الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 05:02

حوادث الطرق في البلاد /بقلم:صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 24/02/14 07:59,  حُتلن: 08:29

صالح نجيدات في مقاله:

أرى أن المشكلة وآثارها خطيرة وما لم نصل إلى قناعة بأنها كارثة بكل ما تحدده الأوصاف والحقائق فإننا ماضون إلى موت متعمد لا يستثني الغني أو الفقير

سياقة السيارة بسرعة جنونية وعدم اعطاء حق المرور للمشاة او عدم الوقوف على اشارة قف أو السرعة داخل الاحياء المأهولة بالسكان اعتبرها مثل حالات القتل المتعمد

المظاهر السلبية التي نراها في بعض شوارعنا باستعراض الشباب لسياراتهم وقيادة السيارة بسرعة وتهور وبالذات عند انتهاء دوام بنات المدارس الثانوية في كثير من قرانا ومدننا يشكل خطرا على المارة

تتزايد عدد قتلى حوادث الطرق في البلاد وهذا الامر يضعنا امام واقع خطير لان عدد قتلى حوادث الطرق تفوق قتلى الحروب ، وهنالك أسباب عديدة: منها ردائة الطرق ، عدم التقيد بقوانين السير، التهور والسرعة الزائدة سواء كان السائق مراهقاً أم راشداً، وسياقة سيارات انتهى عمرها الافتراضي، وسياقة سيارات غير صالحة وبدون ترخيص، واستعمال الهاتف الخلوي اثناء السياقة والضغوطات التي يعيشها المواطن، او قيادة السيارات تحت تأثير المشروبات الكحولية أو المخدرات، أو نتيجة نعاس ونوم السائق أثناء قيادة السيارة وكذلك عدم وضع اشارات ضوئية عند مداخل ومخارج القرى العربيه ( رمزور )، كل هذه العوامل منفردة أو مجتمعة هي من مسببات حوادث الطرق التي أصبحت حالة قائمة، وإن حوادث الطرق في الوسط العربي في ارتفاع مستمر، وحسب الاحصائيات الرسمية للشرطه فإن 48 % من القتلى في البلاد هم من العرب بالرغم من أنهم يشكلون 20 % من تعداد سكان الدولة، وأن 80 % من الحوداث البيتية للاطفال تحدث في الوسط العربي، هذه المعطيات يجب أن تقلق كل فرد في مجتمعنا وتضيء الضوء الاحمر امام الجميع، وعلينا ان نسأل أنفسنا، لماذا هذه النسبة العالية من قتلى حوادث الطرق تحدث في مجتمعنا؟ .

إن سياقة السيارة بسرعة جنونية سواء بقطع الاشارة الضوئية الحمراء أو تجاوز خط ابيض متواصل أو عدم اعطاء حق المرور للمشاة او عدم الوقوف على اشارة قف أو السرعة داخل الاحياء المأهولة بالسكان اعتبرها مثل حالات القتل المتعمد ، لان من يقوم بهذه التصرفات والمخالفات يعرف انه يعرض نفسه والآخرين الى خطر حقيقي وبالرغم من ذلك يقوم بهذه التصرفات، ولذا يجب انزال اقصى العقوبه بمرتكبي هذه المخالفات الخطيرة لردع المخالفين، والمسألة لا تعدو أيضا غياباً آخر تربوياً وثقافياً ، فأرى شبابا صغارا ، الذين لم تتجاور أعمارهم سن السابعة عشر يقودون سيارتهم بتهور كبير ، وهم لا يدركون مخاطر سياقة المركبة بهذا السرعة والتهور ولا يقدرون نتائج تصرفاتهم ، والقضية بدأت تخرج من حالة الظاهرة إلى الكارثة، ولا ندري من يتحمل المسؤولية، أهي شرطة المرور أم الاهل ، أم المدرسة أو المجالس المحلية أو وزارة المواصلات التي سمحت بأن ترى واقعاً مأساوياً بلا حلول؟
مئات العائلات يذهبون لزيارة أحبائهم في المقابر نتيجة حودث الطرق وهنالك نسبه من المصابين يعانون من العجز والإعاقة الدائمة بسبب هذه الحوادث.

يجب مناقشة هذا الأمر على كل المستويات وحتى في الكنيست أو اقامة لجنة تحقيق، للوصول الى حلول في كيفية الخروج من هذا المأزق ووضع استراتيجية بوقف النزيف الدائم، وذلك لتجنب الخسائر المستمرة في الأرواح والخسائر المادية.
الشعوب المتحضرة تقدر قيمة النظام والحياة، وأسلوب التعاطي مع السلامة العامة، لكننا في البلاد ضد هذه الرؤية ونعاكسها، بل إن المظاهر السلبية التي نراها في بعض شوارعنا باستعراض الشباب لسياراتهم وقيادة السيارة بسرعة وتهور وبالذات عند انتهاء دوام بنات المدارس الثانوية في كثير من قرانا ومدننا يشكل خطرا على المارة، هذه التصرفات والسلوكيات الخاطئة تتجاوز الآداب والاخلاق والذوق وهي دلالة على الانفلات والزعرنات وللاسف لا يوجد من يعالج هذه الظاهرة لا الشرطة ولا مجالس محلية .
عموماً أرى أن المشكلة وآثارها خطيرة، ، وما لم نصل إلى قناعة بأنها كارثة بكل ما تحدده الأوصاف والحقائق، فإننا ماضون إلى موت متعمد لا يستثني الغني أو الفقير.
هنالك جمعيات تحاول الحد من هذه الكوارث إلا أن حوادث الطرق تحصد ارواح الكثرين وبالذات كما ذكرنا معظمهم من المواطنين العرب في هذه البلاد، لذا اقترح أيضا اقامة جمعيات في وسطنا العربي على غرار هذة الجمعيات والقاء محاضرات وندوات لتوعية الشباب وحثهم على السياقة السليمة واحترام قوانين السير وقيادة السيارة ضمن قوانين السير والآداب والاخلاق والذوق الرفيع.
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة