الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 12:02

فلسفة الحب/ بقلم: كميل فياض على منبر العرب

كل العرب
نُشر: 03/01/14 10:20,  حُتلن: 14:07

 تعطل الحاسوب فعدت الى الورق اسجل اختلاجاتي .. ومنها : اولا قلت في نفسي نحن نعيش فعلا في عالم ابسوردي استحالي غير معقول .. لا يتوافق مع طموحاتنا واحلامنا وتطلعاتنا .. ففي اية لحظة يمكن حدوث الصدام ، يمكن حدوث الانقطاع عما صرفنا له الهم وعلقنا عليه الامل .. وها هي قطعة مستطيلة من الالمنيوم والبلاستك اسمها حاسوب ، تعطلت ، وبينما هي حلقة وصل بين قارتين وقلبين وعقلين ، فاذا هي هوة لا تملأها جميع السفن والطائرات والقطارات .. وتترجل العلاقة لتستمر حلما في الخيال والذاكرة ..احدث صاحبي ويحدثني داخلهما ..


وتبرز فكرة مثيرة اوردها صديقي في حديث سابق، وعلقت في ذهني ولم تبرحني وهي " فلسفة الحب" فقد تعاملت حتى اليوم مع فلسفة الوعي والوجود ، ولم ادر ان هناك فلسفة حب .. لكن عندما تأملت هذه الفكرة انفتح لي باب جديد من الرؤية والفكر .. وتذكرت الباكتي يوغا والتانترا الهندية .. فقد عرف حكماء الفيدنتا ادفايتا كيف يجدون طريقا لكل منزع من منازع الانسان الطبيعية ، الى التحرر الى الحضور التجاوزي .. الباكتي هو هو طريق الاتحاد مع حقيقة الوجود بعاطفة الحب روحيا ..بينما التنترا هي الدخول بالرغبة الجنسية وبالممارسة الجنسية وعي الحضور التجاوزي نفسه .. لكن نجاح الشعور بذلك وبصحته متوقفة على الوعي ، حين يتم التمييز بين الانا الحقيقي ( اتمن) وبين الجسد ، فأنت صديقي ليس الجسد وانما تلبس جسدا كما يلبس جسدك ثوبًا ، وكما انك وبسبب المعرفة المسبقة بانك لست الثياب التي ترتديها ، فانك لا تربط مصيرك الطبيعي السببي والاجتماعي تماما بمصير الثياب وما يحدث لها ..

فالجسد هو ثوب للانسان وليس هو ذاته ، نعم يجب ان نعامله باتزان واحترام وبصورة طبيعية . لكن حين ننسب له ما ننسب لانفسنا ، نكون كمن ينسب للثياب افعال لابسها .. وقضية التمييز داخل الوعي بذلك هي اساس كل معرفة حقيقية وتوجه صحيح .. ان الوصول الى درجة التمييز العميق بين ذاتك وبين مظهرك الحسي والنفسي ، يحتاج الى تمرين يومي برغبة صادقة لا تقبل التسوية الاعتباطية .. تمرين على التأمل في الكيان الداخلي مع تحقيق وتساؤل من انا ؟ حتى يأتي الاشراق من الداخل فجأة وبدون مقدمات محسوبة .. ولعل هذا كله يساهم في تفتيح ما سمي ( فلسفة الحب) . واذن يمكن الا ننجرف في سلبيات العلاقة الناتجة عن اصدارات اجتماعية موروثة خاطئة من لاوعي الى لاوعي عبر اعضاء المجتمع الواحد .. ففلسفة الحب هنا ومن خلال ربطها بفلسفة الوعي والوجود ، هي بمثابة عقلنة للعلاقة العاطفية ، ورفعها الى مستوى الوعي بحقيقة الوجود ، وسجمها في سمطه الرفيع ، كلؤلؤة جميلة ، بدل ان تكون خوف وتوتر سلبي وتمزق عاطفي ..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة