الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 19:02

حقوق المرأة في مجتمعنا ما زالت مهضومة في يومها العالمي/ بقلم: فؤاد أبو سرية

كل العرب
نُشر: 07/03/14 21:07,  حُتلن: 09:52

فؤاد أبو سرية في مقاله: 

يمثل هذا اليوم مناسبة للاحتفال والتذكير بدور المرأة باعتبارها أداة التغيير الحقيقي والإيجابي في المجتمع الانساني عبر العصور

المرأة الطيبة هي الفن والجمال والحياة والمدرسة الأولى التي يتلقى فيها المرء دروس الحياة وبها يتأثر ومنها يكتسب أخلاقه

حقوق المرأة مهضومة في مجتمعنا فهي تفتقد للإهتمام ولا تُمنح الفرصة لترتقي بنفسها وبفكرها وتكون الضحية في المقام الأول للأجيال المتلاحقة

الإسلام رفع قيمة المرأة ورفع عنها الظلم وصان عفتها وحمى كرامتها وأعطاها حقوقها كاملة غير منقوصة وأعلى إهتماماتها وجعلها عنصرًا فعالًا في نهوض المجتمع وتماسكه وسلامته

يحتفل العالم أجمع في الثامن من آذار من كل عام بيوم المرأة العالمي، بهذا الحدث الذي غيَّرَ مجرى الحياة وأكَّدَ إستقلالية المرأة عن الرجل ومساومتها به على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي وتمتعها بحرية العمل والإنجاز وتأكيد بقاء حقوق المرأة وتشعب جذورها في نصف المجتمع، ويمثل هذا اليوم مناسبة للاحتفال والتذكير بدور المرأة باعتبارها أداة التغيير الحقيقي والإيجابي في المجتمع الانساني عبر العصور.

كم جميل ورائع هذا العنوان جميل بجمال المرأة ورقتها ونعومتها وهو فرصة متجددة في هذا اليوم تتيح لنا أن نتوقف كل عام في تحية واعتزاز لنراجع ما قدمته المرأة التي تمثل نصف المجتمع من أجل تطوير وتقدم بلدانها وإدانة العنف الذي يمارس ضد النساء واستمرار عدم التكافؤ في العمل كما في المنزل، إنَّ المرأة الطيبة هي الفن والجمال والحياة والمدرسة الأولى التي يتلقى فيها المرء دروس الحياة وبها يتأثر ومنها يكتسب أخلاقه وعنها يأخذ عاداته ومميزاته وهي فرد من أفراد المجتمع تصنع التاريخ وتكون سندًا لكل زوج عظيم، فالإسلام رفع قيمة المرأة ورفع عنها الظلم وصان عفتها وحمى كرامتها وأعطاها حقوقها كاملة غير منقوصة وأعلى إهتماماتها وجعلها عنصرًا فعالًا في نهوض المجتمع وتماسكه وسلامته وسّطَّرَ القرآن الكريم سورَّة من أطول سورها "سورة النساء" باسمها.

على الرجل أن ينظر إلى المرأة كإنسانة جذيرة بالاحترام وأن لها من الحقوق والواجبات كما له حيث لا زالت المرأة مغيبة ودورها مهمش في مجتمعاتنا، إنَّ تهميش دور المرأة في المجتمع وعدم إعطاء فرصة لإعلاء صوتها سياسيًا والعنف الأسري الذي ما زال يحصد بها وزيادة نسبة الأرامل والمطلقات اللواتي تحملن نظرة المجتمع الدونيه وواجهنا صعوبة المعيشة وتعرض البعض إلى التحرش والإغتصاب وغسل العار وهدر حقوقهن القانونية والكثير الكثير كان له نصيب في زيادة معاناة المرأة وأيضًا كثير من الخريجات جليسات في البيت لم يجدن فرصة عمل وهذا الأمر أثر على نفسيتهن سلبًا ومعاناتهم أيضًا.
إنَّ التطور والبناء الحضاري لأي مجتمع مرتبط إرتباطًا وثيقًا بتطوير ثقافة ووعي المرأة ومساهمتها الفعالة بهذا البناء ليكون مجتمعًا مدنيًا وقائمًا على المواطنة وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والمبادئ الإنسانية ولا يمكن لأي مجتمع أن يبني حضارة دون أن تساهم المرأة مساهمة فعالة.

ولا يمكن للشعوب ولا لمسيرة الدرب أن تحقق غايتها في مجتمع تقبع نساؤه في العتمة وتعيش في الظل في مجتمع لا تبني في سواعد الرجال والنساء معًا صرح الحضارة والتقدم والديمقراطية وحرية الشعوب لا تقوم لها قائمة إن لم تساهم بها المرأة، ولا شك أنَّ لوسائل الإعلام تأثير كبير في تشكيل الوعي المجتمعي حول الكثير من القضايا حيث يأتي دور الإعلام متوازيًا مع الدور الذي يلعبه أجهزة التعليم والثقافة التي تتوالى صياغة الوعي المعرفي للمجتمع ومن الطبيعي أن يسهم الإعلام في تشكيل وعي المجتمع بالمرأة سلبًا وإيجابًا.
والحديث يطول عن المرأة ودورها ولكن الواقع أن حقوق المرأة مهضومة في مجتمعنا فهي تفتقد للإهتمام ولا تُمنح الفرصة لترتقي بنفسها وبفكرها وتكون الضحية في المقام الأول للأجيال المتلاحقة. لنقف إلى جانب الحق والكلمة الحرة مع المرأة وصوتها نحو مساواتها لنرفع صوتنا عاليًا إلى جانب النساء العربيات في نضالهن وندعوهن لتوحيد الكلمة والقوة سوية.
وختامًا أتمنى ونحن نعيش هذه الأيام مناسبة يوم المرأة العالمي، أن يحترم وجود المرأة بشكل فعلي وملموس وليس مجرد شعارات تُرفع من هنا وهناك وأن تُرفع عنها قيود المجتمع التي جعلتها تدور في دائرة مغلقة وبنفس الوقت أدعو كل امرأة إلى النهوض بواقعها وأن تُدرك جيدًا أنها ليست أقل شأنًا من الرجل وأنها نصف المجتمع ولولاها لما إكتمل وعليها أن تأخذ دورها في التعليم وأن يكون لها صوت في جميع ما يُفرض عليها وأن تكون مخيرة وليست مُسَيرَّة فلها دور كبير في بناء المجتمعات فهي أم لأجيال قادمة.

إنَّ مجتمعاتنا العربية بحاجة إلى تطوير وترسيخ النظرة التقدمية الإنسانية العصرية والحضارية للمرأة والعمل والوقوف والمثابرة لأجل التغيير ودعم المرأة ومساندتها والتعريف بدور المرأة وإقامة ندوات تثقيفية وتمكين المرأة من خلال تلك الندوات والتعريف بدورها وأهمية وجودها في بناء المجتمع وتطوره واحترام حقوق الإنسان.

وبهذه المناسبة أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات طالب من العلي القدير أن يحفظ نساء العالم أجمع وإلى المزيد من النجاحات إن شاء الله وكل عام وأنتم بألف خير.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة