الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 04:02

شفاعمرو عاصمة الثقافة العربية: هل يمكن؟ (2-2)/ بقلم: زياد شليوط

كل العرب
نُشر: 06/12/13 16:22,  حُتلن: 07:33

لقراءة الجزء الأول من المقال إضغط هنا

زياد شليوط في مقاله: 

ليست الأمسيات ولا تبني مؤتمرات ثقافية من تنظيم مؤسسات خارجية، بمقدورها أن تحول شفاعمرو الى عاصمة ثقافية

أمام رئيس البلدية الجديد الأستاذ أمين عنبتاوي تحديات لا يستهان بها في مجال الثقافة والفنون فهو يتمتع برؤية ثقافية واسعة وعميقة 

في القسم الأول من هذا المقال بينت أن المركز الثقافي البلدي لم يحول شفاعمرو الى عاصمة للثقافة وأخفق في خلق حراك ثقافي يذكر، انما جل ما قام به احتواء فعاليات وأطر مصطنعة وتنفيذ بعض الدورات وانجاز ما ينجزه أصغر مركز ثقافي في أي قرية معزولة. وفي هذا القسم أتعرض لقضايا ثقافية أخرى كانت من مسؤولية قسم الثقافة والفنون في البلدية أي الإدارة البلدية السابقة.


لقد تسلم رئاسة قسم الثقافة والفنون في البلدية السابقة، عضو البلدية السابق السيد أحمد حمدي، رئيس كتلة الجبهة في حينه، وحمدي من الأشخاص المعروفين والنشيطين والمثابرين في هذه المدينة وله تاريخ سياسي حافل، وقد حاول أن يتعامل مع الجميع من خلال مسؤوليته، كما كانت له أحلام وتصورات لم يتمكن من تنفيذها جميعا، ليس لقصور فيه انما لقيود ائتلافية وعدم تجاوب الرئيس مع كل مبادراته، لكن كان بامكانه ومن خلال موقعه في الائتلاف وكونه يشكل ركيزة فيه أن يحرك الأمور أكثر من ذلك.


ورغم عمل واخلاص السيد حمدي إلا أن أعمال قسم الثقافة والفنون هي الأخرى لم تحقق هدف تحويل المدينة الى عاصمة ثقافية، فليست الأمسيات ولا تبني مؤتمرات ثقافية من تنظيم مؤسسات خارجية، بمقدورها أن تحول شفاعمرو الى عاصمة ثقافية. لقد كان هناك طموح في تأسيس مسرح بلدي وكان هناك استعداد من قبل رئيس القسم، لكن المسرح لم يخرج للنور وهذا تقصير كبير بل فشل في مسيرة الثقافة والفنون، وقد كان من الطبيعي أن يعمل الجبهوي حمدي على اخراج هذا المشروع للنور، فشفاعمرو عريقة بمسارحها ومسرحييها، فكيف تمضي تلك الفترة دون اقامة أو تأسيسس مسرح بلدي؟

تخليد اميل حبيبي
تعهد السيد أحمد حمدي وكان كاتب هذه السطور شاهدا على هذا التعهد، على أن يطلق اسم الأديب الشفاعمري الأصول اميل حبيبي على قاعة البلدية وأن يحول القاعة الى مركز يعج بالفعاليات الثقافية والفنية، وكان حمدي قد تعهد بذلك لنسيب حبيبي الكاتب الصحفي سميح غنادري، وأكثر من مرة توجه الأخير بالسؤال لي حول التعهد ومتى سيتحقق، وهكذا انتهت ولاية حمدي الثقافية دون تحقيق هذا التعهد، وهذا تقصير كبير واهمال بحق أديب كبير، رفع اسم شفاعمرو عاليا في أدبه، وتعود أصوله الى شفاعمرو وعبر مرارا عن اعتزازه بهذه الأصول، واذا كانت حيفا وهي المدينة اليهودية- العربية قد كرمت اميل حبيبي باطلاق اسمه على ميدان مركزي في الأحياء العربيىة، وفي أعمال ثقافية وفنية أخرى، بينما ما زالت شفاعمرو بمؤسساتها الرسمية وفي مقدمتها البلدية تتجاهل هذا الأديب الذي لا يحتاج الى تخليده، بل شفاعمرو تحتاج الى أن تكرم نفسها من خلال تكريمه. وهنا لا بد أن نتساءل لماذا حرصت تلك الجهات وثابرت حتى أطلقت اسم توفيق زياد –وهي في المعارضة- واسم محمود درويش وهي في الائتلاف، بينما تقاعست عن تخليد اسم اميل حبيبي؟

المهرجانات الفنية
أما بالنسبة للمهرجانات الفنية، فلم يكن للبلدية أي دور مركزي أو مبادرة لاقامة مهرجانات كهذه. من المعروف أن مهرجان "الفن الايمائي" جاء بمبادرة من "مؤسسة زيدان سلامة للثقافة والفنون" وباشرت فيه عام 2004، ولم تقدم له البلدية الدعم الكافي واللائق بمهرجان دولي كهذا ولم يسبق له مثيل. وهناك "موسم الحصاد المسرحي" الذي تقيمه جمعية "سوا" ومهرجان الفنون الراقية بمشاركة فنانين من الداخل والخارج والذي ينظمه "بيت الموسيقى" وكل هذه مهرجانات راقية وهادفة ومتخصصة في أنواع وألوان من الفن النادر والذي لا نحصل عليه بشكل دائم، ولم يكن للبلدية أي دور يذكر في هذه المهرجانات باستثناء الدعم المالي القليل والكلامي الكثير. وبالمقابل فان البلدية في الدورات الثلاث السابقة لم تتوان أو تتأخر عن دعم مهرجان فني ضحل وعادي يدعي دعم المواهب الفنية الغنائية، لا لسبب إلا لتقرب مدير المهرجان من إدارة البلدية وخاصة الرئيس وسيطرته على وسيلة اعلام محلية يستغلها لتشكيل ضغط على الرئيس وادارته و"انتزاع" دعم مادي بطرق ملتوية لمهرجان لا فائدة عملية منه لمدينة شفاعمرو.

مدينة مركزية
إن أمام رئيس البلدية الجديد الأستاذ أمين عنبتاوي تحديات لا يستهان بها في مجال الثقافة والفنون، ومع أنه لم يول هذا الفرع حيزا كبيرا في برنامج عمله الانتخابي " خطة أمل" التي وزعها عشية الانتخابات الأخيرة، لكنه يتمتع برؤية ثقافية واسعة وعميقة لأنه آت من هذا المجال، وحوله عدد من المثقفين المعروفين من ذوي الباع الطولى في هذا المجال، وكل تلك العوامل إذا ما استثمرت جيدا ستحقق أحد أهداف رئيس البلدية الحالي بتحويل شفاعمرو إلى "مدينة مركزية" وهذا مطلب معقول ومنطقي، وليس "عاصمة ثقافية" وهو مطلب أكبر من مقدرة البلدية السابقة على تنفيذه.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة