الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 21:01

مصالح عليا في مهب الريح!/ بقلم: محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 07/01/14 13:22,  حُتلن: 07:17

محمد خليل مصلح في مقاله:

التقارب والتوافق الامريكي الاسرائيلي حاضرا في كل زوايا الاتفاق لتصفية الوجود الفلسطيني المستقل والإشكالية القائمة فقط هي مدى قدرة الجانب الاسرائيلي

جميع الاطراف في مأزق لذلك سيبحث الجميع للخروج منه في هذا الافق الزمني المحدود للحيلولة دون وقوع اضرار شخصية للأطراف الثلاثة لكن بكل تأكيد هذا سيصب في مصالح اسرائيل العليا كما حددها نتنياهو

مع مواصلة وزير الخارجية الامريكي زياراته المكوكية على غرار وزير الخارجية الاسبق كيسنجر في معاهدات السلام " كامب ديفد " والتي اسفرت اسست لمرحة الانحدار السياسي والاستسلام للرغبات الاسرائيلية في المنطقة بمعنى الشريك الاساسي في النظام الاقليمي والذي اصبح اعلب الانظمة العربية تفضل شراكته وتعتبره شريك لمواجهة الاخطار المتحركة والساكنة؛ ايران والثورة الشعبية التي اجتاحت المنطقة؛ وهذا بدى واضحا في التكتيك الجديد للإدارة الامريكية؛ بعد ان شعرت بضعف تأثيرها، وعدم قدرتها على توجيه دفة الامور في الشرق الاوسط وحماية المصالح السياسية لحلفائها في المنطقة؛ ويبدو انها استطاعت مع حلفائها الاقليميين قلب الاوضاع في مصر بحكم حساسيتها، وقوة نفوذها، وتأثيرها في المنطقة؛ ما ساعد بشكل كبير لفتح شهية اسرائيل للتأكيد على انها الحليف الاستراتيجي الدائم في النظام الاقليمي في المنطقة وللولايات المتحدة من ناحية اخرى؛ نتنياهو اسرائيل جزء من النظام الاقليمي ويجب ان تكون دولة عضو في منظومة الامن الاقليمي لدول المنطقة؛ عباس: "إسرائيل ستكون جزءا من السلام الذي سيعم العالمين العربي والإسلامي في حال التوصل الى تسوية"، والسلام يجب ان يراعي المصالح العليا للشعوب! وهل هو كذلك بالنسبة للفلسطينيين فيما يجري اليوم تحت مظلة المشاريع التي تطرحها الادارة الامريكية واتفاق اطار كيري؟ أين هي المصالح العليا التي يجب ان يحافظ عليها المفاوض الفلسطيني؛ امام مصالح اسرائيل العليا، التي تحافظ عليها قيادتها؛ المتمثلة في الامن والقدس العاصمة والمستوطنات في الخليل والضفة والأغوار ويهودية الدولة وتبادل الاراضي واللاجئين الفلسطينيين ونزع سلاح الدولة؟.

الضغوطات التي تمارس على الجهتين غير متكافئة ولا هي عادلة؛ اسرائيل دولة قائمة معترف بها وبحدودها وولها سيادة غير منقوصة وهي في كل الاحوال لا تخسر شيئا عندما تقدمه للفلسطينيين بل العكس الخاسر الاول والأخير هم الفلسطينيين؛ لأنهم خسروا كل شيء، ولا يعوضهم أي تنازل ما عن حجم الخسارة، والاعتراف بيهودية الدولة اكبر خسارة والمسمار الاخير في نعش الحقوق الفلسطينية التاريخية؛ هذا الملف الذي يجب ألا يغلق في أي اتفاق مع الاحتلال، فبحسب مسؤول فلسطيني ان كيري يمارس ضغوطا كبيرة على عباس للقبول باتفاق اطار يتضمن الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل وان هذا الموضوع مطلبا امريكا وليس اسرائيليا فقط.

التقارب والتوافق الامريكي الاسرائيلي حاضرا في كل زوايا الاتفاق لتصفية الوجود الفلسطيني المستقل، والإشكالية القائمة فقط هي مدى قدرة الجانب الاسرائيلي؛ على اللعب مع الامريكيين في مناوراتهم؛ بعد أخذ الموافقة من دول عربية للاستمرار في الخطة الامريكية، والعنصر الخطير في المسألة هي تلاقي رغبتي جون كيري وأبي مازن لنيل الغطاء العربي " جامعة الدول العربية " لما يجري اليوم من مفاوضات وهي تمر بأضعف اوقاتها وأزماتها المتعددة؛ القيادة الفلسطينية تحاول ان تحصر مشكلتها في الاعتراف بيهودية الدولة متغاضية عن كثير من الاشكاليات الجوهرية في الاتفاق؛ يبدو ان جون كيري نجح نوعا ما من انتزاع بعض المواقف التي تمس صلابة الموقف الفلسطيني من التواجد الاسرائيلي في الاغوار؛ ووحدة جغرافية دولة فلسطين الضفة وغزة ومبدأ تبادل الاراضي الذي يصر عليه ليبرمان لدعم نتنياهو.

اللعب على الوقت
يبدو ان كلا الطرفين يسعى للخروج من المأزق بتمديد المدة وهي مؤشر واضح؛ الهروب الى الامام السلطة تخشى وقف المساعدات من جانب وغضب الجماهير الفلسطينية بمعنى شبح انتفاضة ثالثة وعدم قدرتها التوجه للمحافل الدولية تحت التهديد الامريكي وإسرائيل ايضا تخشى المواقف الاوربية المتعلق بالعلاقات الاقتصادية وتمويل المشاريع، والمقاطعات الاكاديمية، والتراجع في التأييد المطلق لنزاع الشرعية، والأضرار التي ستسببها للمصالح الامريكية المشتركة في المنطقة لذلك قد ترضي اسرائيل الادارة الامريكية بتجميد اجراءات التخطيط لمشاريع بناء جديدة في المستوطنات دون المساس بما تم التخطيط له قبل ذلك مقابل تمديد المفاوضات لعام دون المساس ايضا بالمساعدات الاوربية والأمريكية للسلطة.

جميع الاطراف في مأزق لذلك سيبحث الجميع للخروج منه في هذا الافق الزمني المحدود للحيلولة دون وقوع اضرار شخصية للأطراف الثلاثة؛ لكن بكل تأكيد هذا سيصب في مصالح اسرائيل العليا كما حددها نتنياهو.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة