الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 23:01

الطيارة تكدب الطيار/ بقلم: ريم أبو الفضل

كل العرب
نُشر: 19/03/14 08:29

كثيرا ما تستوقفنى أحداث..أشخاص..مواقف قد أكون فيها بطلة، أو كومبارس ..متفرج، أو قارئ

وليس ما يستوقفنى الحدث نفسه، أو الشخص ذاته.. بل أننى دوما ما أشرد أمام الحدث ، أو أتأمل الموقف ..أو أغوص بداخل الشخص.. فتنجلى لى أمور كثيرة، أو هكذا تبدو لى
من هنا كانت إطلالتي على شخص، أو موقف أو خبر ليس لممارسة دور المتأمل فقط..ولكن لعمق قد أراه بداخل أى منهم
وأثناء وحدتي التي أقتنصها من يومِ مشحون، أمارس تأملاتي من خلال إطلالتي على يوم يطل... أو يطول

وزارة التربية والتأجيل
**************

فكل بلاد جادها العلم أزهرت رباها.... وصارت تنبت العز لا العشب

إذا وجدت بلادا لا تزهر جيلا مثمرا فاعلم أن أرضها في حاجة لفأس العلم
أما العشب فينمو في أرض من نام صاحبها عن حرثها ..
هكذا أخبرنا الشعر العربي في حكمة لا ندركها ..

كما أخبرتنا المقولة اليابانية الشهيرة «yontoo gorak «
والتي تعني "أربع ساعات نجاح، خمس ساعات رسوب" أي "أربع ساعات نوم تعني النجاح بينما خمس ساعات نوم تعني الرسوب" بمعنى لتحقيق النجاح لا ينبغي النوم أكثر من أربع ساعات في اليوم ، ولكن الشعب الياباني قد أدركها

ومن هنا يُعتبر الطلاب اليابانيون من أكثر الطلاب في العالم إقبالاً على الدراسة، لأنهم تعلموا أن السبيل للوصول إلى وظيفة مرموقة هو الاجتهاد وبذل الجهد والمثابرة

عندما سعت وزارة التعليم في اليابان إلى تقليل أيام الدراسة لمنح الطلاب فرصة ؛ للاستمتاع بوقت للإجازة استغرق النقاش حول هذا المشروع سنوات حتي تقرر تنفيذه بمجلس النواب على عدة مراحل حتي انتهى بتطبيق نظام الدراسة من الاثنين إلى الجمعة ، ومع ذلك كان الطلاب يذهبون إلى المدارس لحضور الأنشطة الطلابية ، أو للفصول الخاصة التي تساعدهم على تنمية قدراتهم

أثّرت الحرب العالمية بشكل إيجابي على عقول اليابانيين برغم سلبية آثارها.. فقد كان النظام التعليم الياباني يعتمد على الحفظ ، ولكن اتسم بالذكاء بعد الحرب

أما في ماليزيا فميزانية التعليم تبلغ حوالي 18% من ميزانية الدولة ، وهذا ما جعل من ماليزيا معجزة شرق آسيا ، فبالرغم من استقلال ماليزيا منذ الستينات فقط من الاستعمار البريطاني إلا أن نقطة انطلاقها كانت تطوير التعليم فتأثرت بالسياسة التعليمية البريطانية واليابانية بما لا يتعارض مع هويتها الإسلامية فقد كان ضمن خطة مهاتير محمد في تطوير التعليم معاقبة الآباء الذين لا يرسلون أبناءهم إلى المدرسة مما أدى ذلك لانخفاض الأمية من 47% إلى 1%

ومازلت أذكر إعصار ساندي الذي ضرب أمريكا، وأصاب نيويورك بالشلل ، وانقطاع التيار الكهربائى عن أغلب المدارس، واستخدامها كمراكز إيواء فما كان من رئيس بلدية "نيويورك" إلا أن طلب من الأهالي أن يرتدي أبناؤهم سترة إضافية نظرا للبرد ، وأن يعودوا لدراستهم فعاد الطلاب بعد أسبوع واحد فقط من حدوث الإعصار

أما في وطني فحدث ولا حرج ..

تظاهرات طلابية... تقلبات جوية.. اعتصامات فئوية.. انتخابات برلمانية أو رئاسية...أمراض معدية... احتياطات أمنية.. إلخ
أول قرار لحل أي أزمة هو الإجازة الدراسية
لا تنتظروا جيلاً يحمل فأساً لحرث أرض الوطن
انتظروه يحمل بطانية "مشحوتة" ينام تحتها على أرضٍ بور
فهو لم يتعلم كيف يصنع أو يزرع.............

سلعة غالية
*******

أسعد كثيرا بعلاقتي مع بسطاء الناس بل وأحرص عليها، وأعتبر أن هناك ما تبقى من إنسانيتي طيلة حرصى على علاقتي معهم

وعلاقتي بأمن العمارة طيبة ، فكما أحرص عليها يحرصون هم أكثر بمد المساعدة دوما لي، فيسرعون لحمل ما شق علىّ أو لم يشق موجهين إلى اللوم إذا لم أوجه لهم طلب المساعدة

وعندما أقدم لعم سيد المقابل المادى أجده يرفض بشدة مرددا لى جملة مكررة (كفاية بس أشوف ابتسامتك دى)

فتتسع ابتسامتي، وأجيبه يا ريت يا عم سيد الناس كلها تبقى زيك وتتعامل بالابتسامات

وفكرت في قولي الساخر الذي وددت أن أمازح بيه عم سيد

ماذا لو حلت الابتسامات محل تعاملاتنا المادية

أصبحت الابتسامة هي العملة الرسمية لنا

يا إلهي....

لن يكون هناك فقراء..لن يكون هناك جائعا بلا مطعم ولا شاردا بلا مأوى


سيكون..ويكون...و...

وتوقفت عن أمنيتي الساخرة

وماذا عن المرضى الذين يتألمون نهارا ويتوجعون ليلا..

ماذا عن من فقَدَ عزيزا..ثم صديقا..ثم..

ماذا عن المكلومين والملتاعين والمهمومين

هل يستطيع كل هؤلاء أن يقدموا ابتسامة مقابل زاد يتيح لهم العيش

لن يستطيع الفقير الملتاع ولا الغني المريض أن يقدما ابتسامة من أجل العيش

سيموت كلاهما ..وإن توفر المال مع أحدهما

أحيانا ما نمشي وجيوبنا خاوية من المال..وكثيرا ما نحيا ووجوهنا خالية من ابتسامة

قد نستطيع أن نحصل على المال رغم الألم ..ولكن لن نستطع أن نمنح الابتسامة معه

فوجدت أن التداول بالمال أسهل وأرخص

فحمدت الله أن الابتسامة صدقة وليست فرضاً...........


الطيارة تكدب الطيار
************

كانت انطلاقة تطوير الصناعة الحربية المصرية في العشرينات من القرن التاسع عشر، وذلك عندما أسس "محمد علي" عددا من المصانع لصناعة الأسلحة الصغيرة وبناء السفن الحربية لبناء مصر كدولة قوية مستقلة
فقد كان نظام الحكم وقوته في البلاد مرتبطاً بازدهار الصناعة الحربية وتقدمها في تلك الفترة ، حيث يتيح ذلك التحرر من السيطرة الأجنبية
تمكنت مصر في تلك الفترة من بناء جيش قوى يمتلك سلاحا يصنعه المصريون ، فأصبح قادرا على تحقيق الأمن القومى لوطنه

مر الجيش بفترات ضعف لا يمكن أن نمحوها من كتب التاريخ، ولكن في الوقت نفسه ظل الشعب واثقاً من جيشه ، ولأن الثقة لابد أن يقابلها الاحترام ، فعلى مر العصور تزعزعت تلك الثقة


تذكر الشعب حين خرج الجيش أيام جمال عبد الناصر مُعلنا صناعة أول طائرة مقاتلة مصرية تفوق سرعتها ضعف سرعة الصوت كان ذلك في عام 64
* بعدها بثلاث سنوات كانت النكسة

واليوم خرج معلناً اكتشافه لجهاز يعالج الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي في انتصار للقوات المسلحة تحت عنوان افتتاح مشروعات تنموية جديدة
في حين أكد رئيس الأكاديمية الطبية العسكرية و أطباء القوات المسلحة عدم علمهم بهذا الاكتشاف الذى أعلنت عنه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة

خبر الطائرة الحربية لم يثر ضجةً، ولم يدفع الساخرين بنقدهم اللاذع لأنه لم يداعب آمال المرضى في الشفاء..ولم يسخر من أحلام شفائهم

* تُرى أي نكسة تنتظرنا ؟؟؟؟

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة