الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 05:02

العملية الديمقراطية ومستقبل العراق/بقلم:شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 29/12/13 13:27,  حُتلن: 13:38

شاكر فريد حسن في مقاله: 

تكتسب هذه الإنتخابات أبعاداً سياسية وأهمية بالغة في ظل الواقع العراقي المتشابك والمعقد وتدهور الأوضاع الداخلية وإزدياد العمليات الإرهابية العشوائية والمنهجة، التي تقوم بها مجموعات مسلحة ذات بعد طائفي

تخوض القوى المدنية الديمقراطية هذه الإنتخابات في إطار جبهوي تحالفي هو (التحالف المدني الديمقراطي)

هناك أمل أن ينهض العراق مما يمر به حالياً من أزمة سياسية بنيوية ومحنة إجتماعية وفساد مستشرٍ وتراجع ثقافي وفكري ووضع إقتصادي منهار إلى دولة موحدة ومستقرة تتجه نحو مستقبل ديمقراطي

يستعد الشعب العراقي في هذه الأيام للإنتخابات البرلمانية التي من المقرر أن تجري في أواخر شهر نيسان القادم، وهي أقسى إنتخابات سيشهدها العراق بعد عشر سنوات من تكرار الوجوه والشعارات وقطع ألوعود.

أبعاد سياسية 
وتكتسب هذه الإنتخابات أبعاداً سياسية وأهمية بالغة في ظل الواقع العراقي المتشابك والمعقد، وتدهور الأوضاع الداخلية، وإزدياد العمليات الإرهابية العشوائية والمنهجة، التي تقوم بها مجموعات مسلحة ذات بعد طائفي، غالبيتها من عناصر القاعدة والحركات الوهابية التكفيرية المتطرفة، وذلك بهدف إشاعة ثقافة الخوف وتقويض الأمن المجتمعي، وتأجيج وإشعال الفتنة، وترسيخ القبلية والطائفية والعرقية.

تحالف مدني ديمقراطي 
وتخوض القوى المدنية الديمقراطية هذه الإنتخابات في إطار جبهوي تحالفي هو (التحالف المدني الديمقراطي)، الذي يضم بين مركباته ومكوناته التيار الديمقراطي المكون من الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الأمة العراقية وحزب العمل الوطني الديمقراطي وحركة العمل الديمقراطية وشخصيات ديمقراطية مستقلة مع الحركة الإشتراكية العربية وحزب الشعب وأبناء الحضارة، فضلاً عن شخصيات إعتبارية ونوعية مستقلة من الساسة الديمقراطيين يشهد لهم بالنزاهة ونظافة اليد والحرص على المشروع المدني الديمقراطي وموضوعة الدولة المدنية الديمقراطية، وهو تحالف قائم على توحيد قوى التغيير والإصلاح واليسار والمدنية لأجل عراق حر ومستقل تسوده العدالة الإجتماعية والديمقراطية.

إنتخابات برلمانية 
ومن الممكن أن تمثل هذه الانتخابات البرلمانية نقطة تحول في تاريخ العراق ، فإما الإستمرار في نهج التبعية والعفن والفساد المالي والإداري المؤسساتي والمحاصصة الطائفية الذي تدار على أساسه البلاد، وتفتيت مقومات العراق ونهب ثرواته ومقدراته لسنوات طويلة قادمة، وإما إنتصار نهج التغيير والإصلاح والبديل الديمقراطي الذي قد يفضي لتغيير حقيقي، بإعتبار أن هذه الإنتخابات فرصة تاريخية لإلتقاط الأنفاس للعملية السياسية ووضع حد للاحتراب الداخلي الطائفي الدموي وتقسيم العراق وتجزئته في نهاية المطاف.

بناء دولة المواطنة والعدل 
هناك أمل أن ينهض العراق مما يمر به حالياً من أزمة سياسية بنيوية ومحنة إجتماعية، وفساد مستشرٍ، وتراجع ثقافي وفكري، ووضع إقتصادي منهار، إلى دولة موحدة ومستقرة تتجه نحو مستقبل ديمقراطي. وهذا يتطلب من الشعب العراقي الخروج إلى صناديق الإقتراع وحسم المعركة لصالح قوى السلام والخير والنور، القوى الديمقراطية والليبرالية والمدنية والتقدمية واليسارية والمتنورة، القادرة على قيادة السفينة إلى بر الأمان بصدق وأمانة ونزاهة وكفاءة وشفافية وإخلاص، وبناء دولة المواطنة والعدل والمساواة والضمانات الإجتماعية وتحقيق الإستقرار، وتجفيف مستنقع الإرهاب والعنف الدموي .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة