الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 06:02

زنبقةٌ بيضاءُ عاشقة /بقلم:نانسي مزاوي شحوك

كل العرب
نُشر: 11/03/14 10:20,  حُتلن: 11:36

كزنبقةٍ بيضاءَ عاشقةٍ.....تلابيبُ ثوبِها كملمسِ حريرٍ يلفَحُ جسدَ عروسٍ تتمايَلُ بِحياءٍ أمام نسمةِ ربيعٍ هفَّت على حين غَرّةٍ، يقفِزُ قلبُها غِبطَةً في الحُقول، شارعاً ذراعَيه لاحتضان ملمسِ الرّبيعِ المتلفّح بعطرٍ ذكيٍّ...يَتَرنّحُ بخفّةٍ على ظهرِ كفَّيها, ليُبَعثِرَ بين الزهور أشكالاً متفاوِتة، نَرمُقُها على مرمى ثوانٍ كشكلِ امرأةٍ أنيقةٍ...يَنبُضُ وسط فؤادِها بستانٌ مُلوّنٌ من الورود الفَرحة...تفيضُ حناناً وأمومة وابتهال...
شمسٌ دَؤوبٌ، يانِعةُ الفكرِ، راقِيةُ الحِسِّ، مهما اعتراها الكَلل، تنفُضُ دوماً ذراعَيها هائِمةً في بحرِ الكِدِّ، دون سأمٍ، دون تَذمُّرٍ، دون ملَل....
تشرعُ في احتقانِ الدّمِ في وجنتَيها، كي لا تنفجِرَ بركاناً يهزُّ الكَوْنَ سلباً، لتبقى هي القُدوة هي المثال...هي الأمَل....
الصّبرُ...الصّبرُ لولاهُ ما ترمّمَت جلُّ الأُمَم على يدِ آدم وحده بغَيظِهِ وانفجار احتقانِهِ بحِدّتِه....فلولا طبطبتها لفَقَدت كل الشُّعوب الخَجَل....
حنونةُ الفُؤادِ، صارِمَةُ المبادئ، مُساواتُها بِرَجُلِها هو حلمٌ رائعٌ نتمنى أن يدومَ وصالُهُ كي يُنتِجَ الإثنان نِعَمَ العمَل....
تَتهافَتُ بِرشاقةٍ بين الحنايا، تُلملِمُ بقايا شظايا سوداء، لتزرع مكانَها رياحين زَهرٍ بيضاء، ليشعر من حولَها كأنّ لمسةً سحريةً قد لَفَحت المكان بِخِفيّة.... ببسمة ...برَياء.
حبيبةُ نبضِك هي....أختُك الهيفاء....أمُك نبعُ العطاء....إبنتُك الغالية المُتربعّة في حُضنِك بكُل خَشوعٍ وكُلِّ ولاء...نَبضُ حُبٍّ فائضٍ...لا مفرّ من وُجودِه...لن تلمَحَ إلّا نجمةً إن اعتليْت بِعُنُقِك نحو الفضاء...
فكيف نُرَدِّد أنَّ المرأةَ نصف المُجتَمع...فلولا خُطاها...لكان النّصفُ الآخر يتناثرُ في الأرجاء...لكان عطرُهُ في الحقل مُزيَّفاً دون جَدوى...يتطايَرُ أريجُهُ في الجَوِّ هباء...
عاشِقةٌ كانت أم ذو مشاعر صمّاء....يغلبُ الفكرُ وجدانَها وينتصرُ في قلبها الرّجاء....لتبقى هي الشّامخة المُرتقية على مقعدٍ عاجيٍّ ماسيٍّ...يتلألأُ بشُعاعٍ ينسابُ بِحُنَوٍّ نحوَ العَلاء....لتبقى هي دوماً نبعَ فضلٍ وقُوةٍ تفيضُ شُموخاً وعزّاً في نفوس الضُّعفاء....
يقول هو أنّه لا يهوى العشقَ ويزدريه ...يهزأ من عُشّاقِهِ وبالتّصّنّعِ ينعتُهم...يلوي شفتيه لا مُبالياً بالحُبِّ ومعانيه....وفجأة ...ما أن يطلَّ طيفُها على مُقلتيه....ومِن بين ثنايا الخفقات يتسلّلُّ حُبُّها إلى وجنَتَيه...يسري اشتياقُهُ لها في رعشةِ يديه...يُشَرِّع لها حنان أحضانِهِ...لتهوى دامعةً بين ذراعيه...
حُبٌّ سَرمديٌّ يعتنقُ تلك المرأةِ....يطغو عليه زُبدُ الحياة....إمرأةٌ على شكلِ قنديلٍ مُنمَّقٍّ...فحواهُ نورٌ لا ينضب شعاعُهُ ...لِتُجَمّلهُ بزينتها الأنيقة المُندثرة على رقبةٍ عنقاء....
فهي كما الحياةُ دوماً...بحرٌ وليلٌ ونهارٌ يتقلّب...كي تكون كما الفصول وافيةً حقّـها بِحيطةٍ بمكر بدهاء...
فلو أطاحت الأفكارُ برأسِها...وبرَمت في مُخيّلتها الخواطر...لَنَفَّذت....
لو اجتاح الشّكُ وسواسَها...واهتزَّ الحُبُّ في قلبها ...لقتَلَت...
لو طَوَّق الغباءُ جسَدَها....وقيَّد فُؤادَها بسلاسِلِ الوهم....وفجّر الطّيبةَ من مكنونها...لأحبّت....
إنها المرأة....تعطي كلَّ ما لديها بِسخاء....الأفكار...الحُب...الذّكاء....
لكنّهم مهما أذلوها ترتقي دوماً بشَرَفٍ عظيمٍ لأعالي السّماء.....

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.ne


مقالات متعلقة