الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 21:02

قصة (حبّ) نصراويّة جدّا/ بقلم: بنت البروة

كل العرب
نُشر: 30/12/13 18:24,  حُتلن: 19:41

أ - نهاية حُبّ
أحبّها في جامعة حيفا .
أحبّته في جامعة حيفا .
والحديث يدور عن نفس المتحابّين .
كثيراً ما احترقا معاً - بين الكتب .. في الكافيتيريا ..في البرج الزجاجي..داخل مبنى الدّرجات - في فميهما ألسنة لهب..فغرت أشداقها وامتدّت.. فأتت على الطّعام الدّسم في"بيت سالا" !
نضج علمهما.. فأُهرِقَ زيته المحروق شواهد أبجدية فوق أرغفة ورقيّة...
باغتتهُ يوماً انّه يكفيهما احتراقاً وعليهما أن يبردا في عشّ الزوجيّة ..فتلعثم عند المباغتة إذ كان كلّ هذه الفترة قد أخفى عنها سرّاً ,وخاف الكشف عنه خوفاً أن يفقدها ..
فقال – لكن أنا..
- أنت ماذا ؟
- أنا..
- ماذا؟

- أنا..أنا..أنا....نصرا..( واحترق الكلام في حلقه ) !
- نصراوي ؟!( إستبقته بحذق !)..أعرف يا حبيبي !.. وما المشكلة في ذلك ؟! على العكس.. عليك أن تفخر بذلك ..فأنت من بلد القداسة والبُشرى.. من بلد الإخاء والمحبّة.. أنت من بلد الأدب والشّعر ..من بلد العلم .. من بلد الإباء والتّصدّي ..من بلد العُمّال .. وأنا أحبّ النّاصرة ..مهما كانت! (عانقته..) .. وأحبّ أكثر أهل النّاصرة -"من وما ترعرع فيها" - مهما كان!..(فعانقها..) .. وأُحبّ - ليس أقلّ - حلويات النّاصرة .. سنشتري لنا بيتاً قريباً من هذا المحلّ ..مهما كلّفنا! ( واسترسلت في ضحكتها .. )..
- لا ..لا .. أنا.. نصراوي نعم ..ولكن أيضاً.. (يستجمع كلّ قواه ) ..نصرا.. ني!
نظرت إليه نظرة إستياء ..أخرجت جسدها من ذلك الطّوق .. أدارت له ظهرها .. وهو خائف من ردّة فعلها - فكلّ هذه السّنين التي مضت وهو يحسب لهذه اللّحظة ألف حساب .. مشت حتّى الباب وهي تتمتم بصوتٍ محروقٍ :
- عجبتُ.. عجبتُ في أمر امرىءٍ سبح في بحر العلم شوطاً وقال ديني كذا.. وأسماه .. ألا يعلم إنّ دينه هو علمه ؟؟!!
وأغلقت الباب وراءها !
* * *
ب- بداية الحُبّ
أيقن انّه يخسرها لا محالة..
وقد ازداد شغفاً فيها بعد أن سمع ما سمعه ..
إستدرجها من جديد لدائرة حياته بعد أن أغراها ببيتٍ طافحٍ بالكتب ..وقريبٍ من محلّ الحلويات !
ونذر نفسه له .. فبات أميناً لمكتبتها...
قامت من بين أكوام الورق تقصده على طاولته ذات مساء, وذلك بعد مرور عشر سنين على المعهود..
وكان يحبّها ..
وكان قد نذر نفسه لها ..
وكانت تقدّر ذلك ..
لكنّها كانت تفضّل الكتب عن صحبته ومداعبته ...
تفاجأ بها تعتلي الطّاولة لأوّل مرّة منذ العهد وتحدّق فيه.. فسألها خائفاً :
- ما بك يا بنت الحلال ؟!
أطالت النّظر في عينيه وهو يكرّر نفس السّؤال ..
وكلّما أطالت النّظر ازداد خوفه ..
وكلّما أطالت النّظر تأخّرت في الجواب ..
طوّق يديه حول عنقها مُحتجّاً وقد نفذ صبره :
- أتنوين قتلي؟ ! ومريم التي تؤلّف قلبينا سأقتلك قبل أن تقتلينني ! ..عشرة أعوام ؟! عشرة أعوام بين الكتب .. والآن عنقك بين يديّ ..سأجني عليك كما جنيت عليّ..لقد جنيت عليّ !..لكن ماذا جنيت من الكتب؟ أنطقي !..(وأخذ يشدّ على عنقها ويُرخي) .. ماذا جنيت من الكتب ؟! ( يشدّ ويُرخي ) ...
إنتقل الخوف من جعبته إلى جعبتها فأجابت بحشرجةٍ ..مطيلة النّظر في عينيه :
ما ألذّ التّواصل في الحياة !
وأنعم منه التّواصل في الموت ..
ما أمرّ الموت في الحياة !
وألعن منه الموت بالتّقسيط ..
عندما أطيل النّظر في عينيك يا حبيبي أذوق لذّة الموت بتواصلٍ ..
وكلّما رمشت عيناي أحيا !
سقطت يداه من حول عنقها وعادت لتطوّقها كلّها.............

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة