الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 18:02

أصل البلاء/ بقلم: الحيفاوي المغترب يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 28/01/14 08:21,  حُتلن: 08:23

يا ساكنَ بيتي في حيفا
يا من صادر رائحةَ البحرِ
وأزهارَ الكرملْ.
يا من يجلسُ مرتاباً
في كرسيّ أبي المتروكْ.
يا من أرسى في أرضي
مُلكاً مسلوباً
قالت عنه الزيتونةُ:
بئس المالك والمملوكْ.
لا تذرف دمعَ التمساحِ
وأنت تَراني أُقتلُ في اليرموكْ.

يا من شرّدني من بيتي
ومعي أمّ الأطفال الحاملْ.
أنظر في المرآةِ قليلاً
لترى وجه القاتلْ.

يا من يشربُ
من أنهار بلادي
يا من يأكلُ من غرسٍ
زرعتهُ أيادي أجدادي.
لا تذرف دمعَ التمساحِ
وأنت تراني أُحرقُ
ثم أضمّد جرحي برمادي.

يا من برّرَ قتلي
بأساطير الميعادْ.
لا تتظاهر بالشكوى
مما يفعله سفاحٌ مهووسٌ
بالنسوة والأولادْ.
أنظر في المرآة قليلاً
لِتُشاهدَ وجه الجلادْ.

يا من صادرَ
ظلَّ الصفصافِ المتمايلْ.
لا تتخفّى خلفَ كلامٍ
مُتسامٍ .. مُتفاضلْ.
هذا الزمنُ الآثمُ
أنت خطيئتُه الأولى.

أنظر في المرآة قليلاً
لترى وجه القاتلْ.
أنظر في وجهي
ستراني حتى آخرَ أيامِكَ
مزروعاً بين الضفةِ والساحلْ.
ستراني مزروعاً
بين البيارات الثكلى
والزيتون المُتفائلْ.
لن تهربَ من شبَحي
حتى يأتي الزمنُ العادلْ.


يوسف حمدان - نيويورك

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة