الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 27 / مايو 20:01

هل وصل نهج روحاني إلى ملفات المنطقة؟/ بقلم: روزانا بومنصف

كل العرب
نُشر: 16/01/14 08:07,  حُتلن: 08:08

روزانا بومنصف في مقالها:

عدم مشاركة ايران في المؤتمر يمكن ان يكون سببا مباشرا في استمرار الازمة في المرحلة المقبلة

الامر بالنسبة الى ايران تحديدا يتصل بما اذا كان الاعتدال الذي تعبر عنه ادارة الرئيس حسن روحاني وديبلوماسية الوزير ظريف قد وصلت الى الملفات الحساسة في المنطقة ولم تعد مقتصرة على الملف النووي وحده

تتطلع مصادر ديبلوماسية الى نتائج زيارة وزير الخارجية الايراني جواد ظريف الى بيروت ومن ثم الى دمشق قبل اسبوع من انعقاد مؤتمر جنيف 2 في مونترو في سويسرا من زاوية ما ستبذله ايران للمساعدة في موضوع الازمة السورية وفق ما ابلغت بعض الدول الغربية التي كانت وجهت اليها الدعوة الى المشاركة في مؤتمر جنيف 2 انما بشروط هي قبول نص الدعوة التى وجهت الى المؤتمر وتضمنت اهدافه.

لكن ايران رفضت المشاركة حتى الان بذرائع ليست واضحة ومن بينها رفضها الشروط المسبقة . وتقول هذه المصادر ان الدول الغربية بدلت موقفها من ايران بعد الاتفاق المبدئي حول ملفها النووي وهي تدرك جيدا ضرورة ان تكون ايران حاضرة على طاولة جنيف 2 كونها جزءا لا يتجزأ من الازمة ان مباشرة عبر الدعم المباشر للرئيس السوري او غير مباشرة عبر مشاركة " حزب الله" في هذه الحرب دعما للنظام. ولا ترى هذه المصادر في سبب رفض ايران ما اعتبرته شروطا للمشاركة في المؤتمر من خلال نص الدعوة التي وجهها الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون اي "التنفيذ الكامل لبيان جنيف واحد" الذي ينص على اقامة سلطة انتقالية مع صلاحيات تنفيذية كاملة مبنية على توافق متبادل ويكون الجيش والامن تحت سيطرة الهيئة الانتقالية ". وذلك في الوقت الذي اعلن النظام السوري مشاركته في المؤتمر واعلنت موسكو بالنيابة عنه قبل اشهر انه سمى مندوبيه الى المؤتمر. ومشاركة النظام في المؤتمر تعني عمليا موافقته على نص الدعوة التي وجهها بان كي - مون باعتبار انه ارفقها ببند يؤكد فيه ان تأكيد المشاركة في المؤتمر من جانب الدول التي وجهت اليها الدعوات سيعتبر التزاما لاهداف المؤتمر وفق ما هو معلن". وهو امر يناقض ما دأب النظام ومعاونوه على تأكيده في الآونة الاخيرة من انه لن يذهب الى جنيف من اجل ان يسلم السلطة الى المعارضة او الى اي سلطة انتقالية فيما هو يشارك على الاسس التي حددها الامين العام للامم المتحدة ويفترض ان يكون شريكا في السلطة الانتقالية على رغم انه قد يكون يراهن على الارجح على انقسام المعارضة وهشاشتها من اجل اعادة فرض نفسه القوة الاساسية في معادلة السلطة الانتقالية.

وعدم مشاركة ايران في المؤتمر يمكن ان يكون سببا مباشرا في استمرار الازمة في المرحلة المقبلة كما تقول المصادر الديبلوماسية نظرا الى ان الازمة السورية لم تعد ازمة داخلية بين نظام وثورة ضده فحسب بل باتت محور صراع اقليمي سيكون مفيدا ان يشارك الافرقاء المعنيون به جميعهم في البحث عن حل له. ولذلك تأمل هذه المصادر ان يكون المجال لا يزال متاحا لمشاركة ايران الذي كرر بان كي - مون من خلال اعلانه من الكويت مع انعقاد مؤتمر الدول المانحة للاجئين السوريين دعوته الى المشاركة وتشديده على ان "لايران دورا اساسيا في حل الازمة السورية وندعم مشاركتها في جنيف 2 بشدة" كما قال، وهو تعبير ديبلوماسي قوي يراد له ان يعبر عن رغبة في انخراط ايران دوليا في حل الازمة السورية وان تدفع في هذا الاتجاه لئلا تبقى الازمة السورية عالقة الى مؤتمرات جنيف اخرى. ذلك علما ان هذه المؤتمرات يرجح كثر حصولها نظرا الى عدم وجود اوهام كبيرة حول نتائج تنفيذية من مؤتمر جنيف 2 في ظل مواقف مبدئية مختلفة بين الدول الغربية وروسيا من جهة واصرار هذه الاخيرة على اولوية محاربة الارهاب اي دعم النظام والمنطق الذي يقول به وانقسام المعارضة السورية من جهة اخرى حول المشاركة في المؤتمر واحتمال الا تكون على قدر مستوى التفاوض مع مندوبي النظام المخضرمين.

في اي حال ثمة اشارة تمت قراءتها ايجابا من ايران ( كما من سواها) من خلال الدفع الذي بدأ يشهده موضوع تأليف الحكومة في لبنان في الايام العشرة الاخيرة في ظل تنازلات مؤلمة من الطرفين الاساسيين اي فريقي 14 و8 آذار، الامر الذي يعني وعي المخاطر التي يهدد انزلاق الوضع اللبناني اليها بعد التطورات الخطيرة التي شهدتها في فترة نهاية السنة المنصرمة وبداية السنة الجديدة من المزيد من انتقال النار السورية او الى التماثل مع العراق مما يجعل الدول التي لايران نفوذا متناميا فيها اي العراق وسوريا ولبنان بمثابة كرة واحدة ملتهبة على وقع فتنة مذهبية سنية شيعية باتت مؤشراتها خطيرة وتداعياتها واضحة ولا تحتمل اي لبس او غموض. الا ان الامر بالنسبة الى ايران تحديدا يتصل بما اذا كان الاعتدال الذي تعبر عنه ادارة الرئيس حسن روحاني وديبلوماسية الوزير ظريف قد وصلت الى الملفات الحساسة في المنطقة ولم تعد مقتصرة على الملف النووي وحده الذي تم الاتفاق حوله مع الدول الغربية. والتعاون الايراني في الموضوع السوري تعتبره المصادر الديبلوماسية اساسيا في هذا الاطار جنبا الى جنب مع الانفتاح على الدول العربية والتوافق مع المملكة العربية السعودية في الدرجة الاولى.

*نقلاً عن "النهار" اللبنانية 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة