الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 00:02

على هامش لقاء وتصريحات محمود عباس مع الطلاب الإسرائيليين/بقلم:شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 17/02/14 13:11,  حُتلن: 14:00

شاكر فريد حسن في مقاله: 

المقترحات التي قدمها محمود عباس بلا شك خطيرة ومستهجنة وشعبنا الفلسطيني يرفضها جملة وتفصيلاً ولا يقبل المساومة على حقوقه ومستقبله ولن يوافق لا اليوم ولا غداً

تصريحات عباس في هذا اللقاء تثير الامتعاض وهي تنازل وتراجع عن الثوابت والمرجعيات الأساسية التي أقرتها المجالس الوطنية الفلسطينية في دوراتها المتعاقبة

أمس الأحد، التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) مع مجموعة من الطلاب الإسرائيليين في مقر المقاطعة برام اللـه، في إطار خطة فلسطينية سياسية جديدة تهدف التأثير على الرأي العام الإسرائيلي، وتغيير مواقف الشعب اليهودي وتجنيده ليكون داعماً للعملية السلمية والحل السياسي للقضية الفلسطينية.

ولكن أكثر ما يثير القلق والإستهجان في هذا اللقاء هو تصريحات وأقوال الرئيس عباس، كانت نسبت له في وقت سابق من الأسبوع الماضي، وهي طرح فكرة نشر قوات عسكرية تابعة للحلف الأطلسي (الناتو) سيء الصيت في أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة بعد التوصل إلى تسوية سياسية. وهذه الفكرة لقيت المعارضة الشعبية والإنتقاد الشديد والرفض التام من كل الأطياف والقوى والفصائل الوطنية والتقدمية الفلسطينية، لأنها بمثابة تراجع خطير عن الخطاب السياسي الفلسطيني وعن الثوابت الوطنية، وتمس جوهر المشروع الوطني الفلسطيني، وتنتقص من السيادة الكاملة للدولة الفلسطينية ومن حق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين، عدا عن كونها تشكل إمعاناً في الإنتقاص من إستقلالية القرار الفلسطيني.

مشاريع إمبريالية أمريكية 
إن هذه المقترحات التي قدمها محمود عباس بلا شك خطيرة ومستهجنة، وشعبنا الفلسطيني يرفضها جملة وتفصيلاً، ولا يقبل المساومة على حقوقه ومستقبله، ولن يوافق، لا اليوم ولا غداً، على إستقدام واستجلاب قوات الناتو المعروفة بمواقفها المنحازة والمتساوقة مع المشاريع الإمبريالية الأمريكية.
من نافلة القول أن هذه الأفكار والآراء التي طرحها عباس في لقائه مع الطلاب الإسرائيليين، هي بمثابة إخفاق وفشل في بلورة وتقديم خطاب وموقف واضح وصريح أمام الآخر، ينتقد حكومة الاحتلال وممارساتها العدوانية والقمعية تجاه شعب فلسطين، ويحمل المفاوض الإسرائيلي فشل المفاوضات السلمية، وكذلك مطالبة الجمهور الإسرائيلي بالضغط على حكومة نتنياهو – ليبرمان العنصرية المتطرفة بضرورة إنهاء الاحتلال والتوصل إلى اتفاق دائم على أساس وقف الإستيطان وإقتلاع المستوطنين والإنسحاب من جميع المناطق الفلسطينية المحتلة وإقامة الدولة المستقلة في حدود الرابع من حزيران العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

مرجعيات أساسية 
تصريحات عباس في هذا اللقاء تثير الامتعاض، وهي تنازل وتراجع عن الثوابت والمرجعيات الأساسية، التي أقرتها المجالس الوطنية الفلسطينية في دوراتها المتعاقبة. وإننا إذ نحذر من هذه التصريحات الخطيرة ، نعبر عن قلقنا من الموافقة على فكرة استقدام قوات حلف الأطلسي (الناتو) ونشرها في فلسطن المستقبلية. واللقاءات مع الطلاب والشبيبة الإسرائيلية يجب أن تتحول إلى محفزات للضغط على حكومة العدوان، والتصدي لسياستها الإستيطانية والإقتلاعية بإتجاه كنس الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل والثابت، وإقامة دولة فلسطين ـ ليحيا الشعب الفلسطيني كباقي شعوب الدنيا، وينعم بالحرية والإستقلال والفرح، ويرفل بالرخاء والسعادة والأمن والإستقرار.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة