بالدولة اليهودية. وهكذا تقول للفلسطينيين أن اهجروا الخيال عن اغراق إسرائيل باللاجئين أو قطع اجزاء من النقب والجليل».

ويكتب في مقاله: "يبدو أن الخيال يعود لنتنياهو أساسا؛ فقد سبق لابو مازن أن صرح علنا بانه يكتفي بزيارة بيت صباه في صفد كسائح، وليس كمقيم. وكل من له عقل يفهم بانه لا يمكن الفتح بالقوة لبوابات دولة ذات سيادة واغراقها باللاجئين. اسألوا وزير الداخلية جدعون ساعر وطالبي اللجوء الذين «طردوا طواعية» من أرض الميعاد. لا هذا ولا ذاك، فاذا كان الاعلان عن الاعتراف بإسرائيل كالدولة القومية اليهودية يشكل تنازلا عن الحق للهجرة إلى إسرائيل، فان على نتنياهو ان يمنع الهجرة /الصعود من الاصوليين غير الصهاينة إلى صهيون. وهو لا بد سمع مقاطعة النائب إسرائيل آيخلر (يهدوت هتوراة) في النقاش في الكنيست، «لا توجد قومية يهودية. لا توجد قومية كهذه».

وختم مقاله: "ان طرح الماضي اليهودي كعنصر مركزي في تسوية سياسية هو مثابة تفكيك انتهازي لعناصر قومية ودينية، مثابة موسيقى خلفية لافلام الرعب التي يتميز نتنياهو في اخراجها. ومثلما قالت له غلؤون في النقاش على الطلب من الفلسطينيين أن يعرفوا هويتنا، "عندما لا تفزع من رفيف أجنحة التاريخ، ولا تعتقد أن عصافير هتشكوك تأتي اليك في كل مرة تسمع فيها هذا الرفيف، فان كل شيء هنا سيكون مختلفا".

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.67
GBP
221457.11
BTC
0.51
CNY