الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 16:01

هجرة عقولنا...الى متى؟/ بقلم: الأكاديمية دانا ياسين

كل العرب
نُشر: 17/12/13 09:49,  حُتلن: 09:54

دانا ياسين في مقالتها:

40% من الاكاديميين العرب في البلاد يعملون في مجال التربية والتعليم (في غير اختصاصهم) و 10% يعملون بمهن لا تستلزم تأهيلا اكاديميا

من المعروف ان الدولة "تتحيز" لليهود وتمنحهم نسبة اكبر من الوظائف في كافة المواضيع والمجالات بالاضافة الى مناصب ومراكز أعلى

الى متى سنبقى على هذه الحال؟ وما هو تأثير هجرة هذه العقول الثمينة على الوسط العربي في الداخل؟ وماذا بالإمكان فعله لحل هذه الظاهرة؟ 

 اذا تم توظيف الأكاديميين العرب الحاصلين على القاب متقدمة من دكتوراة وماجستير في مواضيع تخصصهم فإنه بالرغم من ازدياد اعدادهم فإن نسبة توظيفهم تبقى ضئيلة والمناصب التي يشغلونها لا تليق عادة بدرجة القابهم الجامعية

هجرة العقول تعني انتقال الأدمغة والعقول الحاصلة على القاب ثانية وثالثة من حملة شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة والبرفسوراة في المجالات العلمية المختلفة للعمل في الدول الغربية المتطورة والمتقدمة 

ظاهرة هجرة العقول ليست حديثة، فقد بدأ تفشيها منذ الحرب العالمية الثانية في الدول النامية، ولكن قليل منا سمع بها بالرغم من وجودها وبكثرة في اسرائيل وحتى في وسطنا العربي. ويقصد بهجرة العقول هنا أي انتقال الأدمغة والعقول الحاصلة على القاب ثانية وثالثة من حملة شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة والبرفسوراة في المجالات العلمية المختلفة للعمل في الدول الغربية المتطورة والمتقدمة، مما يعود بالنفع المادي والاقتصادي لهذه العقول ولهذه الدول، ويؤدي بالخسارة الاقتصادية والتدهور العلمي للدول المهاجر منها. وهذه الظاهرة منتشرة وللأسف في وسطنا العربي وليس فقط لدى اليهود، وبإعتقادي الخاص فإن تواجدها في وسطنا وأسبابها هي أكتر تعقيدا وأهمية.

استرجاع العقول الاسرائيلية
في عام 2010 وكحل لهذه المشكلة، أصدر قرار حكومي في اسرائيل بعنوان "مشروع قومي لجلب العقول الى اسرائيل". هذا القرار ينص بتبني مشروع بالتعاون مع وزير التربية والتعليم جدعون ساعر بأن يقام اكثر من 30 مركزا للأبحاث تحت اشراف الجامعات في البلاد. هدف المشروع الاساسي هو جلب واسترجاع العقول الاسرائيلية التي هاجرت مجددا من البلاد. ولكن هنا يكمن السؤال: ما هي "حصة" العقول العربية المهاجرة من هذا المشروع؟. من المعروف ان الدولة "تتحيز" لليهود وتمنحهم نسبة اكبر من الوظائف في كافة المواضيع والمجالات، بالاضافة الى مناصب ومراكز أعلى، لذلك نرى ان 40% من الاكاديميين العرب في البلاد يعملون في مجال التربية والتعليم (في غير اختصاصهم) و 10% يعملون بمهن لا تستلزم تأهيلا اكاديميا. بالإضافة الى ذلك، فقد وصل مجمل عدد العاملين العرب في سلك خدمات الدولة في العام 2002 الى 3,440 موظفا من اصل 56,362. ومن المؤكد ايضا انه اذا تم توظيف الأكاديميين العرب الحاصلين على القاب متقدمة من دكتوراة وماجستير في مواضيع تخصصهم، فإنه بالرغم من ازدياد اعدادهم فإن نسبة توظيفهم تبقى ضئيلة والمناصب التي يشغلونها لا تليق عادة بدرجة القابهم الجامعية. حتى اذا اراد هؤلاء الخريجين بالانخراط الى الجامعات والعمل كمحاضرين فأن من يقبلون في هذا المجال هم 30 محاضر عربيا من اصل 6000.

إصلاح وضع الأمة
الى متى سنبقى على هذه الحال؟ وما هو تأثير هجرة هذه العقول الثمينة على الوسط العربي في الداخل؟ وماذا بالإمكان فعله لحل هذه الظاهرة؟  اترك نفسي وأترككم للتفكر في هذه الاسئلة، داعية الى الله بأن يصلح وضع امتنا وينصفها ويردها الى افضل حال.

دانا ياسين طالبة عمل اجتماعي سنة اولى – جامعة تل ابيب

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة