الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 09 / مايو 01:02

عريقات: فاوضنا إسرائيل أكثر من عشرين عاما ولم نقايض حقا بحق ونحن عبيد لخدمة فلسطين

كل العرب
نُشر: 01/12/13 15:20,  حُتلن: 15:33

أبرز ما جاء في البيان:

صائب عريقات: فاوضنا إسرائيل أكثر من عشرين عاما ولم نقايض حقا بحق ونحن عبيد لخدمة فلسطين

عبر الدكتور عريقات عن سعادته بزيارة الجامعة والتي إعتبرها بيتا من بيوته الأكاديمية المنتشرة في فلسطين وصرحا علميا يسعى للنهوض بالعملية التعليمية، وإيصال رسالة فلسطين العلم والثقافة والفكر والحضارة لأرجاء العالم

وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب اليوم الأحد بيان صادر عن الجامعة العربية الأمريكية، جاء فيه ما يلي: "قال كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات: "فاوضنا إسرائيل لأكثر من عشرين عاما ولم نقايض حقا بحق، وتمسكنا بثوابتنا، وكنا دائما عبيدا لفلسطين، وإن المفاوض الفلسطيني ليس صانع قرار بل هو جندي يقاتل من أجل تثبيت الحق، وإعادة فلسطين الى خارطة الجغرافيا بعد سنوات من شطبها، وأن ياسر عرفات الأب الروحي لي وللشعب الفلسطيني استشهد في سبيل الدفاع عن الثوابت الفلسطينية وصون الكرامة لأبناء فلسطين دون استثناء"، جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها لطلبة الجامعة العربية الأمريكية حول المفاوضات والاستراتيجيات المقبلة. وكان في إستقباله خلال زيارته، رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور محمود أبو مويس ونوابه ومساعديه، حيث رحب الاستاذ الدكتور أبو مويس بكبير المفاوضين، وأشاد بجهوده ووطنيته، وقدم له شرحا عن الجامعة وكلياتها وبرامجها الأكاديمية وخططها المستقبلية والحالية على صعيد الحداثة في التعليم والبنية التحتية والمشاريع البحثية، وأكد له أن طموح الجامعة يقترب من هدفها الأسمى والمتمثل في تخريج الطالب المفكر الباحث عن المعلومة، والمنتمي لقضية فلسطين، والقادر على خدمة شعبه وتحقيق متطلباته كل في إختصاصه".

وتابع البيان "ومن جانبه، عبر الدكتور عريقات عن سعادته بزيارة الجامعة والتي إعتبرها بيتا من بيوته الأكاديمية المنتشرة في فلسطين وصرحا علميا يسعى للنهوض بالعملية التعليمية، وإيصال رسالة فلسطين العلم والثقافة والفكر والحضارة لأرجاء العالم.
كما قام الدكتور عريقات ورئيس الجامعة الاستاذ الدكتور ابو مويس بتكريم الأسرى المفرج عنهم في الدفعتين السابقتين تقديرا لنضالاتهم الكبيرة وتضحياتهم من اجل فلسطين الأرض والإنسان. وخلال المحاضرة قال عريقات:"إن قضية الأسرى تتصدر المفاوضات الحالية مع إسرائيل، وان القيادة الفلسطينية قبلت العودة للمفاوضات شريطة إطلاق سراح 106 أسرى اعتقلوا ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو بتعهد من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مقابل إعطاء إسرائيل تسعة أشهر من المفاوضات وعدم التوجه للمحاكم الدولية، وان ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ان صفقة الأسرى كانت مقابل الاستمرار في بناء المستوطنات عار من الصحة، ووقاحة، وكذب سياسي"، مشيرا الى ان القيادة تعلم علم اليقين ان كرامة الإنسان الفلسطيني وحريته غالية، وان الدول التي تحترم شعوبها تقاتل وتشن الحروب من اجل استعادة أسير واحد.  وأكد ان إستراتيجية حكومة نتنياهو تقوم على ثلاثة عناصر تتمثل في تجريد السلطة الفلسطينية من سلطتها وجعلها دون مضمون، واستمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية دون دفع أي تكلفة، وإخراج قطاع غزة من الفضاء الفلسطيني. وبين ان السلطة الفلسطينية هي ثمرة كفاح الشعب الفلسطيني، ونتاج انعكاس للشهداء والجرحى والأسرى ولكل التضحيات، ويجب الحفاظ عليها كناقل من مرحلة الاحتلال الى الاستقلال، وان فلسطين والقدس لن تكون قربانا تقدم في المذابح والخلافات السياسية والمصالح والمؤامرات العربية والإقليمية والدولية".

إعادة فلسطين الى الخارطة 
وأردف البيان "وقال ايضا: "لن تقوم دولة فلسطينية دون قطاع غزة لأنه يمثل بعدا إستراتيجيا هاما للدولة الفلسطينية، وإن كل فصائل العمل الفلسطيني بما فيها حماس وفتح والجهاد وغيرها ولدت لهدف واحد وهو إعادة فلسطين الى الخارطة العالمية، وكل من لديه شك في ذلك ويعتبر أن تنظيمه أهم من فلسطين، نقول له أن فلسطين أغلى من الجميع وفوق كل الاعتبارات، وان فلسطين والقدس اهم من فتح وحماس". وأضاف عريقات "ان الدول عبيدة لمصالحها ويجب علينا كفلسطينيين ان نكون عبيدا لخدمة فلسطين، لان الحياة تقوم على منظومة مصالح يجب مراقبتها بدقة وإذا لم نستطع الحصول على مكاسب يجب علينا ان نوظف آليات الحد والتقليل من الأضرار، فنحن نعيش الان في زمن عربي متغير، وتغيراته حقيقية وجدية وخطيرة، وان ما يحدث في العالم العربي حتما سيخدم القضية الفلسطينية لان زمن أصحاب السلطة قد انتهى، وان الكلمة للشعوب التي لن ترضى إلا بعودة فلسطين لأنها جزء من هذه الأمة ونقطة ارتكازها الأولى".
وأضاف، "أننا كفلسطينيين توصلنا لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي وهو ما عرف "بالتوجهات الأوروبية" والذي سيبدأ العمل به في الاول من العام القادم، ويقضي باعتبار كل منتج إسرائيلي من المستوطنات هو غير شرعي، وسيمنع دخوله لأسواق 28 دولة أوروبية، كما حرمت الاتفاقات التجارية والبيئية والتعليمية والصحية والأكاديمية والرياضية مع المستوطنات"، وأشار الى انه في نهاية العام 2012 بلغت صادرات المستوطنات ل 28 سوق في الاتحاد الأوروبي 231 مليون يورو، وصادرات فلسطين لهذه الأسواق 12 مليون يورو، وان هذا الاتفاق من شأنه تجفيف مستنقع الاستيطان، وأكد ان القيادة الفلسطينية وجهت دعوة لأكثر من 87 دولة في العالم لها شركات في المستوطنات ان تطبق القانون الدولي في تعاملاتها مع المستوطنات.

علاقات دولية 
وقال عريقات خلال المحاضرة:"ان أصحاب الشعارات عبر التاريخ كانوا أصحاب التنازلات التي لا كرامة معها، ومن لا يتقن لغة المصالح في العلاقات الدولية يندثر وينتهي"، مشيرا الى انه بالأمس صوتت 165 دولة في العالم بحق تقرير المصير لدولة فلسطين التي لم تكن يوما من الأيام معززة ومؤيدة دوليا كما هي الان، ولم نكن اقرب لإعادة فلسطين الى الخارطة الدولية كما نحن اليوم.
وأضاف:"أننا لا ننتظر بمفاوضاتنا مع نتنياهو ان نصل الى استقلالنا وحق تقرير مصيرنا، بل نسعى وبكل إمكانياتنا لانتزاع حقوقنا كما فعلنا في 29/11/2012 عندما توجهنا للأمم المتحدة وصوت العالم لفلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كدولة غير عضو ومراقب في الأمم المتحدة، وان فلسطين بعد هذا التاريخ لن تكون كما كانت من قبله، وان لمفاوضاتنا مرجعية جديدة تتمثل بانسحاب إسرائيلي تدريجي من الأراضي المحتلة عام 1967 ونحن بواقع القانون الدولي أصبحنا مثل النرويج وبلجيكا وهولندا وفرنسا وكوريا والفيليبين إبان الحرب العالمية الثانية عندما كانت هذه الدول تحت الاحتلالين الألماني والياباني".
وقال عريقات:"أننا حوربنا عندما توجهنا للأمم المتحدة حيث انه وقبل يوم من التصويت على عضوية فلسطين تسلمنا رسالة من أمريكا التي تعتبر نفسها روما العظمى مفادها أننا بخطوتنا هذه نعرض مصالحها في العالم للخطر لكن بالرغم من هذا التهديد مضى الرئيس ابو مازن في خطوته مدعوما بإرادة شعبيه كبيرة، ونجحنا في نهاية المطاف".
وأوضح انه منذ بدء المفاوضات مع إسرائيل قبل أربعة أشهر استشهد 23 فلسطينيا قتلوا بدم بارد، وهدم 159 بيتا ومنشأة، وأقيمت 5992 وحدة استيطانية أي ما يعادل ثلاث مرات النمو الطبيعي في نيويورك وحدها، وطرحت العديد من القوانين العنصرية كتقسيم الأقصى، وقال:"ان كل هذه الممارسات أرادت بها إسرائيل ان توصل رسالة للمفاوض الفلسطيني بأن لا تأتي لتجلس معنا على الطاولة، وأنا لا استطيع أخلاقيا ولا زميلي الدكتور محمد اشتية ولا أي فلسطيني ان يحتمل هذه النمطية".

إستراتيجية فلسطينية 
واختتم البيان "وأوضح أن الأهم في الإستراتيجية الفلسطينية القادمة هو العمل على تحقيق المصالحة من خلال الاحتكام لإرادة الشعب في صناديق الاقتراع، مشيرا الى انه لا يوجد احد طالب حركة حماس منذ فوزها بالانتخابات التشريعية بتغيير أي بند في ميثاقها او مبادئها، وبين انه طالب رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية عند تشكيله للحكومة بعد فوز حماس في الانتخابات عام 2006 ان يكون رئيسا لوزراء الشعب الفلسطيني وليس رئيسا لوزراء حماس، لان من يأتي الى الحكم عليه ان يلتزم بما على بلاده من التزامات.
وخلال المحاضرة، وجهت العديد من الأسئلة للدكتور عريقات حول جدوى المفاوضات وشفافيتها، وطرق إدارتها، والإستراتيجية القادمة للقيادة الفلسطينية. وأجاب عريقات قائلا"ان بالحياة هناك مواقف مريحة ومواقف صحيحة وان الجميع يعلم حتى المعارضة الفلسطينية ان المفاوضات تقوم على مبدأ حل الدولتين، وان أي اتفاق يتم التوصل له سيقدم لاستفتاء شعبي من اجل إقراره، وانه عبر التاريخ هناك أناس حاربوا وهزموا، وان من يريد النصر في الصراع، عليه ان يجد لشعبه مقومات هذا النصر وموطئ قدم في وطن"، وأضاف، "وظيفتي ان اخلق لهذا الشعب دولة، والنضال الفلسطيني لن يتوقف عندي وسيستمر بعدي، وأنا كمفاوض افتخر أنني لا أقوم بالعمل المريح وإنما أقوم بالعمل الصحيح". وختم حديثه قائلا:"لا معنى لان تكون فلسطين إذا ما كانت القدس الشرقية عاصمة لها، وان الطريق طويل وصعب لتوفير امن واقتصاد فلسطيني في ظل احتلال إسرائيلي، وان السكوت عن الفساد خيانة عظمى، وسنكون أوفياء لدماء الشهداء والجرحى وعذابات الأسرى، وان الاحتلال الذي يوصف بأعلى مراتب الإرهاب في الدنيا الى زوال" " الى هنا نص البيان.

مقالات متعلقة