الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 21:02

مشاعر العرب - عودة بشارات


نُشر: 06/05/08 13:20

لماذا لم يتم النشر عن قيام سلاح الجو الإسرائيلي بضرب، ما تدعي إسرائيل إنه مفاعل نووي في سوريا؟ حسب الرواية الإسرائيلية غير الرسمية، التي وجدت تعزيزًا لها في تصريح بوش الأخير، فالسبب لذلك هو "عدم إحراج سوريا"! 
لنضع الأمور في نصابها، أولاً هنالك شك كبير في أن يكون ما قصفته إسرائيل ودمرته مفاعلا نوويًا، ونقول ذلك اعتمادًا على التاريخ القريب؛ فهذه الحرب المدمرة، التي أحرقت الأخضر واليابس في العراق جرت استنادًا إلى "معلومات" خاطئة ومضللة، سعت الإدارة الأمريكية لنشرها حول الأسلحة النووية والكيماوية في العراق. اليوم، بعد فوات الأوان، يظهر بما لا يقبل الشك بؤس هذه "المعلومات"، وأنها أتت لتنفيذ أجندة سياسية للرئيس بوش.
من جهة أخرى، فمصلحة حكومة أولمرت، بعد حرب لبنان وانهيار ما تسميه الصحافة الإسرائيلية "قوة الردع" الإسرائيلية، تتطلب النشر المكثف حول هذه العملية. وما جرى منذ لحظة القصف الأولى حتى الآن، يؤكد ذلك: من حيث التكتم ونشر القليل، ثم قليل آخر، وبذلك فُتحت الشهية لمعرفة المزيد، تمامًا مثل رقصة "الستربتيز"، حيث الكشف عن الجسد قطعةً.. قطعة. لذلك يتضح لدينا أن هذا التمنُّع كان هدفه إثارة الشهية أكثر منه منع النشر. وبذلك تم تحقيق هدفين: الأول هو النشر الغامض والمثير عن هذه العملية "المهولة". والثاني هو تأكيد المسؤولية التي يتحلى بها أولمرت الذي يفعل، بعكس أولئك الذين يصرخون فقط.
ولكن السؤال الأهم في هذا السياق: منذ متى تحفل الحكومة الإسرائيلية بمشاعر العرب، قيادات وشعوبًا؟ ما يجري في غزة وما جرى قبل ذلك في رام الله وفي لبنان.. والتاريخ طويل، يثبت أن آخر ما تفكر فيه حكومة إسرائيل هو الحفاظ على مشاعر العرب، وبالذات مشاعر القيادة السورية وهيبتها، فقد تم التحرش بسوريا، بأبشع ما يكون، في عدوان العام 82، من أجل جرها إلى الحرب، وبين الفينة والأخرى يشنون غارات في العمق السوري، بهذه الحجة أو تلك، ويجري الاعتداء على قواعد سوريا العسكرية في لبنان.
بالمقابل تكتفي القيادة السورية بأنها سترد على هذه الاعتداءات، في الزمان والمكان الملائمين، ولا أحد يعرف أين يقع هذا المكان الملائم ولا أحد يعرف متى سيأتي هذا الزمان الملائم، في حياتنا أم في حياة أحفادنا، وتبقى الحدود مع سوريا هي الحدود الأكثر هدوءًا من بين الحدود مع الدول الأخرى. ولسنا هنا بصدد مناقشة هذا الأمر، لأن مناقشته ستطول، ولكنا نأخذ على القيادة السورية والدائرين في فلكها المزايدة على الآخرين وحثهم على فعل أشياء لا يقومون هم بها، بحجة الزمان والمكان.
يعني، وهو سؤال افتراضي، هل في حال قيام إسرائيل بالكشف عما فعلته ستقوم سوريا بالرد، إنقاذًا لهيبتها؟ وبشكل آخر نقول: ما دام الاغتصاب يجري في السر، فالأمور سالكة، أما إذا بلغت أخبار الاغتصاب مسامع الرأي العام فسيضطر ذوو المغتصب أو المغتصبة النهوض دفاعًا عن الضحية؟
الحقيقة أنه لا يمكن شراء هذه النظرية، لأنها مناقضة للأحداث نفسها وللتاريخ القريب والبعيد.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.09
EUR
4.78
GBP
243799.51
BTC
0.53
CNY