الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 12:01

غرست في نفوسنا وقلوبنا أسس التربية/ بقلم: معين أبو عبيد

كل العرب
نُشر: 14/03/14 13:36,  حُتلن: 14:48

معين أبو عبيد في مقاله:

الأستاذ عبد الرحمن صديق تحلّى بصفات ومزايا إنسانية حميدة حيث كسب احترام وثقة مجتمعه من خلال أسلوب تعامله الحضاري المبني على الإحترام المتبادل

عمّ الحزن والأسى الأسرة الشفا عمرية، إثر وفاة الأستاذ عبد الرحمن صديق المبكر الذي تلقته بقلوب تذخر إيمانًا وتسليمًا لإرادة العلي القدير. وذلك وليس مجاملة لما تحلّى بها من صفات ومزايا إنسانية حميدة، حيث كسب احترام وثقة مجتمعه من خلال أسلوب تعامله الحضاري المبني على الإحترام المتبادل، تاركًا بصمات واضحة وأكيدة، ساهمت على رفع مستوى التربية والتعليم من خلال منصبه رئيس قسم المعارف في بلدية شفا عمرو.
لم أكتب فقط عند مماته إيمانًا بالمقولة : " أهدني وردة في حياتي خيرا من إكليلاً على قبري". إذ كنت قد كتبت مقالة خاصة به كانت قد نشرت في الصحف ومواقع التواصل بمناسبة خروجه الى التقاعد . وقد يحكم القارئ من خلالها على مدى عطاءه وخدماته لمجتمعه.

من الغروب في ميتيئورا الى الأستاذ عبد الرحمن صديق
صادف أسبوع إنهاء الأستاذ عبد الرحمن صديق، مزاولة عمله كمدير لقسم المعارف في بلدية شفاعمرو أثناء وجودي خارج البلاد، وبالتحديد في منطقة ميتيئورا السياحية العجيبة شمال اليونان. ميتيئورا- هي أحد أكبر وأهم الأديرة في اليونان بني على قممها العالية 24 معبدًا (ديرا)، المعلقة المسُماة بهذا الاسم. وتعتبر أيضا من مواقع التراث العالمي .
من هذا الموقع والمنظر الخلاب، وعند الغروب بدأت أكتب هذه الكلمات مؤكدا لا لمجرد الكتابة أو المجاملة أو التشهير، إنما كلمة حق ووفاء وعرفان لما قدمه الأستاذ عبد الرحمن في هذا المجال لدعم ورفع المستوى الثقافي والتربوي في شفاعمرو. بدأت عقارب الساعة تدور بسرعة البرق والوقت يداهمني واضطراري مغادرة المكان بعد 30 دقيقة. بدأت الشمس تخفي خيوط الظلمة وتتسلل نحو المغيب، فتتوارى أشعتها الدقيقة الشاحبة تأخذ اللون الأصفر كلون عباد الشمس الذي نبت بجانب مكان جلوسي على إحدى الصخور التائهة تتبع رحيل أشعتها الهزيلة وكأنه يودعني بينما تداعب أصابعي القلم ليخط هذه الكلمات. أحاول التركيز لكن نسمة لطيفة وأخرى عليلة تجعلني أخون ذاكرتي.رغم تجربتي في الكتابة إل أنني لم أجد أفضل من بعض الكلمات التي كتبتها لي ابنتي أنغام في إحدى المناسبات...
إليك أكتب عرفانًا بفضلك يا من عملت دهرا مشغول البال كي تجني اسما طاهرا وروحا بيضاء كلون الثلج. ولكي تبني لمجتمعك مجدا يعيش فيه أبنائنا أغنياء الروح، القلب، المعرفة والثقافة.
نعم، قد تدمع الأقلام المبدعة سيولا من حبر الكلام فيك. ويا ليت كل الكلمات والعبارات توفيك والحبر يكفيك، لتصف ينبوع عطائك المتدفق. تفانيك في العمل ودعمك أسس بناء مجتمعًا وجيلا واعيًا سلاحه العلم والمعرفة.
للفقيد الرحمة ولأهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء ...

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة