الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 07:01

صَفاء أَبُوفنّة يكتب على منبر العرب.نت: يا ليتني

كل العرب
نُشر: 10/03/14 21:21,  حُتلن: 07:25

ينْتَزِعُنِي مِنْ ذَاتِي وَيَقُودُنِي إِلَى رَدْهَةِ الشّوْقِ لِنَتقفّى آثَارَ الهُيَامِ يَقتَادُنِي إلَى شَقْشَقَةِ البَلابِل فِي هَوْدَجِ الرّحِيق، يَا مَنْ غَرَستَ مَفاتِنَ النّبض فِي قَلْبِي تَعالَ نرفّ فَوْقَ أَسرّةِ الدِّفَلى فَوْق غُصُون اليَاسَمِين!
فقُبَيْلَ النّزُوح الأَخِيرِ إِلَى شُرْفَةِ العَنادِل وَقُبَيْلَ نُزُوح الزّعْفَرانِ إِلَى نَجْمَةِ السّمَاء تَعَالَ وَرَتّل نَبض قَصِيدَة اللّقَاء فِي صَوْمَعَةِ الإِنْتِظَار وانْثُرِ قَطَرات مِن الصّبِ الدّنِف فَوْقَ مُقْلَتَيَ.

أَيّتُهَا العَابِثُ بَأَوْرَاق قَرَنْفُلَتِي تَعَالَ وانْزَع رَذاذَ خَرِيفِيَ الزّاحِف مِن عَلَى وجهِ المَاء انْتَزِعنِي مِن عَكْرَةِ الشّجُونِ، اقْتَلِع زَيْزَفونَةً قَدْ نَبَتتْ فِي دِمَاءِ أَوْرِدَتِي تَجذّرَتْ فِي عُمْقٍ عَقِيمٍ يسْتَلذّهُ صَدَى دُمُوعِي ونَايَاتِي، غَزَالَ الرّوحِ تَرَاقَص فِي جَذَلٍ فَوْقَ مَوْطِئ سَحَابَاتِي فَوْقَ تِلَالِ الخَمْرَةِ القَابِعَة فِي دَالِيَةِ الأَشْواقِ، تَعَالَ ذاتَ فَتِيلٍ واشْتِعَالٍ لتُوقِظَنِي مِنْ سَكْرَةِ النّدى الّتِي تَغْمُرُ رَحِيقَ جُنُونِي وتَوحّدِي بِك!

انْقُشِنِي فَوقَ ذِرَاعِي اللّغَة لِأتكّونَ مِنْ سَلِيل نُورك الأَزَلِي، اصقُلنِي جَسَدًا يَعْتَرِيكَ وَقلْبًا يَلفّهُ شِغَافٌ وَيسكُنُه وتِينٌ، وَرِيِدٌ وَحُبّ.

مُنْذ أَن تَجدّد فِيّ نَوّار البُرْتُقَال فِي قصّتِي وانهَمَرتْ عَبَقيّتهُ فِي حُقُولِ الوَجد مُنْذُ أَنْ ارتَشَفتَنِي عِنَبًا مُحمّرَ اللّوْنِ والوجنَتينِ وتَلمّظتَنِي قَصِيدَةً فِي لمَى شَفَتَيكَ المَعْسولَتينِ، مُنْذُ ذَاكَ التّوحّد الآتِي مِنّي إِلَيك إِلَى مَوْرِد اللّغَة والعَينَين،
يَا لَيتَنِي لَيْلاكَ المُتيّمةَ والمُيتّمة فِي جُنُونِ قَيسهَا أَوْ بُثينَةَ يَا لَيْتَنِي الزُّهْرَة فِي مَدَارِكَ فِي جُغْرَافِيّة قَلْبكَ لِأنْقُشَ فَوقَ تَضَارِيس الجَوى عُهُودًا وهَوى وَفوقَ مَناخكَ والجَاذِبِيّة لِتَبقَ النّابِض فِي عُرُوقِي إِلَى المُنْتَهَى.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة