الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 17 / مايو 11:02

قادتنا/ بقلم: جريس خوري

كل العرب
نُشر: 28/11/13 15:17,  حُتلن: 15:59

جريس خوري في مقالته:

القانون الإسرائيلي لا يحدد مدة خدمة عضو الكنيست أو رئيس السلطة المحلية ولكن على الكتل البرلمانية العربية الثلاث أن تحدد ذلك لمصلحتها ولتجدد قواها وتقوية كتلتها

لنبحث هذه النقطة في ما جرى في كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة لكونها الكتلة البرلمانية الأولى (والوحيدة) التي تمثل تطلعات مجتمعنا العربىّ وكانت ممثلة من الكنيست الأولى

لاحظت في الحملات الانتخابية البرلمانية والمحلية أن الكتل المتنافسة تهاجم بعضها البعض بصورة فظة ولا تعود بالفائدة على صاحبها بدل أن تركز على حسن وصحة برنامجها الانتخابي 

لفت انتباهي ما يقوم به جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق الذي منذ مغادرته للبيت الأبيض عام 1981 بعد دورة واحدة في الرئاسة مدتها أربع سنوات فقط!!! قد تفرغ للمشاركة في السياسات الدولية وقد منح جائزة نوبل للسلام عام 2002 لدأبه في التوصل لحلول في الصراعات الدولية وازدهار الديمقراطية في شتى بقاع العالم واحترام حقوق الإنسان. وقد جاء إلى غزة وأخيرا إلى مصر لمراقبة سير الانتخابات فيها فقلت لنفسي ألا يجب أن نتعلم منه ونحن في أمس الحاجة لذلك.

 أين قادتنا من ذلك!
أقصد بذلك أعضاء الكنيست العرب ورؤساء السلطات المحلية ونوابهم وغيرهم من الذين تقلدوا مناصب قيادية مهمة وعالية. وهذه بعض الملاحظات في هذا الخيار.

 مدة الخدمة
إن القانون الإسرائيلي لا يحدد مدة خدمة عضو الكنيست أو رئيس السلطة المحلية، ولكن على الكتل البرلمانية العربية الثلاث أن تحدد ذلك لمصلحتها ولتجدد قواها وتقوية كتلتها. لنبحث هذه النقطة في ما جرى في كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة لكونها الكتلة البرلمانية الأولى (والوحيدة) التي تمثل تطلعات مجتمعنا العربي وكانت ممثلة من الكنيست الأولى. ففيها طالت مدة خدمة الأعضاء بشكل ملحوظ وغير مقبول بتاتا، وما تراجع قوتها في الكنيست وفي الانتخابات الأخيرة للسلطات المحلية إلا أحد اسقاطات هذا الخطأ. فمثلا كانت مدة عمل النائب ماير فلنر في الكنيست 42 سنة! توفيق طوبي 41 سنة، صموئيل ميكونيس 30 سنة، توفيق زياد 24 سنة في الكنيست و19 سنة رئيسا لبلدية الناصرة أيضا!!! أنظروا ما حدث أخيرا في الناصرة عندما قرر رامز جرايسي عدم الترشح للرئاسة كيف ضغط عليه وكانت هذه النهاية التي لا يستحقها بتاتا! ألا يكفي الواحد منهم دورتان أوثلاث دورات وفسح المجال لآخرين غيرهم؟

 لو فسح الواحد منهم المجال لغيره وخرج بتقاعد براتب محترم يكفيه العيش باحترام وتوجه للعمل والعطاء في المجال الاجتماعي وإسداء النصح الصادق حيث يلزم في بلداتنا العربية، ومجال العمل كبير جدا بسبب وضعنا مع سياسة التمييز الصارخة ضدنا لعاد بالفائدة على مجتمعنا العربي. هذا، إضافة لعمله في مجاله الحزبي لتوسيع صفوف الحزب وتعميق الانتماء إليه، ورفع مكانة الحزب لزيادة تمثيله في الكنيست وفي السلطات المحلية أيضا.

العمل بعد الخدمة
لقد خرج كثيرون من قيادتنا الجماهيرية للتقاعد المبكر براتب كبير يكفيهم العيش باحترام إذا ما قورن بغيرهم الذي خدم سنين طويلة. ولكنهم للأسف لم يتوجهوا (كما فعل جيمي كارتر الذي منه استلهمت مقالي هذا) للعطاء لمجتمعنا الذي هو في أمس الحاجة لذلك. والأغرب من ذلك أن بعضهم عاد وتنافس على رئاسة السلطات  المحلية بدل أن يترك المجال لغيره! كما فعل نواف مصالحة وواصل طه اللذان أكن لهما الاحترام الشديد على عملهما السابق، وعدم نجاحهما ما هو إلا دلالة على أن خطوتهما غير صحيحة. وأرجو منهما بعد هذه الملاحظة أن يتوجها للعطاء التطوعي لمجتمعنا، لا بل تأسيس رابطة ويجندون إليها القادة الجماهريين المتقاعدين الذين حصلوا على تقاعد كبير مقابل سنين قليلة من الخدمة. وكم نحن بحاجة إلى  قادة قدوة لمجتمعنا الذي ارتفعت فيه نسبة المتعلمين والأكاديميين بشكل كبير جدا، والذي بإمكانه الآن التوجه نحو التنمية الاقتصادية الضرورية لحل مشاكلنا ورفع مستوى معيشتنا. لقد حان الوقت لقيادة جديدة تعمل انطلاقا من منطلقات فكرية أوسع وأكثر حداثة وأكثر ملامسة لواقع عرب الداخل.

الاستفادة والتعلم من غيرنا
قبل مدة وجيزة قدم سكرتير الهستدروت عوفر عيني استقالته من عمله بعد دورتين فقط (8 أعوام) من العمل لأنه كما قال لم يعد يعطي مئة بالمئة كما كان يعطي قبلا!! هل كان هذا يحدث مع مسؤول عربي؟ وكذلك تم الآن انتخاب رئيس حزب العمل الذي يجري كل سنتين! بينما تم انتخاب الأمين للحزب الشيوعي الإسرائيلي وهو محمد نفاع سنة 2007 ولا يزال وقد رأينا نتيجة ذلك في الانتخابات الأخيرة!!!

توجيه الاتهام لبعضنا البعض!
لاحظت في الحملات الانتخابية البرلمانية والمحلية أن الكتل المتنافسة تهاجم بعضها البعض بصورة فظة ولا تعود بالفائدة على صاحبها بدل أن تركز على حسن وصحة برنامجها الانتخابي ولهذا رأينا أن الكتل البرلمانية لم ترفع تمثيلها في الكنيست ولم تقنع مئات الآلاف من المواطنين بالتصويت (أكثر من 300 ألف صوت!!). وكل هذا يوجه إصبع الاتهام للكتل نفسها لعدم توجهها الصحيح للناخب وإقناعه بالتصويت، وأعتقد لا بل أجزم أن كثيرين صوتوا للكتل البرلمانية العربية لعدم وجود مجال آخر!!! حان الوقت للعمل بطريقة أنجع. وعلى ذوي الخبرة وضع خطة عمل سليمة للعمل بها. وعلى قيادتنا أن تكون منفتحة وتلجأ لاستشارة المختصين وتغيير طريقة العمل لنصل إلى نتائج ومكتسبات أفضل وأحسن.

* أبو سنان

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة