الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 07:02

إقامة جمعية رعاية للزانيات بتل ابيب

تقرير : غالب
نُشر: 29/04/08 21:59

* التفرقة العنصرية تظهر حتى في هويات الزانيات.. فلا نجد زانية اشكنازية!

* هؤلاء النسوة مثل المحارم الورقية, يقوم الزبون باستعمالها لدقائق ثم يرميها

* عند الدخول لمركز "باب الأمل" وضعت لافته تقول "هنا ليست شقة دعارة"..

* في هذا المكان نحن نفصل بين عمل الفتاة وانسانيتها, ونتعامل معها كإنسانة عادية تعيش واقع مرير لا نحاول تجميله, وهن مجبرات بالانصياع لقوانين المكان"

ديب بيوكت :" نحن لا نستطيع حاليا تقديم خدمة 24 ساعة للفتيات, لأننا نحتاج لحراسة مكثفة, ولشرطيين للعمل في المركز, ونأمل أن نحصل على الدعم من جهات خاصة".


في قلب شارع "نافي شأنان" في منطقة المحطة المركزية في مدينة تل أبيب التي تمتلئ بالفلبينيين, والصينيين, والهنود, والزانيات العربيات واليهوديات على حد سواء, وبمدمني المخدرات, والمدمنين على الكحول.
المشاهد هنا – بالذات للغرباء أو للذين يزورون هذه المنطقة لاول مرة - تبدو للوهلة ألأولى غريبة للغاية حيث تندهش ولا تصدق أن ذلك يحصل في إسرائيل 2008.
عدا عن هؤلاء أصبحت شوارع تلك المنطقة وتل أبيب تعم بأشخاص بدون بيوت, يقطنون في الشارع، و إسرائيل التي كانت معروفة حتى منتصف التسعينيات بأنها تتميز بخدمات الرفاه ألاجتماعي التي تقدمها لمواطنيها انقلبت رأسا على عقب, ففي منطقة المحطة المركزية التي تبعد مئات ألأمتار عن شمالي تل أبيب التي تشهد البنايات الشاهقة, السيارات الفخمة, حياة البذخ والمقاهي, المطاعم, النوادي الرياضية والليلية.



لئيد كردلوفيتش صحفية في صحيفة "هعير" ومتطوعة في جمعية "باب الأمل" لرعاية الزانيات العربيات واليهوديات تباشر حديثها وتقول:  "الزانيات هنا روسيات, أثيوبيات, عربيات, أو يهوديات شرقيات, ولا تشاهد أي زانية أشكنازية. فقضية الدعارة متعلقة بالوضع ألاقتصادي السيء للطبقات المسحوقة".. الجمعية التي تأسست ويديرها ديب بيوكت وهو أمريكي الأصل ومدمن مخدرات سابق, يعمل ألآن على إنقاذ عشرات النساء العربيات واليهوديات اللواتي يتعاطين المخدرات مما يضطرهن لبيع أجسادهن لتمويل السموم.
يقول ديب: "هنالك العديد من العربيات من الشمال والجنوب, وقبل عام كانت فتاة تتردد على الجمعية, ووجدها أهلها فقاموا بقتلها على خلفية شرف العائلة", ليئاد تتابع:"العديد من العربيات يغيرن هويتهن وأسمائهن كي لا يتعرف عليهن الأهل أو الأقرباء, فرغم الأوضاع التي يعشنها إلا أنهن النساء يخشين الملاحقة".


مخدرات.. الدعارة.. ثم باب الامل

عشرات النساء العربيات واليهوديات يقطن في الشوارع نتيجة المخدرات, ديب يشرح الامر قائلا:" البداية تكون من خلال المخدرات, تستعملن هؤلاء الفتيات الكريستال (الكوكايين الصافي) الذي تصل ثمن الوجبة منه الـ 250 شيكل , وبعد فترة تزداد عدد الوجبات للمدمن فيصبح الأمر مكلفا للغاية فيضطر للانتقال  إلى الهروين الذي تصل ثمن وجبته الى 50 شيكل فقط. هؤلاء النساء ينفقن حوالي 1000 شيكل يوميا, فالوجبة لا تكفيهن, فالمدمن يستعمل المخدرات كلما أتيحت له الفرصة".
لئيد:" كل امرأة  تعيش في الشارع تكون بحالة رعب وذعر لأن قانون الغاب هو السائد في الشارع, تحاول كل امرأة من هذا النوع أظهار شراسة لكنها من الداخل تكون محطمة".
ديب يفسر حالة النساء في الشوارع ومدى صعوبتها قائلا:"النساء اللواتي تقطن في الشوارع مثل المحارم الورقية, يقوم الزبون باستعمالها لدقائق ثم يرميها. والحياة في الشوارع كارثة بكل معنى الكلمة, فتتعرض هؤلاء الفتيات لمحاولات سرقة بشكل دائم لكونها تعمل بالدعارة ودائما لديها نقود, كذلك يتعرضن للاغتصاب وللضرب, ومن شدة ألإدمان يصبحن كالناجيات من محرقة لأنهن لا ينفقن على الطعام".



عند الدخول لمركز "باب الأمل" تم وضع يافطة بالمدخل تقول "هنا ليست شقة دعارة" المركز عبارة عن مخزن كبير يستقطب اليه أكثر من عشرين زانية من ساعات الصباح حتى الرابعة بعد الظهر, عند دخولي إلى المركز كانت تجلس  وراء مائدة الطعام خمس زانيات وواحدة منهن عربية.
ديب مدير المركز كان مع مجموعة متطوعين يقومون بتحضير الطعام. فجأة دخلت زانية روسية ورغم أنها تقطن في الشارع ألا أنها تبدو جميلة وجلست مع ألأخريات, الفتاة العربية كانت تحدق بي وتستهجن وكأنها تقول: ما الذي جاء بذلك العربي إلى مكان آمن بالنسبة لها.. فجأة خرجت فتاة من إحدى الغرف وبدأت بتفتيش  حقيبتها وتصرخ بصوت عال:"من التي سرقت مخدراتي ونقودي"!!



قبل أن تبدأ المعركة بين الزانيات على سرقة المخدرات والنقود تدخل ديب على الفور وتطلب من الزانية التي سرقت بأن تهدأ لكنها رفضت فأخرجها من مركز الجمعية. ديب يتعامل مع البنات بقسوة لكنه في نفس الوقت يوفر لهن ساعات للنوم, الاستحمام, الطعام, ويصف ذلك الوضع ديب ويستذكر زانية عربية قالت له: " أنتم تتعاملون بيد من الرأفة ويد من حديد"،  ويفسر ديب تعامله مع النساء بمثل هذه الصورة قائل :"هؤلاء النساء تنعدم لديهن أطر الحياة, ولهنا يجب فرض إطار, أي يتم منعهن من استعمال المخدرات بالمركز وحتى التدخين, وقبل النوم يجب عليهن الاستحمام, وهنا التعامل يكون باحترام وإلا تحول المكان الى شارع بعيدا عن كونه ذلك المكان الدافئ "..
وأكمل ديب قائلا: "نحن نتعامل هنا مع شريحة مطاردة أحيانا من قبل مجرمين أو تجار مخدرات واحيانا تختبئ من الشرطة فيجب التعامل بحزم، هذا جزء من الحياة التي يجب أن تخضع لها تلك النساء, وفي هذا المكان نحن نفصل بين عمل الفتاة وانسانيتها, ونتعامل معها كإنسانة عادية تعيش واقع مرير لا نحاول تجميله, وهن مجبرات بالانصياع لقوانين المكان".
رغم ما يقدمه ديب ومجموعة المتطوعين إلا أنهم لا يحصلون على دعم حكومي فهذا ليس مركزا للفطام، ديب لا يريد تلقي أي دعم حكومي لأنه لا يؤمن بفعالية المراكز التي تعتمد على الدعم الحكومي، ومجموعة المتطوعين يحلمون بتحويل المركز الذي يعطي خدمات للفتيات الى اطار دافئ لتلك  الفتيات, وهو يحاول جمع الأموال من المتبرعين لدعم  مركز يخدم طيلة 24 ساعة.



يقول ديب: "نحن لا نستطيع حاليا تقديم خدمة 24 ساعة للفتيات, لأننا نحتاج لحراسة مكثفة, وشرطيين للعمل في المركز, ونأمل أن نحصل على الدعم من جهات خاصة".

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.75
USD
4.01
EUR
4.69
GBP
215937.81
BTC
0.52
CNY