الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 21:01

خطاب الشباب وخطاب الأحزاب في المرحلة الحالية/ بقلم: بلال شلاعطة

كل العرب
نُشر: 27/12/13 09:05,  حُتلن: 10:08

بلال شلاعطة في مقاله:

تراجع قوة الأحزاب في المجتمع العربي أوجدت العديد من التساؤلات والاستفسارات حول هذه النتائج والتي على القيادة المخضرمة أن تقف عندها

بإعتقادي ما أفرزته الانتخابات الأخيرة اعطى جوابا كافيا وشافيا حول ذلك ولكن يبقى على الاحزاب تليين الخطاب الحزبي بحيث يتوافق مع الخطاب الشبابي الآني

مما لا شك فيه أن الخطاب الشبابي كان واضحا ووصل ذروته مما يدل على عمق فكر الجيل الشاب لزيادة طموحاته ورؤيته في هذا المجتمع وعلى الأحزاب في المجتمع العربي أن تتجاوب في الفترة الحالية مع تطلعات الجيل الشاب 

لا شك أنه يجب تفعيل دور اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية وأعضاء الكنيست العرب لإيجاد صيغة جديدة تتعامل مع هذا المد الشبابي الواضح

الخطاب الشبابي له تأثيراته المستقبلية في بناء رؤية شبابية تتوافق مع تطلعات المجتمع بأكمله وعلى القيادة المخضرمة ان تفهم مضمون نص الخطاب الشبابي لتلائمه مع الخطاب الحزبي القديم

لا شك أن الحراك الشبابي في فترة ما بعد انتخابات السلطات المحلية العربية آخذ في التصاعد شيئاً فشيئاً، ولا شك أيضا أن قوة الأحزاب آخذة بالهبوط شيئاً فشيئاً، أعتقد أن هنالك تأثيرات عالمية ومحلية أثرت على ذلك. فانتخابات السلطات المحلية العربية بمجملها أثبتت ان هنالك صوت للشباب في كل ما يتعلق بخطابهم تجاه الأطر والمنظمات القطرية.

تراجع قوة الأحزاب في المجتمع العربي أوجدت العديد من التساؤلات والاستفسارات حول هذه النتائج والتي على القيادة المخضرمة أن تقف عندها. هنا طبعاً اقصد القيادة المخضرمة من جميع الأحزاب والتيارات السياسية لأنها وبالتالي تنعكس على قوة الأحزاب بشكل عام ويمكن أن تؤثر على باقي الأحزاب بشكل خاص. اعتقد أن الحراك الإعلامي الجديد وظهور شبكات التواصل الاجتماعي اثرت هي الأخرى في صياغة مفاهيم جديدة حول دور الشباب وتأثيرهم في المجتمع العربي ولكن يبقى السؤال هل ينسجم هذا الخطاب مع الخطاب الحزبي المألوف؟.

الخطاب الحزبي 
بإعتقادي ما أفرزته الانتخابات الأخيرة اعطى جوابا كافيا وشافيا حول ذلك ولكن يبقى على الاحزاب تليين الخطاب الحزبي بحيث يتوافق مع الخطاب الشبابي الآني، فالمتغيرات العالمية وحتى ما يسمى بالثورات في العالم العربي كان لها اسقاطات على الحراك الشبابي في المجتمع العربي وكنت اقول انها زادت من سقف توقعات الشباب في هذا المجتمع. المثير في الموضوع ان شبكات التواصل الاجتماعي اوجدت حوارا ونقاشا مجتمعياً كان مفقودا، بمعنى أن صيغة التواصل بين الشباب كانت من خلال هذه الشبكات والتي ابتلعت جميع أوراق الأحزاب والتيارات السياسية. مما لا شك فيه أن الخطاب الشبابي كان واضحا ووصل ذروته مما يدل على عمق فكر الجيل الشاب لزيادة طموحاته ورؤيته في هذا المجتمع. على الأحزاب في المجتمع العربي ان تتجاوب في الفترة الحالية مع تطلعات الجيل الشاب والذي يتوق إلى خطاب شبابي ينسجم مع التطورات التكنولوجية الحاصلة والتي اثرت بشكل كبير عليه. واقع شبكات التواصل الاجتماعي اثر على نتائج انتخابات السلطات المحلية العربية وبشكل كبير. هذا هو خطاب اعلامي اضافي تم استثماره من قبل فئات وتيارات ومجموعات عديدة في المجتمع. من هنا وجب القول انه يجب على القيادة القطرية ان تعي جيدا هذه الاستراتيجية في التعامل مع الاحداث الجديدة في عصر اشبه ما يكون عولمياً ويتطور بتسارع كبير. ليس هذا فحسب فنتائج الانتخابات الأخيرة أوجدت فجوة كبيرة بين القيادة الشابة والقيادة المخضرمة مما يستوجب الوقوف على ابعادها واسقاطاتها على الخطاب المجتمعي كحصيلة نهائية لعمق هذه الفجوة وهذا يتم من خلال فهم التعامل عبر شبكات التواصل الاجتماعي . باعتقادي يمكن اقامة منتدى قطري لشبكات التواصل الاجتماعي يعنى في قضايا الشباب وقضايا القيادة المخضرمة الحزبية ليتناغم مع الرؤيا والتطلعات المستقبلية للمجتمع العربي. نتائج الانتخابات الأخيرة شكلت صفعة قوية في وجه الأحزاب حيث أثبتت هذه النتائج أن للشباب مطالبهم وخطابهم وصوتهم، الأمر الذي لا يمكن تجاهله بتاتا، وهذه القوة ستتزايد مستقبلا دون أدنى شك وسيكون لها تأثيرها العميق على الانتخابات البرلمانية المستقبلية. الجيل الصاعد الجديد أصبح يعي جيدا أن هنالك حيز جديد للتغيير الايجابي في المجتمع ، هذا الجيل الآن يقف وينظر وينتقد اذا استوجب الواقع.

تفعيل دور اللجنة القطرية
لا شك أنه يجب تفعيل دور اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية وأعضاء الكنيست العرب لإيجاد صيغة جديدة تتعامل مع هذا المد الشبابي الواضح. الخطاب الشبابي له تأثيراته المستقبلية في بناء رؤية شبابية تتوافق مع تطلعات المجتمع بأكمله وعلى القيادة المخضرمة ان تفهم مضمون نص الخطاب الشبابي لتلائمه مع الخطاب الحزبي القديم فربما يستلزم الامر تحديث او تجديد الخطاب الحزبي ليصبح شبابيا اكثر ويمتزج مع كل المتغيرات الحالية الحاصلة. هذه العملية عملية مجتمعية لا تحدث بين ليلة وضحاها ولكن عاجلاً ام اجلاً ستحدث وإلا فالنتيجة ستكون خطابين منفصلين في المجتمع، الأول خطاب شبابي والثاني خطاب حزبي مما سيضعف الاستقرار المجتمعي الشامل في مفهوم تطور المجتمعات ومما سيضعف ركيزة المجتمع العربي في العديد من الابعاد والمفاهيم. ما يستدل ومن خلال الانتخابات الأخيرة أن هنالك حراك شبابي ولكن يجب تنظيمه وترتيبه ليتم توظيفه لخدمة المجتمع من خلال المهارات والكفاءات الشبابية التي ظهرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي. المهمة صعبة ولكنها ممكنة في ظل المبادرات الشبابية القائمة في الفترة الحالية ولكن يبقى ان تبادر الاطر القطرية لاستثمار هذه المبادرات من خلال تدعيم وتشجيع الخطاب الشبابي ليشكل دعماً وتواصلا مع الخطاب الحزبي، وبالتالي ستكون المحصلة استقراراً مجتمعياً وشعبياً وجماهيرياً يتجاوب مع تطلعات جميع المواطنين وينسجم مع الرؤيا المستقبلية للمجتمع العربي. الحالة الأخرى لعدم استغلال هذه الدوائر مجتمعة ستؤدي إلى هبوط الخطاب الحزبي إلى دون المستويات مما سيؤثر سلبا على الأجيال المستقبلية حتى في طريقة فهم الخطاب المجتمعي والذي عليه ان يكون واضحا شفافا مبادرا وقابلا للتغيير والتغير وفق الظروف القطرية والعالمية عندها يمكن ان يؤثر ويتأثر في المسيرة المجتمعية. على القيادة القطرية ان تبادر لضم واحتضان الخطاب الشبابي إليها لان الخطاب الحزبي لا يستطيع بتاتا تحدي الخطاب الشبابي. واعتقادي الجازم يجب القيام بذلك فوراً.

* الكاتب بلال شلاعطة: هو إعلامي وعامل اجتماعي جماهيري ومختص في الإدارة العامة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة