الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 13:02

لا حرب ولا سلام../ د. جمال زحالقة


نُشر: 27/04/08 17:17

بعد أسابيع من التوتر العسكري، ومن قرع طبول الحرب، وبعد سلسلة من المناورات والتهديدات العسكرية والحديث عن خطر المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، قفزت إلى العناوين الرئيسية أخبار مؤكدة عن إمكانية تجديد المفاوضات على المسار السوري، وعن تسوية وسلام في الأفق. وكما أن التهديد الإسرائيلي بالحرب والمواجهة لم يكن جديا، فإن الكلام عن السلام لا يعبر عن تحول جدي في إسرائيل.
عندما قرعت إسرائيل، قبل حوالي الشهر، طبول الحرب وسخنت الأوضاع على حدودها الشمالية، لم تكن تعني المواجهة العسكرية بل العكس، هي كانت متخوفة من إمكانية الصدام وحاولت القيام بتحركات للردع ولمنع التدهور نحو حرب محتملة قد تنتج عن رد حزب الله على اغتيال مغنية، وما قد يتبعه من تصعيد.
لم تكن التهديدات الإسرائيلية تعبيرا عن رغبة في شن الحرب، بل عن خوف منها. هذا لا يعني أن إسرائيل قد تخلت عن خيار جولة عسكرية ثانية، لكنها ببساطة تعتقد أنها غير جاهزة لها الآن، وهي تخشى أن تجر إليها جرا.
نقطة الضعف الأهم في الميزان العسكري الإسرائيلي هي عدم توفر أسلحة فعالة مضادة للصواريخ، وكل حرب قادمة ستعرض العمق الإسرائيلي للقصف الصاروخي أكثر بكثير مما كان الحال عليه في الحرب الثانية على لبنان. لقد أقرت الحكومة الإسرائيلية رصد ميزانيات هائلة لتجهيز الجيش للحروب القادمة، ولكن هذا التجهيز يحتاج إلى وقت، خاصة في كل ما يتعلق بتطوير نظام "القبة الحديدية" المضاد للصواريخ.
كما أن إسرائيل غير جاهزة للحرب، فهي غير ناضجة للتسوية والسلام أيضا. كل من تتبع ما جرى على المسار السوري الإسرائيلي، يعرف ان كل رؤساء وزراء إسرائيل خلال العقدين الأخيرين، سوى شارون، بعثوا برسائل إلى القيادة السورية عبروا فيها عن استعدادهم للانسحاب من الجولان مقابل السلام، والنتيجة الفعلية هي لا انسحاب ولا سلام.
لقد وصلت المفاوضات السورية الإسرائيلية ذروتها في العام 2000، وعلى ذمة مستشاري باراك في ذلك الحين كان الاتفاق شبه جاهز، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تراجع في اللحظة الأخيرة خوفا من موقف الرأي العام الإسرائيلي وخوفا على نفسه منه. سبقه إلى إبداء الاستعداد للانسحاب من الجولان كل من رابين وبيرس وحتى نتنياهو، كما صرح مستشاره السابق هذا الأسبوع. كل الحكومات الإسرائيلية كانت تعرف ما هي مواقف ومطالب سوريا، إلا ان القيادة الاسرئيلية، ولأسباب مختلفة، عجزت عن حسم موقفها والسير بجدية نحو تسوية.
رغم الرسالة التي حملها رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرط، إلى الرئيس بشار الأسد، عبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، والتي جاء فيها أن إسرائيل مستعدة للانسحاب الكامل من الجولان في مقابل اتفاقية سلام، إلا أن اتجاه الريح السياسية لا يدل على أن هناك فرصة لعملية سلمية جدية تودي الى اتفاقية وانسحاب. فالتوازنات السياسية الداخلية لا تعطي اولمرط حرية الحركة بهذا التوجه، والولايات المتحدة غير داعمة، والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية تفضل تأجيل قرار السلم والحرب لعدة سنوات ريثما تستطيع إسرائيل أن تبني توازنا عسكريا جديداً، خاصة في كل ما يتعلق بحرب الصواريخ. فحتى التسوية السياسية، بالمنظار الإسرائيلي، يجب ان تعتمد على تفوق إسرائيلي مطلق.

لا تختلف الرسالة الإسرائيلية الأخيرة عن سابقاتها. الجديد هو ان الرسائل تجددت بعد سنوات من الانقطاع المدعوم أمريكيا. والجديد أيضا، هو أن سوريا قررت تغيير قواعد اللعبة وأعلنت على الملأ ان هناك رسالة إسرائيلية واضحة، وأكدت أنها لا ترضى بالمفاوضات السرية. هذا التحرك السوري يضع الموقف الإسرائيلي على المحك وفي الامتحان. حتى الآن لم يصدر رد إسرائيلي رسمي، وايهود اولمرط المتواجد في عطلة في هضبة الجولان بالذات، لم يؤكد ولم ينف خبر الرسالة ولم يفصح عن نواياه. ولكن وبعد أن وضعت سوريا الأوراق على الطاولة، وكسبت نقاطا كثيرة، فهي قذفت بالكرة إلى الملعب الإسرائيلي مما يشكل ضغطاً على إسرائيل للكشف عن أوراقها وحقيقة موقفها. ولكن حتى لو أبدت إسرائيل استعداداً للتفاوض وحتى لو حصل كلام، فهذا لا يعني بالضرورة السلام. الأرجح أن إسرائيل ستمضي في نهج إدارة الصراع ولا تبحث عن حل حقيقي. لا التهديد بالحرب يعني الحرب ولا التبشير بالسلام يعني السلام.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.74
USD
4.03
EUR
4.70
GBP
239019.50
BTC
0.52
CNY