الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 03:01

لو لم تكن الجبهة موجودة لكان لزاما على اهل الناصرة أن يقيموها الآن/ بقلم: المحامي نبيل حايك

كل العرب
نُشر: 06/03/14 13:24,  حُتلن: 11:57

المحامي نبيل حايك في مقاله:

الجبهة هي اول من ادخل امرأة الى المجلس البلدي ودستور الجبهة يضمن تمثيل حد ادنى للنساء في كل مؤسسات الجبهة

الجبهة مؤسسة اهلية حضارية وطنية مبنية على اسس ديمقراطية، تصبو الى ما يوحد الناس وهي الدرع الواقي القادر على لجم التعصب والتفرقة

الصحافة العبرية اختارت رامز كواحد من افضل رؤساء السلطات المحلية وليس لكونه عربيا بل رغم كونه عربيا ولولا ذلك لكان الافضل على الاطلاق في البلاد أحب الناصرة واعطاها ولا يزال

رامز قاد المدينة في احلك ازماتها يوم كانت تترنخ على شفا الهاويه ولما كان غول الطائفية يهدد بابتلاع كل بقعة خضراء ولما كانت المدينة تمر باقسى ازمة منذ العام 1948 حيث استهدفتها براثن السلطة واعوانها

كيف يمكن تصور بعض الاخوة في التجمع حلفاء الجبهة في نتسيريت عيليت ضد جابسو في نفس الخندق مع جابسو ضد الناصرة – الوطن الام وهل يهون عليكم "احتفال" جابسو وساعر والليكود بسقوط الناصرة !! (لا سمح الله) ؟

1. يوم تنادى اهل الناصرة، وهبوا :

في العام 1974 تنادى اهل الناصرة، وهبوا، واقاموها جبهة وطنية ديمقراطية، وصلت البلدية في يوم اغر، هو التاسع من كانون اول لعام 1975، يوم اتوا الى دار البلدية بكوكبة مخلصة من الشباب الغيورين، الذين رفعوا لواء الكرامة والخدمات، وكان في مقدمتهم القائد الخالد توفيق زياد، والى جانبه رتل من شرفاء الناصرة، بما في ذلك الشاب اليافع رامز جرايسي. ورسخت الجبهة في المدينة العريقة والمقدسة، وارسلت اشعاعات حامية الى كل البلاد، والى الاخوة في المناطق الفلسطينية المحتلة، باعثة في الناس دفئا وطنيا، وآمالا غالية.

2. لماذا الجبهة؟
لانها مؤسسة اهلية حضارية وطنية مبنية على اسس ديمقراطية، تصبو الى ما يوحد الناس، وهي الدرع الواقي القادر على لجم التعصب والتفرقة، تنبذ التعصب الطائفي والانغلاق العائلي، تحترم كل الطوائف وكل العائلات، فنحن، شعب هذه البلاد، لا ننتمي الى طائفة واحدة او عائلة واحدة، نحن شعب طيب، جمعنا تاريخنا المشترك ووحدة امانينا، صهرتنا البوتقه الوطنية، ووحدتنا اللحمة الابدية لشعبنا، ماضيا وحاضرا ومستقبلا.

والجبهة تحترم اهل الناصرة، وتتعامل معهم باسلوب متنور، فالانتساب اليها حق كل مواطن نصراوي، وهي تنتخب مرشحيها باساليب ديمقراطية شفافة. في مواعيد معلنة على الملأ في الصحف العامة وعلى مدى ايام، ليعلم كل عضو جبهة حقوقه، ولتعلم البلاد قاطبه بان جبهة الناصرة ستنتخب ممثليها.

وهل هناك أي قائمه اخرى، سلكت نفس السبيل؟ هل هناك من يعرف، كيف ومتى، انتخبت القوائم الاخرى مرشحيها؟
الجبهة هي اول من ادخل امرأة الى المجلس البلدي، ودستور الجبهة يضمن تمثيل حد ادنى للنساء في كل مؤسسات الجبهة، قائمة الجبهة في المجلس البلدي، اليوم، تشمل الناشطة الوطنية صاحبة الباع الطويل في قيادة الحركة الطلابية، الاخت خلود بدوي، والمحاضرة الجامعية المبدعة د. رنا زهر، والى جانب هؤلاء تألق الدور القيادي لكل من د. انيسة العابد ود. نبيلة اسبنيولي والسيدة ليلى يزبك وكثيرات غيرهن.

والجبهة تعتز بالمرأة العربية، شريكة، مبدعة، وقائدة، تعتلي المنابر، ، تقود النضال، وتجلس في اعز الاماكن.

3. لماذا رامز جرايسي؟
كان في عز الشباب يوم اصبح قائما باعمال رئيس البلدية الخالد توفيق زياد، وبسبب انشغال المرحوم زياد بأمور قطرية وعالمية وادبية، فان ادارة البلدية فعليا كانت بامانة رامز. قاد المدينة في احلك ازماتها، يوم كانت تترنخ على شفا الهاويه، ولما كان غول الطائفية يهدد بابتلاع كل بقعة خضراء، ولما كانت المدينة تمر باقسى ازمة منذ العام 1948، حيث استهدفتها براثن السلطة واعوانها.

اختارته الصحافة العبرية كواحد من افضل رؤساء السلطات المحلية، وليس لكونه عربيا، بل، رغم كونه عربيا، ولولا ذلك، لكان الافضل على الاطلاق في البلاد. أحب الناصرة واعطاها، ولا يزال، اجمل سنوات العمر، احب الناصرة محبة خالصة وليس "لغايتين في نفس يعقوب"، انه من انقى الحجاره في اقدس الوديان، انه من قراقيح هذا الشعب، جعل الناصرة مدينة يطيب العيش فيها، جعلها وطنا صغيرا لشعب كبير.

4. فكر زياد ونبضه يتدفقان في شريان شريان رامز:
كان لي شرف العمل، كعضو في بلدية الناصرة، الى جانب طيب الذكر توفيق زياد، ودرج ابو الامين على القول : "عندما تتشابه الامور، ويكون الحق والباطل على جانبي حد السكين، رامز يستطيع ان يميز " .

ويوم استشهد في العام 1994 كانت كلماته الأخيرة:
أنا ان سقطت فخذ مكاني يا رامز في الكفاح، واحمل سلاحك، لا يخفك دمي يسيل من السلاح" وحضر احرار الجولان الى الناصرة منشدين : "راية السودا الحزينة خيمت فوق المدينة، حيف يا ناصرة العروبة فاقدي حامي العرين".
وحمل الناس الثكالى النعش الطاهر وطافو شوارع المدينة عبر درب الحجاج، وعندما وصلوا دار البلدية، هتف اهل الناصرة، ومعهم كل العرب : "يا زياد ارتاح ارتاح، رامز، رامز، بكمل كفاح". إن أي محاولة "لاختطاف " ابو الامين، او الادعاء بأن الجبهة ابتعدت عن طريق توفيق زياد، هي محاولة فاشلة هزيلة، توفيق زياد في وجداننا، نبراسا لطريقنا، نبضه وفكره يخفقان في شريان شريان رامز.

5. انها ليست الناصرة، وحسب:
جيلا بعد جيل، كانت هذه المدينة الجوهرة، ولا تزال، قبلة شعبنا، اليها هرعت البقية الباقية من اهلنا المنكوبين، يومها فتحت الناصرة ابوابها، وخرج منها صوت ينادي: الي، الي ايها الابناء البررة، الي ايها المعذبون في وطنكم، وتنادت من حولها القرى والارياف، واصبحت المدينة مئذنة هذا الشعب وجرسه، اصبحت "الوطن" الصغير، مع فقدان الوطن الكبير.
كانت الناصرة، ولا تزال، عصية على مؤامرات السلطة واعوانها، كانت ولا تزال رأس الحربة الصلب ضد المتآمرين على وجودنا وكياننا. واليوم "البرنامج" الوحيد الذي يجمع معارضي الجبهة هو عداؤهم غير المبرر للجبهة، وللقائد الوطني رامز جرايسي.

والسلطة كعادتها تتحين الفرص، فاستنفرت جابسو، اياه، ووزير الداخلية جدعون ساعر، احد صقور الليكود، والمستشار القضائي للحكومة، "ووجدوها"، وهذه المرة، وجدوها في قائمة ناصرتي والحركه الاسلامية، والخوري نداف، والمطران رياح ابو العسل، وللاسف، كل الاسف، لدى جزء من مناصري التجمع الوطني، والهدف واحد ووحيد، اسقاط رامز جرايسي وضرب الجبهة.

6. الاخوة في التجمع، ماذا دهاكم؟
بين التجمع وبين الجبهة حوار طويل، وتباين بالرؤيا والمواقف، ومنافسه على تبوء قيادة العرب في هذه البلاد، وهذا مشروع. ولكن، رغم ذلك، يبقى التجمع، بما يمثله من مبادىء علمانيه وطنية تقدميه، هو الاقرب فكريا وعمليا للجبهة، وتبقى الجبهة بما تمثله من فكر تحرري ونقاوة الهدف والضمير، هي الاقرب للتجمع. من هنا كان الموقف المذهل : كيف يمكن تصور بعض الاخوه، في التجمع، حلفاء الجبهة في نتسيريت عيليت ضد جابسو، في نفس الخندق مع جابسو ضد الناصرة – الوطن الام ، وهل يهون عليكم "احتفال" جابسو وساعر والليكود بسقوط الناصرة !! (لا سمح الله) ؟
قد يهون العمر، الا ساعة، وقد تهون الارض، الا موقعا، ولا تزال في النفس امنية، لا يزال للوجدان وظيفه، وفي يوم الناصرة – الحادي عشر من اذار – انتم ونحن على موعد، ويا نعم الموعد.

7. يوم التبست على بعض الناس الرؤيا:
سيأتي يوم، وهو ليس ببعيد، يوم يخاطب الاب اولاده واحفاده قائلا: "يا ولدي الغالي، ويا حفيدي الاغلى، يوم كانت الناصرة في محنه، والتبست على بعض الناس الرؤيا، انا فكرت مليا، وقررت : حب الوطن فرض علي، راحة الاجداد في مثواهم عزيز علي، مصير الناصرة في عيني، وضممت صوتي لصوت الشاعر الوطني ابن مدينة سخنين، اذ يقول:

افديك يا شعبي ايا شعبا شجاع وعروبتي نسبي متى امرت تطاع

ان احرقوا كتبي وهذا مستطاع لن يشتروا صوتي فصوتي لا يباع

 ونــزلــت الــى الـصـنــدوق، وصــوتــت، اعــطـيــت صــوتــي نـقـيــا، عـزيــزا، ابـيــا، اعـطـيتــه مـن قـراقـيــح وجــدانــي، اعــطـيـتـه للـوجــه الـحـضــاري للـمـديـنة، للـقـائــد الـوطـنــي الـحــر رامـــز جــرايــسي، صـوتــي مـع بــاقـي اصــوات بـلــدي الـغـالــي، جـعـلـوا رامــز جـرايـسي رئـيــسـا للـبـلـديــة، لانــه شـامــة عـز ومـفخــرة للـمـديـنــة".

* الكاتب هو محام وكاتب عدل في مدينة الناصرة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة