الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 17:01

الناصرة بين المطرقة والسندان/ بقلم:أمين شرارة

كل العرب
نُشر: 24/02/14 07:58,  حُتلن: 15:12

أمين شرارة في مقاله:

وجدت البلدية لخدمة الناس لا لارهابهم 

غالبية رؤوس الاموال واصحاب المصالح الكبرى لا يأبهون بعامة الناس ولا يهمهم امرهم انما همهم الوحيد هو مصالحهم الخاصة وحماية وزيادة ثرواتهم

اننا في الايام القليلة القادمة نقف على عتبة اختيار مجلس بلدي هو منا ونحن منه فلنحسن الاختيار لمن يخدمنا ولنكن له عونا وسدا مانعا امام اطماع مستقبلية محتملة ولنعلن اننا امام فجر جديد

الصراع القائم هو صراع طبقي من الدرجة الاولى تحكمه الرأسمالية فيظهر لنا تارة بلباس الوطنية وتارة بلباس الطائفية وتارة يتنكر بلباس حمل وديع يخفي خلف ستاره انياب ذئب يترصد لفريسته 

أعلم أن استعمالي لهذا التعبير فيه بعض القسوة ولكن الحقيق غالبا ما تجرح. يعتقد الكثيرون أن الصراع في مدينة الناصرة صراع على بلدية او منصب معين، لكن الحقيقة مختلفة كليا فالصراع القائم هو صراع طبقي من الدرجة الاولى تحكمه الرأسمالية فيظهر لنا تارة بلباس الوطنية وتارة بلباس الطائفية وتارة يتنكر بلباس حمل وديع يخفي خلف ستاره انياب ذئب يترصد لفريسته والتي غالبا ما تكون عامة الناس الذين لا حول لهم ولا قوة.
لهذا الصراع وجه اخر يحمل نظرة استعلائية يتنكر فيه بلياس الرقي ويقصي الطبقة العاملة من مجتمعه وينظر اليها نظرة دونية. إن غالبية رؤوس الاموال واصحاب المصالح الكبرى لا يأبهون بعامة الناس ولا يهمهم امرهم انما همهم الوحيد هو مصالحهم الخاصة وحماية وزيادة ثرواتهم.
تجد هذه الفئة المنتفعة بالاحزاب السياسية عامة وبالمجالس البلدية خاصة ارضا خصبة لتحقيق مأربهم وتوسيع نفوذهم لتكون مطرقة سندانها فئة اخرى منتفعة لا تقل سوءا عن سابقتها فترى افراد هذه الفئة يتحولون من اناس عاديين الى اغنياء فاحشي الثراء بين ليلة وضحاها بعدما لامست اصابعهم الفانوس السحري المسمى بالبلدية. كل هذا يحدث على غفله من اهل البلد الذين ينظرون الى البلدية على انها مسلخ يهاب الإقتراب منه.
نعترف أن العمل البلدي او الاداري ليس بالعمل السهل وهو تكليف قبل أن يكون تشريف وهو أمانة ومسؤولية، وجدت البلدية لخدمة الناس لا لارهابهم وهي عبارة عن عدة اقسام تخدم شؤون البلد واهلها ولتعتني بالمرافق العامة والخدماتية فتكون تحت ادارة واشراف مسؤول منتخب او مختار يعرف بإسم رئيس المجلس البلدي ويكون له عونا على ذلك مجلس بلدي منتخب.
وبعودة الى الصراع والاطماع المادية الموجهة نحو مؤسسة البلدة فكما ذكرنا هي واقعة بين فريقين اصحاب المصالح من جانب ومن الجانب الاخر الادارة الفاسدة التي تستغل نفوذها لمصالح افرادها واتباعهم ومؤيديهم الخاصة.

النتيجة المؤلمة التي يولدها هذا الصراع دمار شامل للبلد ككل ولأهله البسطاء الذين يقفون حائرين امام هذا الصراع فتكون حربهم على ابسط الحقوق التي يصارعون من اجل الحصول عليها فتأخذ من جهدهم ووقتهم ما يصل احيانا لسنوات.
انتج هذا الصراع جراحا عميقة في جسد هذا البلد وفي صدور اهله عجزت السنوات عن معالجتها ومن تبعاتها ما نراه اليوم من ازمة معيبة سببتها المطرقة والسندان التي يلعب اصحابها على اوتار الطبقية والطائفية والحزبية والوطنية فصرنا نرى اعتداءات على رجال الدين والافراد وحتى الطعام لم يسلم من ادعاءتهم ناهيك عن التجريح والتخوين والطعن في الشرف حال مخجل يدعونا للتفكير العميق والموزون قبل أن تنتقل عدواه الى سائر مدننا وقرانا فقد آن لنا أن نصحوا من غفلتنا كي نقف سدا مانعا امام كل قوة تحاول التلاعب بمصيرنا.

إن اللوم لا يقع على المجلس البلدي وحده ولا على الجهات التي تحاول الاستفادة انما علينا جميعا الجزء الاكبر من اللوم والعتاب فنحن الذين اسأنا الاختيار لسنوات طويلة ووقفنا جانبا وفتحنا المجال للادارات البلدية والمنتفعين ليلعبوا بنا دورة تلو الاخرى.
لقد كان من الاجدر بنا متابعتهم ومراقبة اعمالهم ومحاسبتهم وليس فيما ذكر داعي للاستغراب فنحن الذين نختار ونحن الذين يجب علينا المحاسبة والوقوف في وجه الطامعين والمقصرين في خدمتنا.

إن البلد امانة في اعناقنا جميعا وقد كان من اخطائنا:
*اسأنا اختيار الادارة البلدية مرة تلو الخرى مع اننا لم نكن راضين عنها.
*وقفنا جانبا ولم نراقب او نتابع اعمال البلدية خطوة بخطوة ولم نحاسب على الصغيرة قبل الكبيرة.
*لم نبد اي انتقادات علنية او ملاحظات على العمل البلدي وعلى برامجه السرابية التي طالما وعد بتحقيقها.
*لم نقم بإستخلاص العبر ومحاولة تغيير الامر الواقع.

اننا في الايام القليلة القادمة نقف على عتبة اختيار مجلس بلدي هو منا ونحن منه فلنحسن الاختيار لمن يخدمنا ولنكن له عونا وسدا مانعا امام اطماع مستقبلية محتملة ولنعلن اننا امام فجر جديد.
اهل الناصرة الاعزاء البلد تاريخنا وحضارتنا وعزتنا وكرامتنا فالانتخابات يوم والبلد كل يوم فكلنا في نهاية الامر اهل شئنا ام ابينا فلنجعل من مدينتنا عاصمة الاخوة والمحبة ولنتعاون ان تكون ايامنا من اليوم دون عنف او اساءات.
حماك الله يا ناصرة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة