الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 06:02

التحذير من المتاجرين بدين الله/بقلم :علي الزعبي-أبو توفيق

كل العرب
نُشر: 15/01/14 18:03,  حُتلن: 13:18

علي الزعبي في مقاله:

أيام زمان كان الشيخ الفاضل في حارتنا أكثر الناس زهدا وتعففا وتأففا من إقبال الناس على الدنيا الفانية التي هي مجرد مزرعة للآخرة الباقية

فئة المتاجرين بالدين والمتطرفين هم الفئة الأكثر خطرا على فكر المجتمع خاصة أنهم يعملون على دغدغة العاطفة وليس الفكر فهم يدندنون على الوتر الأسهل

تعتبر التجارة الدينية من أقذر أنواع التجارة عبر العالم لأنها تجارة بالدم البشري وفيها أبشع أنواع الاستغلال من طرف الجهة التي لابد لها أن تكون عنصراً محايداً ومناصراً لدم الإنسان وعرضه وماله ووجوده في معارك الحياة

قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى : والله أني لا أخشى على الذي يفكر ولو ضل ، لأنه لا بد له أن يعود الى رشده ويتبع الحق ، ولكني أخشى على الذي لا يفكر ولو إهتدي ، لأنه كالريشة في مهب الريح. 

المتاجرة بالدين هي من النفاق الذي قال الله تعالى عنه : (وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّه ِوَبِٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ﴿٨﴾يُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴿٩﴾ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴿١٠﴾وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِى ٱلْأَرْضِ قَالُوٓا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴿١١﴾أَلَآ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ﴿١٢﴾وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ءَامِنُوا كَمَآ ءَامَنَ ٱلنَّاس ُقَالُوٓا أَنُؤْمِنُ كَمَآ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَآءُ أَلَآ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُوَلَـٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ﴿١٣﴾وَإِذَا لَقُوا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا قَالُوٓا ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى ٰشَيَـٰطِينِهِمْ قَالُوٓا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ﴿١٤﴾ ٱللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِى طُغْيَـٰنِهِمْ يَعْمَهُونَ﴿١٥﴾أُولَـٰٓئِكَ ٱلَّذِين َٱشْتَرَوُاٱلضَّلَـٰلَة َبِٱلْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَـٰرَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ﴿١٦﴾)..... سورة البقرة
لا تغرنك اللحى والصور، فتسعة أعشارٍ ممن ترى بقر .!! فلو رأوا درهماً في بطن حاملةٍ طاروا اليه وبطنها بقروا . !! فإحذرهم وحذر منهم . فإنهم ذئاب إذا أمنتهم عقروا .!! .!!

عدم الثقة
أيام زمان كان الشيخ الفاضل في حارتنا أكثر الناس زهدا وتعففا وتأففا من إقبال الناس على الدنيا الفانية، التي هي مجرد مزرعة للآخرة الباقية. وكنا إذا أردنا أن نضرب مثلا أو نشير إلى (قدوة) نستحضر هذا الشيخ الوقور الرائع الهامس لفظا وفعلا. وكان غيره من شيوخ ذلك الزمان، ولا يزال منهم بقية حتى الآن، يتسابقون إلى إظهار إنصرافهم عن الدنيا والانشغال بالباقيات الصالحات، بل قد يكون بمقدورهم تحصيل هذا المغنم أو ذاك لكنهم، إمعانا بالتقليل من شأن الشاقل والدولار والدرهم والدينار، ينصرفون بمنتهى الحياء والأريحية عن كل ما يمكنهم الاستغناء عنه.هكذا كان شأنهم، فما هو شأن بعض مشايخ هذا الزمان إن لم أقل أغلب الشيوخ الجدد أو النجوم الجدد، الذين يستثمرون حضورهم وأصواتهم ومحاضراتهم وكل ما ينطقون به أو يفعلونه، لبناء الأرصدة وتحصيل ما يقدرون عليه من الارباح الماديه وكأنهم في سباق محموم لتحقيق مزيد من الانتصارات المالية ؟! لست هنا لكي أحرم أو أحلل أو أُكرّه أو أحبب، وإنما أنا فقط أتسائل عن غياب ذلك (الورع) الذي عُرف به طلبة العلم وحفظة القرآن والمقتدون بزهاد السلف الصالح. وسؤالي، أيضا، ليس من باب إنكار حق هؤلاء النجوم بما يحصلون عليه أو يشترطونه من أثمان لقاء مشاركاتهم، وإنما هو محاولة للبحث عن تفسير لدخول النصوص الدينية، محاضرات أو أناشيد أو توجيهات، في حراج هائل يفوز به من هو أذكى أو من يدفع أكثر. وهذا، بطبيعة الحال، يُدخل جماهير المتلقين، بشكل مباشر وغير مباشر، في دائرة من عدم الثقة بهذا الشيخ أو ذاك مما قد يتسبب في إطلاق اتهامات تختص بالمتاجرة بالدين، وهو الاصطلاح الذي بدأنا نسمع به أكثر، على مستوى العالم العربي كله، في السنوات الأخيره.ولذلك فإن كل ما نريده، لتجنب المطبات، هو أن من من هؤلاء يُحسب على المجتهدين الورعين الزاهدين ومن منهم يُحسب على التجار والمضاربين في بورصة السوق المفتوحة على مصاريعها في التجاره بدين الله.؟. ومن حقنا أن نفهم ونعلم من هم المنافقون ومن هم الذين يكذبون بالدين ويحوّلونه الى تجارة رابحة مستغّلين طيبة الناس وجهلهم فيسخرّونهم لتحقيق شهواتهم وأطماعهم .فالمتاجرون بالدين يتاجرون بدماء الشعب المسكين. إنهم المنافقون الذين لا يفكرون الا بالمال ولا يتبعون إلا أهوائهم وشهواتهم. إنهم عبيد الأجنبي وأزلامه ولا دين لهم ولا وطن. فقط اسألوهم من أين لهم تلك الثروات وذاك المال الحرام ؟ فقط اسألوهم كيف جنوا ثروتهم ؟؟

خطر على المجتمع
إن فئة المتاجرين بالدين والمتطرفين هم الفئة الأكثر خطرا على فكر المجتمع خاصة أنهم يعملون على دغدغة العاطفة وليس الفكر فهم يدندنون على الوتر الأسهل والأقرب لقلوب الناس وليس لعقولهم والأشد وطأة أن جماهيرهم عريضة ومع بيان نفاقهم وثبات تلونهم حسب المواقف والمصالح إلا الناس لا ترى ذلك فيهم وفئة قليلة من الناس بدأت تتضح لها الحقيقة خاصة مع بروز قضية الشهادات الوهمية التي فسرت لنا مشكلة التخبط الفكري والإقناع الفاشل لكثير ممن يدعون المشيخة، فلا أكثر مصيبة من أن تربي ذقنا وتتلحف مشلحا او عمامه أمام الملأ و تظهر في عدد من القنوات الفضائية او بوسائل الاعلام وأنت (بدال) مزورة في تخصص شرعي، ومع فضيحة أمرك لا تزال تفتي في ما لا تعلم والناس تقدسك. وكلنا يعلم مدى تعلق الشعوب العربية والإسلامية بدينها، فهي شعوب متدينة بالفطرة، رغم انفتاحهم على الحياة والحضارة الحديثة، ولهذا مهما بلغ انفتاح العرب والمسلمين يظل التدين مصدر إلهامهم في كل الأحوال ...فهؤلاء العصبة من المتسترون بعبائه الدين، يدركون حجم انقياد الإنسان المسلم لدينه، ومن هنا فإنهم يحاولون استثمار الدين لتحقيق مشاريعهم الدينية والسياسية على الأرض من خلال خداع العربي والمسلم بأن الدين في خطر، وأن على أبناء المسلمين أن يقاتِلوا ويحارِبوا لنصرة دين الله مستثمرين طبيعة التدين العفوي الذي يسكن قلب كل مسلم ومسلمة، بينما هُم وفي وقت العاصفة نجدهم أول من يقف على التلِّ إذا اقتربت ساعات الموت، أو ينعمون في عواصم الثلج هُمْ وأسرهم ومن يحبون .

التجارة الدينية
تعتبر التجارة الدينية من أقذر أنواع التجارة عبر العالم، لأنها تجارة بالدم البشري، وفيها أبشع أنواع الاستغلال من طرف الجهة التي لابد لها أن تكون عنصراً محايداً ومناصراً لدم الإنسان وعرضه وماله ووجوده في معارك الحياة ، لا أن يكون حماة الدين هم أنفسهم باعته .!! ومره اخرى اعود واكررها واذكرها فلعلها تيقظنا من ان ديننا دين مبني على العلم المسند بالادله وليس مبني على الصور والاشكال، فلا أكثر مصيبة من أن تربي ذقنا وتتلحف مشلحا او عباءةً أمام الملأ و تظهر في عدد من القنوات الفضائية ووسائل الاعلام وان هدفك هو فقط رياء الناس وليس ابتغاء مرضاة الله ؟؟، .!! ومن المعيب ايضًا على تجار الدين أن يُرسلوا الناس إلى الفردوس الوهمي، وهم يعيشون أرقى أنواع الفردوس الأرضي في بلاد الكفر أو بين أحضان السلاطين .!! كما من المعيب أن ينجرف ملايين المتعلمين والمثقفين من أبناء أمتنا لدعاوى الموت التي يطلقها رجل دين لا يعرف من الدين إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه.!! فهؤلاء المتاجرين بالدين زودوا انفسهم بالعلوم الدينيه وحفظوا ما حفظوا من القران والسنة النبوية الشريفه فقط لمآربهم الدنيويه الدنيئه وليس ابتغاء مرضاه الله كما يزعمون للناس ... لذا فان التجارة بالدين هي أخطر تجارة فاسدة على وجه الأرض، ولهذا فإن الله جل جلاله قد بين لنا من هم المتاجرين بالدين والذين يعتمدون على حفظهم لبعض الايات من القران الكريم وبعض من الاحاديث النبوية الشريفه ليشتروا بها عرضاً من الدنيا ضاربين بعرض الحائط حياه الاخرة . وكان ذكرهم فى سوره البقره بقول الله تعالى ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَاد (207). سورة البقرة  (اللهم اشهد إني قد بلغت).

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة