الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 05:02

صلاة من أجل بلدتي/ بقلم: معين أبو عبيد

كل العرب
نُشر: 29/11/13 14:04,  حُتلن: 14:53

معين أبو عبيد  في مقاله:

يؤلمني أنّ مدينتي شرعت في انحرافها نحو الهاوية وسقوطها - لا قدّر الله- نتيجة تردّي وضعها الّذي بات يُقلق يومًا بعد يوم وهبّ أهلها يبحثون عن سُبل إعادة كرامتها ومجدها ومكانتها المرموقة

ما تشهده الحلبة السّياسيّة في بلدتنا وانجرار البعض نحو تحقيق وكسب مآرب شخصيّة بحتة ناسين أو متناسين خدمة المجتمع ومصلحته ورفعة بلدتهم، من شأنه أن يحوِّل – للأسف - ربيعها إلى خريف

تدهشني كثيرًا حكاية مدينتي ومشاعر اهلها الذين يراهنون وبكل ايمان بأن الستار ستُسدل على هذا المشهد المُقلق والمُمل لننعم ببزوغ فجرٍ جديد يبشر بالتفاؤل

كما يُؤلمني ويَخِزُ واحات صدري تساقط أوراق الأشجار المتناثرة على الطّرقات والمفارق لتتّخذ الزّوايا مأوًى لها، يؤلمني وضعُ مدينتي شفاعمرو المنعزلة، هذه المدينة الغنيّة عن التّعريف، العريقة ذات التّاريخ الحافل، أيّام كانت تاج الأحرار والشّرفاء مصدر الأمن والأمان، الفخر والاعتزاز، منبع الشّهامة والإخلاص، مثالا وقدوة للتّعايش الأخويّ.

نعم، يؤلمني أنّ مدينتي شرعت في انحرافها نحو الهاوية وسقوطها - لا قدّر الله- نتيجة تردّي وضعها الّذي بات يُقلق يومًا بعد يوم، وهبّ أهلها يبحثون عن سُبل إعادة كرامتها ومجدها ومكانتها المرموقة، وعن القلوب الكبيرة المُحبّة المُخلصة ذات العزيمة والانتماء، لتعمل على توحيد الصّفوف، وجمع الكلمة واتّخاذ القرارات الحكيمة من أجل التّواصل والوصول بها إلى برِّ الأمن والأمان؛ ليزول ظلامها الدّامس، وتنقشع غيومها المتلبِّدة، ويتبدّد دخانها الأسود الخانق الّذي يعكِّر صفو سمائها هذه الأيّام، إذ تشهد توتّرًا حذرًا مشحونًا بالاستياء والتّذمّر.

الحلبة السّياسيّة
إنّ ما تشهده الحلبة السّياسيّة في بلدتنا، وانجرار البعض نحو تحقيق وكسب مآرب شخصيّة بحتة، ناسين أو متناسين خدمة المجتمع ومصلحته ورفعة بلدتهم، من شأنه أن يحوِّل – للأسف - ربيعها إلى خريف، وقد يطول حنينها لعودة ربيعها علّه يبشِّرنا بحياة رغيدة، خالية من الشّوائب والغبار، فيدبّ في نفوسنا الأمل تطلّعًا لحياة أفضل وأرقى، ونمسح دموعها السّخيّة قبل أن يصبح جرحها نازفا لا يلتئم فيزيد من اللّوعة والانشقاق، ونعتاده ليغدو روتينا، فتصير حالنا أشبه بشاعر متشرِّد يعاني الوحدة والعزلة، ينتظر شراع الشّاطئ المهجور بترقّب وبرفق، يحاول كتابة قصّة تقصّ حكاية مسقط رأسه على الرّمال، لكنّ عمليّة المدِّ والجزر تُفشل محاولاته المتكرِّرة، وتمحو كلماته المبعثرة. تخونه ذاكرته، تتسارع دقّات قلبه وأنفاسه، يُناجي ويُنادي... يستعيد قواه مجدَّدًا، بينما أشعّة الشّمس الذهبيّة تُلقي خيوطها السّحريّة فوق أعالي الأشجار الباسقة المتأرجحة في فضائها، يتلو صلاة مصيريّة، يتضرّع للعليّ القدير أن يَلأم جرحَها العميق، ويُلهم اللاعبين المتلاعبين دعم إحراز وتحقيق الهدف. نعم، تدهشني كثيرًا حكاية مدينتي ومشاعر اهلها الذين يراهنون وبكل ايمان، بأن الستار ستُسدل على هذا المشهد المُقلق والمُمل لننعم ببزوغ فجرٍ جديد يبشر بالتفاؤل.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة