الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 21 / مايو 05:01

في الذكرى السنوية الاولى لرحيل المربي يوسف بدارنة/ بقلم: صبحية بدارنة

كل العرب
نُشر: 18/12/13 12:01,  حُتلن: 07:57

سأسقيكَ ماءَ العين ما أَسْعدتْ به وإن كانَتِ السُّقيا مِنَ الدَّمعِ لا تُجدي لستُ بحاجةٍ لشيء يذكِرُني بكَ فإني قسما ًلنْ أنساكَ

سنة مرت على فراقك يا يوسف، سنة مريرة عانينا فيها من حرقة الفراق، ذرفنا فيها الدموع الغزيرة، وسنظل نذرفها ما دمناوكما قال ابن الرومي: "سأسقيكَ ماءَ العين ما أَسْعدتْ به وإن كانَتِ السُّقيا مِنَ الدَّمعِ لا تُجدي، لستُ بحاجةٍ لشيء يذكِرُني بكَ فإني، قسما ًلنْ أنساكَ".

فالقلبُ ينْزفُ دماً ويعتصِرُ أَلماً والعينُ تتوقُ إلى رؤيتكَ، أَبا البدرِ، ويا اسماً على مُسمَّى، رحَلْتَ فرحَلَ عَنا البدرُ بِنورِهِ فلمْ نَعدْ نَرى للبدرِ نوراً، وفي الليلةِ الظلماءِ، يفتقَدُ البدرُ، فَهلْ أُصِبْنا بِعَمى الألوانِ أمْ هُو هوسٌ وهُذيانُ، لقدْ كانَ يوماً مظلماً شَديدَ الظَّلمِ والظَّلامِ. عصفَتْ به ريحٌ عاتيةٌ هوجاءُ لتنذرَ بحدوثِ واقعةٍ عصيبةٍ, فعصَفَتْ بِنا جميعاً وصعَقَتْنا بخبرٍ أَبقانا واجمينَ .

فَكُتِبَ عليكَ الموتُ، وأَنْزلَ بِحَقِنا حكمَ الإعدامِ، فقدْناكَ ومثلُكَ يا ابنَ البدرِ يُفْتَقَدُ، فمصابُنا أَليمٌ وأَلمُنا شديدٌ وخسارَتُنا بكَ لا تُعوَّضُ، نُلملمُ جراحَنا ونُحاولُ جاهِدينُ تضميدَها، لنستعيدُ قِوانا فلا نستطيعُ. وحَرِيّ بنا وقد فَقدنا إنساناً خلوقاً معطاءً في ربيعِ عمرهِ ، احبَّ الدينَ والدنيا حتى النخاعَ،  فكانَ حالةً من النشاطِ والعطاءِ حتى صارعَهُ مرضٌ خبيثٌ إلى أن قضى عليه، فرضِينا وآمنا بقضاءِ اللهِ وقدرِهِ, وأَلمَنَا فقَدانُه, وإنَّا على فراقِكَ يا أَبا البدرِ لمحزونونَ، فتركْتَ أُماً ثاكلةً تنوحُ ....وا ..أُماهُ..لقد انقطعَ حبلُ وريدِي، وأُختاً رأتْكَ مَحمولاً...فصاحَتْ..يا ويلِي.. رُدَّوا لي أَخي....فهلْ من مُجيبٍ. وخَمسُ طِفْلاتٍ ينتظرْنَ عودةَ والدهُنَّ ليلةَ العيدِ، وتركْتَ أَخاً في الغربةِ يستَصْرِخُ أن امهلوني لأودعَ أَخي وقد حَالَتْ بيننا جبالٌ وسهولٌ وانهارُ وبلادٌ وبيدٌ، وأَخاً يتحسَّسُ حجارةُ ضريحِكَ ويندُبُ حظاً وقد باتَ القريبُ مِنهُ بعيدُ، لقدْ تركْتَ أَحبةً وزملاءَ يبكونَكَ .. تركْتَ صديَقَك أَبا الجميعِ الذي يندبُ حظَهُ وقد أَبقيتَهُ وحيداً، تركْتَ طُلاباً ومدارساَ دقَّتْ أَجراسَها لتعلنَ : أَنا فقدْنا جِسراً من حديدِ فمغفرةٌ ورحمهٌ مِنَ اللهِ على روحِكَ ولتُحْتَسَبْ عند الباري خيرَ شَهِيدٍ، وأنتَ وإن أُفردْتَ في دار وحْشةٍ فإنِّي بدارِ الأنسِ في وَحْشَةِ الفرد، أودُّ إذا ما الموتُ أوفدَ مَعشَرًا إلى عَسْكِر الأمواتِ أنِّي مِنَ الوفْدِ، ومَنْ كانَ يَستَهْدي حَبِيبًا هَديَّةً فطيفُ خيالٍ منكَ في النومِ أستهدي، عليك سلامُ الله منِّي تَحِيَّةً ومِنْ كلِّ غيثٍ صادقِ البرْقِ والرَّعدِ.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة