الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 03:01

نبكي مانديلا.. أم نبكي الجزائر!/ بقلم: سعد بوعقبة

كل العرب
نُشر: 07/12/13 07:52,  حُتلن: 07:55

سعد بوعقبة في مقاله:

الجزائر صغرت لما صغر حكامها وانتهى دورها عندما صارت عنوانا للفساد والاستبداد بعد أن كانت سيدة إفريقيا للحرية

مانديلا الذي تدرّب في الجزائر على النضال والحرية عندما كانت الجزائر قبلة الحرية ها هو يصبح رمز الحرية في العالم وليس في إفريقيا فقط

هل يحق لنا أن نبكي الجزائر من خلال بكاء مانديلا؟! مانديلا الذي تدرّب في الجزائر على النضال والحرية عندما كانت الجزائر قبلة الحرية.. ها هو يصبح رمز الحرية في العالم وليس في إفريقيا فقط، فيما تتراجع أمه الجزائر التي أرضعته الحرية في خريف وربيع 1962 و1963 إلى حالة أصبحت معها رمزا للظلم والاستبداد والفساد والتزوير..!


الجزائر التي علمت مانديلا كيف يكون حرا.. ها هي اليوم تعلم الأفارقة كيف يخضعون إلى الإليزي؟! الجزائر التي انتقمت للكنغولي الثائر باتريس لومومبا، فقرصنت طائرة العميل تشامبي الذي قتل لومومبا، وهي تعبر الأجواء الجزائرية باتجاه باريس وأجبرتها على الهبوط، وأسر تشامبي وتركه يموت في بلد الحرية الجزائر لأنه كان أحد أعداء الحرية في إفريقيا..
هذه الجزائر هي التي تسمح اليوم للطائرات الفرنسية بأن تعبر الأجواء الجزائرية لتقنبل جيراننا في مالي بحق أو بغير حق، ويقدم ذلك على أنه نوع من ممارسة حماية الحرية.! أليس من حقنا أن نغني الآن الأغنية النضالية “تبدل الزمان يا بابا.. تبدل الزمان... والجزائر العزيزة علينا كثرت فيها لحزان..!”.

طريق الحرية
مانديلا مات بعد أن حرر بلده.. وأميلكار كابرال قتل هو الآخر على طريق حرية بلده غينيا بيساو وجزر الرأس الأخضر، وهو أيضا أحد تلاميذ الحرية في الجزائر.!الآن لم نعد نسمع الراحلة مريم ماكيبا تغني: أنا حرة في الجزائر.. ولا نسمع بيلندا السمراء الأنغولية تصدح باسم الجزائر كعنوان للحرية في أدغال وجبال إفريقيا وتغني: موزنبيقي، أنغولا غينيا الجزائر.. كاب فارتي.!
جميلة بوحيرد تكرّم في بيروت بعرس فضائي عربي.. وتهان في بلدها الجزائر.! لأن الجزائر لم تعد الجزائر؟!

النفوذ الفرنسي 
لم يبق للجزائر سوى أن تعتذر لتشامبي على اعتقاله وتركه يموت في سجن الجزائر.!وأن تعتذر لـ: أيا نسميث زعيم العنصرية في جنوب إفريقيا على دعم مانديلا ضده.!كنا نحاصر النفوذ الفرنسي في إفريقيا، في السينغال ومالي والنيجر والتشاد والكونغو وغيرها من الأماكن، فأصبحت فرنسا الآن تحاصرنا من الجهات الأربعة وعلى حدودنا.! وبعملائها.! لأن الجزائر لم يعد فيها بومدين الذي يقول لجيسكار فرنسا.. اسحب طائراتك من السينغال والإ قنبلتها.!

بل الجزائر أصبحت فيها قنوات إعلامية تسبّح بحمد الحاكم وتتهم بومدين بالعمالة لفرنسا.! بلدنا صغرت لما صغر حكامها وانتهى دورها عندما صارت عنوانا للفساد والاستبداد بعد أن كانت سيدة إفريقيا للحرية.. تصدح بها كل الحناجر.. آه يا وطني.!

* نقلا عن "الخبر" الجزائرية

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة