الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 11:02

قصيدة حبك/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 01/03/14 19:06,  حُتلن: 08:40

قالت في لحظة لهوٍ عبثية
ما الحب سوى ألعابٍ نارية.
موعدها العيدُ،
تجيئ بألوانٍ زاهيةٍ
وأعاجيبَ بهية.
تسلب أفئدة الناسِ
وتترك في الأنفس
ذكرى لمناسبةٍ وطنية.
ثم تودّعنا وتغيبُ
إلى أن يأتي عيدٌ آخر..
لكن عذرا، سيدتي،
فأنا أزعم أن لحبكِ
أوصافا وطبائعَ إعجازية.

حبكِ أن لا أعرف معنى الحب.
أن أغرق في بحر مجنونٍ
تتلاطم فيه الأمواج
ولكني لا أشعر بالرعب.
أن أشعر أني حوتٌ عملاقْ.
لا يعرف خارطة البحرِ
ولكن لا يخشى الأعماقْ.

حبك نبعٌ يسقي نورَ العينِ
وأزهارَ القلب.
أعذبُ من أي شرابٍ
يتذوقه الأحياءُ
على مر الأزمانْ.
وله شكلٌ أجملُ من كل الأشكالِ
ولا تملك أن ترسمه ريشةُ فنانْ.
حبك أنك أنت أنا
وأنا أنتِ
ونحن الواحدُ والإثنانْ.

حبك أنك في محور ما تبصره العينُ
على هذي الأرضِ
وفي وجه البدر الباسمِ
والنجم السهرانْ.
حبك موسيقى أسمعُها
في زقزقة العصفورِ
وفي صوت الماء المنسابِ
على منحنيات الأنهرِ والوديانْ.
حبك يزرع أنغاما ناعمةً
في أوتار كمانْ.
حبك أن أشتمّك في الطيب المحمولِ
على أنفاس النرجس والريحانْ.

حبك أن تسرع نحو النورِ فراشاتٌ
لا تعرف أسرار المصباحْ.
أن أتقدم صوب الميدان بدون سلاحْ.
أن أسرع نحو البيت إذا ضاع المفتاحْ.
حبك أن يزرع فلاحٌ أرضا
ويظل يعيش عليها
حتى يُزرع فيها الفلاحْ.

حبك سهمٌ ذهبيٌ
أوشك أن يُطلقْ.
لا أهرب من مرماه
وأعلم أني قد أتمزقْ.
حبك نارٌ عاتيةٌ
يتطاير منها لهبٌ أزرقْ.
لا أهرب من درب النارِ
وأعلم أني قد أحرقْ.
كيف تراني أخشى النارَ
ولم أشهد في ناركِ
إلا جدولَ ماءٍ يترقرقْ.

حبك أن يسكن كل جمال الدنيا
في وجه امرأة عربية.
أن تتحول كل الأصواتِ
إلى أمواج حنينٍ
في بحر الألحان الشرقية.
أن تمحو بسمة حبٍ واحدةٍ
كل هموم الحرب الهمجية.

نيويورك

  موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة