الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 10:01

سلام يجتمع مع رجال دين : اذا كانت استقالتي ستضمن سلامة الناصرة فسأعلنها أمامكم

أنور أمارة- مراسل
نُشر: 26/12/13 19:47,  حُتلن: 10:30

علي سلام:
مصلحة مدينة الناصرة أهم من علي سلام ورامز جرايسي

اذا كانت استقالتي من منصبي رئيسًا للبلدية ستضمن سلامة البلد وأهلها فسأعلنها أمامكم

لا يمكن ان تحترق ناصرتنا من اجل رئاسة البلدية!

المطران الياس شقور:
لن نسكت على اي تعرض للديانات، وسنصدر رسالة شديدة اللهجة نستنكر من خلاله ما ورد في موقع التواصل الاجتماعي 

سندعو الى التسامح وأكثر من ذلك السماحة الإسلامية الأصيلة فهي أكبر من التسامح العادي لتكون مواضيع عظاتنا في الناصرة وخارجها

أعرب علي سلام رئيس بلدية الناصرة عن استعداده التام للإستقالة من منصبه اذا كان ذلك سيضمن سلامة مدينة الناصرة. وجاءت تصريحات سلّام هذه في معرضه كلمته خلال اجتماع عقد في ديوان الرئيس بدار البلدية مع مجموعة من رجال الدين المسلمين والمسيحيين، سعيًا لإجتثاث ظاهرة الطائفية البغيضة.

وقال علي سلام خلال كلمته:"ان مصلحة مدينة الناصرة أهم من علي سلام ورامز جرايسي، واذا كانت استقالتي من منصبي رئيسًا للبلدية ستضمن سلامة البلد وأهلها فسأعلنها أمامكم". وتوجه سلّام لرجال الدين المجتمعين طالبًا مساعدتهم ومساندتهم له من اجل انهاء الأزمة التي تعاني منها المدينة حيث قال:"لا يمكن ان تحترق ناصرتنا من اجل رئاسة البلدية!".

حضور غفير
وحضر الاجتماع العشرات من رجال الدين المسلمين والمسيحيين وشخصيات اجتماعية وسياسية من الناصرة وخارجها وبرز من بينهم المطران الياس شقور، المطران بولس مركوتسو، الأب مسعود ابو حاطوم، الشيخ وليد جمعة، الشيخ اسماعيل سلطي، الشيخ ضياء ابو احمد، الشيخ فتحي احمد، عاطف الفاهوم، الشيخ احمد حشمي، الشيخ طاهر علي، الشيخ غازي غازي، عبدالرحمن سعدي، الشيخ محمد حمدان، الشيخ انور عبود، الأب بشارة ورور، الدكتور عزمي حكيم، الأب أمجد صبارة، رجل الاعمال توفيق لحام، دياب ابو نصرة، زهير رمضان، عامر صالح، محمد عبدالقادر، اسعد ابو ناجي، ونواب الرئيس محمد عوايسي وعوني بنا ويوسف عيّاد، واعضاء من البلدية، وآخرون.

كلمة المطران الياس شقور
اما سيادة المطران الياس شقّور فقال:"من الواجب علينا ان نوقف الانفلاتات بحق النبي العربي، كيف لا وقد كنت أول من اصدر بيانًا يستنكر فيه التعرض للنبي محمد في الدول الاسكندنافية، ولن نسكت على اي تعرض للديانات، وسنصدر رسالة شديدة اللهجة نستنكر من خلاله ما ورد في موقع التواصل الاجتماعي على لسان فتاة لم تبلغ الـ 17 عامًا، قد كُتِبَ لها على ما يبدو".
واضاف سيادته:"لقد افرزت الإنتخابات ما افرزت وقد بان من ربحها ومن خسر، وقد هنأت علي سلام مع استلامه منصبه الجديد، ولكن اذا كانت نتيجة صندوق واحد ستغير النتيجة فنحن لن نقبل بأي مناكفات والا فمن يسعى للعكس فهو يحتاج الى علاج نفسي".
وتابع المطران شقور قائلًا:"لن نقبل استقالة رئيس البلدية علي سلام بهذه السهولة، فبإستطاعتنا ان ندعو الى التسامح وأكثر من ذلك، السماحة الإسلامية الأصيلة، فهي أكبر من التسامح العادي، لتكون مواضيع عظاتنا في الناصرة وخارجها، علمًا ان الهدوء في الناصرة سيلقي بظلاله على كافة ارجاء الوسط العربي أجمع".

روح اخوية
واتفق المجتمعون على نقل روح الاجماع الاخوية التي شهدتها الجلسة والتنديد بالفتنة الطائفية ونبذ محاولات دق الاسافين بين ابناء الشعب الواحد، واستنكار الشتائم والعبارات العنصرية التي تناقلها مجموعة من الحاقدين على شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك.
وقرر المجتمعون تشكيل لجنة تتكون من رجال الدين والشخصيات الاجتماعية تزور عضو البلدية ورئيسها السابق رامز جرايسي، اليوم الجمعة، لحثه على اسقاط الدعاوى القضائية والتوجه لتهنئة علي سلام، من اجل التوصل الى حل الاشكال والخلاف السياسي في مدينة الناصرة، ومنع حدوث مناوشات على الخلفية ذاتها من شأنها ان تتسبب بتوتر المدينة. كما طلب المجتمعون من رئيس البلدية علي سلام منع اقامة التظاهرة والمسيرة المؤيدة له والداعمة لإحترام شرعيته، وقد وافق الرئيس على ذلك.

استنكار وتعهد
ووقع المجتمعون من رجال الدين المسيحيين والمسلمين على وثيقة استنكار وتعقد وكان نصها كالآتي:"نحن المجتمعون اليوم الخميس 26.12.2013 في بلدية الناصرة من رجال دين وشخصيات مسيحية ومسلمة، نجتمع في اسبوع الميلاد المجيد، ميلاد السيد المسيح عيسى ابن مريم، لنعبر عن سخطنا واستنكارنا الشديدين لما ورد في مواقع التواصل الاجتماعي من تطاول مرفوض من قبل اشخاص غير مسؤولين بتاتًا على الدين الاسلامي الحنيف وعلى نبي المسلمين محمد عليه السلام، نجتمع هنا لنؤكد ايضًا على متانة العلاقة بين ابناء الشعب الواحد والمصير الواحد المشترك والعيش المشترك، والتي لن ينجح في تعكير صفوها أي من العابثين الذين يظهرون بين الحين والآخر وعديمو المسؤولية الذين لا يدركون خطورة افعالهم، سواء باللفظ او بالاعتداء على الممتلكات والأماكن المقدسة، ستبقى الناصرة سدًا امام الحاقدين وضد مؤامراتهم، ونحن كرجال دين مسلمين ومسيحيين سنقف بالمرصاد سدًا منيعًا لكل عابث، متطاول، مستهتر بالتقاليد والعلاقات التاريخية التي نعتز بها أبد الدهر، سياجًا نحمي به ناصرتنا كبؤبؤ العين".

وشملت اللجنة المنبثقة كل من المطران الياس شقور، وعاطف الفاهوم، وعامر صالح والشيخ وليد جمعة، والشيخ ضياء ابو احمد، والمطران رياح ابو العسل، والأب بشارة ورور، والأب امجد صبارة ورجل الاعمال توفيق لحام والشيخ انور عبود وسعادة القاضي احمد ناطور. حيث ستتوجه هذه اللجنة الجمعة الى منزل رامز جرايسي لبحث سبل تهدئة الأمور وتجنيب مدينة الناصرة كل سوء.
من جهته قال سليم غميض مساعد رئيس بلدية الناصرة في حديث لموقع العرب ان الاجتماع الذي عقد في دار البلدية كان ناجعًا جدًا، حيث دعت اليه البلدية من اجل التداول في حالة عدم الاستقرار التي تشهدها مدينة الناصرة، في اعقاب آخر التطورات في المحاكم المتعلقة بالإنتخابات، والتوتر الذي عقب ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعية من منشورات طائفية على لسان اشخاص من الناصرة".

يوسف عيّاد: جرايسي لم يقبل بالحسم الديمقراطي وسيتسبب بإنفجار المدينة
أما يوسف عيّاد نائب رئيس بلدية الناصرة فقال في كلمته امام المجتمعين:"لقد كنت احد المرشحين لرئاسة بلدية الناصرة، ولكن علي سلّام اختير من قبل الشعب رئيسًا للبلدية، وبالتالي ما كان لي الا ان احترم الحسم الديمقراطي وهذا ما فعله باقي الاخوة المرشحين، الا مرشح واحد وهو رامز جرايسي".
وأعرب عيّاد في كلمته عن استهجانه ازاء اصرار الجبهة على فتح صندوق المعاقين من خلال الطعون والالتماسات التي تقدمها في المحكمة، مشيرًا الى ان لجنة الإنتخابات المحلية اتخذت قرارًا بعدم فتح الصندوق وأقرت إبطاله لعدة اشكاليات ومعها اثباتات على ذلك.
ووصف يوسف عيّاد نائب رئيس بلدية الناصرة في معرض حديثه "مدينة الناصرة انها تجلس على برميل من بارود له فتيل، وان هذا الفتيل هو صندوق المعاقين، فأن اصرار جرايسي على فتح الصندوق يعني اشعاله الفتيل وتفجير الناصرة، وهذا ما لا نريده".
واضاف:"اذا كان جرايسي عقلانيًا ويحب الناصرة حقًا ويدعي وطنيته وحبه لأهلها فعليه ان يوقف المحاكم ويمتنع عن فتح الصناديق وبهذا يخمد فتيل الفتنة".
وناشد عيّاد رجال الدين المسلمين والمسيحيين ان يتوجهوا غدًا وفي الصباح الباكر للإجتماع بجرايسي وحثه على إيقاف الخطر الذي يداهم المدينة.
اما الشيخ وليد جمعة فقد شكر رئيس البلدية لدعوته هذه، مؤكدًا انها خطوة مهمة في سبيل تهدئة الشارع النصراوي، وقال:"ان التعاليم الدينية تحثنا على العيش المشترك، وبالتالي علينا ان نخرج بتوصيات شجاعة تنقذ ناصرتنا من الخراب".

مقالات متعلقة