الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 12:02

سيناريو الفتنة الطائفية - لا نريد 98 جديدة في الناصرة

بقلم: علي أبو الهيجاء

كل العرب
نُشر: 26/12/13 12:51,  حُتلن: 16:27

أبرز ما جاء في المقال:
ما شهدته مدينة الناصرة يدل على مدى تغلغل الأيادي الخفية العابثة في مصيرنا، صاحبة الأفكار الخبيثة، على اختلاف مصالحها ومكاسبها

الازمة التي عقبت اصدار نتائج الانتخابات في مدينة الناصرة، والتي افرزت عن فوز علي سلام برئاسة بلدية الناصرة متغلبًا على جبهة الناصرة بفارق 22 صوتًا  اسفرت عن حالة من عدم الاستقرار في الشارع النصراوي

حالة الغليان وعدم كانت كفيلة بأن تصبح مدينة الناصرة على "كف عفريت" وأرضًا خصبة ملائمة  لإشعال فتيل الفتنة الطائفية وتأجيج صراع داخلي بين ابناء الشعب الواحد من المسلمين والمسيحيين

إن ما شَهدته مدينة الناصرة خلال اليومين الأخيرين تحديدًا، وفي الفترة الماضية بشكل عام، إنما يدل على مدى تغلغل الأيادي الخفية العابثة في مصيرنا، صاحبة الأفكار الخبيثة، على اختلاف مصالحها ومكاسبها ان كانت مادية، سياسية أم شخصية، أو سياسة فرّق تسد التي لطالما عودتها عليها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة. ولكن من خلال إمعاني النظر والتدقيق في مختلف الأحداث والتطورات التي شهدتها المدينة على مختلف الاصعدة، لا سيما من خلال تغطيتي الاعلامية والصحفية من جهة، وضمن نشاطي على موقع التواصل الإجتماعي العالمي الفيس بوك، ومحاولة ربطها والفكير فيها، فقد توصلت الى سيناريو مقترح يحاكي ما شهدته ناصرتنا مؤخرًا، قد يكون هو الأقرب الى الواقع... 
ارجو القراءة بعناية بالغة...

يقول السيناريو:
دعاة التجنيد اجتمعوا قبل أيام قليلة في فندق البلازا في نتسيرت عيليت، وحضر الإجتماع نائب الوزير عوفر اوكنيس وآخرون من كبار قيادات اذرع الامن في دولة اسرائيل، حيث سلّم اوكنيس للمجتعين رسالة من رئيس الوزراء الاسرائيلي "البيبي" بنيامين نتنياهو صاحب الجلد الافعوي الغنّي عن التعريف هو وحزبه وشركاؤه الليبرمانيون بمدى كرههم للعرب على اختلاف دياناتهم.
كما هو معلوم فإن هذا الإجتماع او المؤتمر كان مغلقًا وقد شارك فيه أعضاء منتدى تجنيد الشباب المسيحيين، بحجة "زيارة معايدة" بمناسبة عيد الميلاد المجيد، في حين تم منع ممثلي وسائل الاعلام المختلفة من تغطية الحدث او مجرد الدخول الى قاعة الاجتماع، وإكتفى مسؤولو المنتدى ببيان أصدروه يقتصر على كونه ليس الا تلك الزيارة لتقديم المعايدة الوهمية التي لم نعتد عليها في السابق، خاصة من قيادة اليمين المتطرف!
خلال الإجتماع تداولت الاطراف المعنية في سبل تشجيع الشباب المسيحيين على الإنخراط في الجيش الاسرائيلي، وقد ابتكر المجتمعون حلًا مبدعًا....

وكان حلهم على النحو التالي:
ان الأزمة التي عقبت اصدار نتائج الانتخابات في مدينة الناصرة، والتي افرزت عن فوز علي سلام برئاسة بلدية الناصرة متغلبًا على جبهة الناصرة بفارق 22 صوتًا، وما تلتها من مسار قضائي للبت في نتائج الانتخابات بعيّد تقديم جبهة الناصرة ورامز جرايسي استئنافات والتماسات للطعن بالنتائج، اسفرت عن حالة من عدم الاستقرار في الشارع النصراوي، وقد باتت القضايا الانتخابية حديث الشارع، ويتم التداول فيها في كل مجلس وديوان، حالة الغليان هذه كانت كفيلة بأن تصبح مدينة الناصرة على "كف عفريت".


علي ابو الهيجاء 


حالة الغليان شكلت ارضًا خصبة للنفوس المريضة
الحل المبدع لدعاة التجنيد بحسب السيناريو المقترح هذا، كان استغلال الوضع القائم الذي شكّل قاعدة خصبة ملائمة لإشعال فتيل الفتنة الطائفية وتأجيج صراع داخلي بين ابناء الشعب الواحد من المسلمين والمسيحيين، تترجم لاحقًا الى اعتداءات على المسيحيين وممتلكاتهم، وحاجتهم الماسة الى حماية من قبل الدولة واجهزتها اولًا وثم حماية شخصية وخاصة لكل فردٍ وعائلة، تصب في نهاية المطاف في الحاجة الملحة للتجند في صفوف الجيش من اجل التسلح (الحصول على السلاح) سعيًا لما سيسمونه الحماية الشخصية وبالتالي حماية الدولة (لهم والعكس) فيما بعد....
فكرة جميلة.... ولكن كم هو حقير من اقترحها...
(الى هنا)

عام 1998 ولّ ورحل
أعزائي... أوقفوا الفتنة الطائفية.... فعام 1998 قد ولّ ورحل، ولن نسمح بأن يعود مجددًا وان اختلفت السيناريوهات. مدينة الناصرة يجب ان تبقى القلعة العربية الفلسطينية، التي تحمي الديانات، ويعانق فيها صوت الآذان أجراس الكنائس لتصدر مزيجًا مميزًا من التآخي والتسامح الذي تربينا، عشنا وترعرعنا عليه بكل ألفة وتعاضد، نحتفل فيها بعيد الميلاد والأضحى، الفطر والفصح سويةً... أخوة في العروبة وفي المصير.
بالمقابل، وبدلًا من أن نستعيد ذكرياتنا لعشرات سنين خلت، لما لا نتوقف في يوم 03.03.2006، عندما حاولت عائلة حبيبي البغيضة والمتطرفة الاعتداء على كنيسة بازيليكا البشارة، فهبّ يومها الألوف المؤلفة من المسلمين والمسيحيين لحماية أقدس المقدسات والدفاع عنها، فبرز الخليط النصراوي الذي يعكس واقعنا الحقيقي في مدينة المسلمين والمسيحيين سويةً مدينة البشارة ومدينة السلام.. مدينة الناصرة.

أتساءل...
هل سنسمح لمخططاتهم بأن تنفذ وتخرج الى النور؟؟؟... سؤال يجب ان يساور عقولنا ليجيب كلٌ منّا عليه بقلبه....

لكم أقول...
تصدوا لمن يسعى لفضّ نسيجنا الاجتماعي النصراوي، وبثوا رسالة الخير والمحبة والمودة التي تعكسها دياناتنا السماوية، وانبذوا الطائفية والعنصرية الساقطة.

ولهم أقول...
إرفعوا أيديكم عن الناصرة...

* الكاتب محرر في موقع العرب نت

مقالات متعلقة