الفنانة والكاتبة تغريد الياس اشقر حبيب:

لا يستطيع ايا كان مبدعا أن يتجرد من بصمات طفولته ايجابية كانت أم سلبية

قد ارسم ما لم أكتبه وقد اكتب ما لم أرسمه ، ليس بالضرورة أن اعبر عن موضوع واحد بكلتا الريشتين

أقمت معرضا في قريتي ديرحنا قبل سنتين وباذن الله نرتب لمعرض اخر فيها خلال الأسابيع القادمة

اكتب لهذا المجتمع اللذي تنسمت معه ذات الهواء وتشربت معه ذات الالم والماء وامنحه ابداعي بكل صدق

بدأت اكتب قصصا قصيرة وخواطر شعرية ونشرت في صحيفة كل العرب والأهالي ثم كتبت كتابي الأول وأرفقته برسومات

كان لوالدي التأثير الاول والاكبر على توثيق علاقتي في الكتب والكتابة والنحت وبدايات من الرسم اذ اعتبره مبدعا فهو كاتب ولكنه لم ينشر كتاباته، وهو نحات لكنه لم يشترك في مهرجانات فنية

أجرت الحوار : نانسي مزاوي شحوك
وُلدت تغريد حبيب في شهر شباط عام 1972، في قرية ديرحنا في الجليل، وفيها تلقّت تعليمها الإبتدائي والإعدادي، وقد أنهت المرحلة الثانوية في مدرسة راهبات الناصرة في حيفا، ثُم انتقلت الى بيت لحم وهناك درست الفلسفة. عام 2010 أصدرت كتاباً بعنوان "كأساً شربتها" وهو عبارة عن قصص قصيرة وخواطر وبه بعض اللوحات من رُسوماتها. عام 2012 أصدرت كتابها الثاني بعنوان "هل الحب خطيئة يا أبي الكاهن". تتعلّم الفنون، وتكتب العديد من المقالات والقصص القصيرة في الصحف.

تغريد حبيب

نُعرّف اللوحات الفنية بأنها نقل كُل ما تراه العين من مجسّمات ومناظر طبيعية وحالات من الواقع تُنقَل طبق الأصل، كالأدوات والأشخاص أو حتى الأزقّة والشوارع كما ترصد عين الكاميرا الفوتوغرافية اليوم واقع معيّن ما يخص المجتمع، وقد تدخّلت عواطف وأحاسيس الفنان في رصد هذه الأعمال...فكم بالحري حين تتمازج اللوحات مع الإبداع القلمي...

تغريد الياس حبيب ، من هي؟ وهل للطفولة بصمة على ما تنجزه اليوم؟
تغريد الياس اشقر حبيب ابنة دير حنا القرية التي اعشق نسيمها وترابها . ام لأربع زهرات ، عضو في جمعية ابداع للفنانين العرب في اسرائيل ، وعضو في اتحاد الكتاب العرب ، تعلمت فن النحت والرسم وما زلت اتابع تعليمي ، ريشتي تقول انني فنانة وقلمي يقول أنني كاتبة، ويذكرني سؤالك بقصيدة نشرتها منذ سنوات بعنوان "من انا ؟" في نهايتها كتبت واكتب اليوم :
اكون من اكون اريد ان اكون
نسمة حب طاهره تحيي القلوب
لمسة دافئه تمسح الدموع
روح ، حياة توقظ ومضا في قلوب ظلمها الزمان
بسمة طيبه تحيي ارواحا تكاد ان تمو .
الطفولة التي تعبر علينا أو نعبر فيها ، تترك في قلب كل منا بصمات ، لذلك لا بد أن تجدي تلك البصمات في كتاباتي او في اللوحات ، لا يستطيع ايا كان مبدعا أن يتجرد من بصمات طفولته ، ايجابية كانت أم سلبية.

ما بين اللوحات الفنيّة والإبداع القلمي، كيف كانت البداية؟ وهل الكتابة هي من تُحرك ريشة الرسم أم العكس؟
بدأت اكتب قصصا قصيرة وخواطر شعرية ونشرت في صحيفة كل العرب والأهالي ثم كتبت كتابي الأول وأرفقته برسومات. الرسم كان هواية الطفولة، لكن اهتممت اكثر في البداية في القلم ، حتى راح الابداع الكتابي يوقظ فيّ الابداع في الرسم وبدأت ارسم ، ولكن قد اكتب لوحة تشعرين بألوانها وظلالها في النفس وقد أرسم قصة احكيها بأحداث وصراعات في لوحاتي ، وقد ارسم ما لم أكتبه وقد اكتب ما لم أرسمه ، ليس بالضرورة أن اعبر عن موضوع واحد بكلتا الريشتين . 

حدثيني عن اشتراكك في المعارض؟
اشتركت بالعديد من المعارض في البلاد ، معارض عربي و معرض مشتركة، وقبل شهر كان لي اشتراك في معرض في باريس تحت عنوان "ذكريات" ، في معظمها تحمل مواضيع السلام ، ومناهضة العنف ، والتعايش السلمي، المرأة، والارض .
وقد أقمت معرضا في قريتي ديرحنا قبل سنتين، وباذن الله نرتب لمعرض اخر في ديرحنا خلال الأسابيع القادمة. كما اشتركت في العديد من مهرجانات النحت والرسم في قرانا العربية .

هل يعكس الواقع في كتابة تغريد بلد محددة، أم أنه يُناقش المجتمع العربي ككل؟ وكيف تجمعين بين الواقع والرومانسية المرهفة؟
الواقع العربي الذي اعكسه في قصصي ولوحاتي او قصائدي لا يختلف بقضاياه الاجتماعية من قرية عربية الى قرية عربية أخرى أو مدينة عربية أخرى، فشعبنا يحمل ذات النير، والمرأة العربية في كل بلدة عربية تواجه ذات القيود ، وكلنا معا نحيا ذات العادات منها البالية الخانقة ومنها الطيبة التي اصبح وجودها نادرا في الوجود .
بالنسبة للرومانسية هي ايضا جزء لا يتجزأ منا كشعب تميزه الرومانسية والحس المرهف ، فنقلي للواقع لا يخلو من هذه الرومانسية.

روايتك الأخيرة التي صدرت عام 2012 "هل الحب خطيئة يا أبي الكاهن" نالت استحسان الكثير من الناس، حدثيني عنها، وما هو دور النقاد في تحفيزك للمتابعة قدماً؟
نعم القت استحسان كل من قرأها، رواية هل الحب خطيئة هي قصه راهبة قصة استوحيتها من الواقع الذي عشته في الدير، قصة صبية أحبت معلمها وهو احبها ولم يتم الزواج بل الانفصال. وكان السبب زواج البدل، إذ اتفق ان يتزوج المعلم من أخرى مقابل ان يتزوج أخوا العروس اختيه العانستين ولجأت حبيبته التي تركها مضطرا الى المبالغة في التنسك بعد ان كان قلبها كطير يتمرغ بألمه مجروحا ودخلت ألرهبنه وهناك يكون لقاء لحبيبها في المدرسه لقاء يومي إذ بدورها تكون معلمه راهبه، قصه غنيه بعنصر التشويق والأحداث المترابطة والنهاية التراجيديه التي تنتهي بمًوت الراهب. ، للنقد تاثير كبير ، خاصة النقد الموضوعي البنّاء، ومن هنا اقدم شكري لكل من كتب نقدا لاننا بالنقد ننمو ونصبح افضل ، واخص بالذكر الناقد نور عامر ، الدكتور منير توما ، والدكتور بطرس دله وكل الكتاب اللذين ارسلوا النقد كرساله نصيه او شفهيه ، لقد كانت الكلمات مشجعه داعمه معنويا وبناّءه اشكركم

ما هو دور المجتمع من حولك للدعم والتشجيع على استمرار ابداعك القلمي وخطك الريشي؟ هل هناك تفاعل من قِبَله؟
للمجتمع دور كبير ، اذ اني اكتب لهذا المجتمع اللذي تنسمت معه ذات الهواء وتشربت معه ذات الالم والماء ، امنحه ابداعي بكل صدق ،فكلما شعرت بوصول رسالتي لمجتمعي وتفاعله مع ما اقدم من كتابات واعمال رسم ونحت ، اشعر بنجاحي حقا ، وهذا محفز لي للسير قدما .

من كان له الأثر في توثيق علاقتك بالرسم والكتب؟
كان لوالدي التأثير الاول والاكبر على توثيق علاقتي في الكتب والكتابة، والنحت وبدايات من الرسم ، اذ اعتبره مبدعا فهو كاتب ولكنه لم ينشر كتاباته، وهو نحات لكنه لم يشترك في مهرجانات فنية، أحب القراءة والكتابة، وكان يهتم بجمع الكتب القيّمة والمفيدة، وتنسّمت منه هذه التربية، فكما أن هنالك تربية غذائية، هنالك تربية لحب القراءة والتثقيف والمطالعة نكتسبها من عائلاتنا نتغذى بها وننمو فكريا .

رسالة تُوجهينها للمبدعين والفنانين؟
رسالة اوجهها لكل مبدع ليس فقط كتاب وفنانين ارجو أن تكون راية ابداعنا تقديم رسالة ترفع بمجتمعنا الى ما هو افضل ، كن صادقاً مع نفسك ومع شعبك، أعطِ من ذاتك وابتعد عن التقليد.

إليكم بعض من اعمال الفنانة تغريد حبيب