ليلة شتاء غريبه خرساء ،
تسيل منها قطرات المطر تائهة مجنونه كالبلهاء
كطفلة لا تتكلم ولا تعبر الا بالبكاء ،
كمولودة جديده جاءت لحياة الغرباء ..
انه بكاء السماء على اطفال يتمتهن السماء بلا استأذان ،
على مساجينٍ ظلموا دون استعوان ،
على ارضٍ بدأ ابعاد الشر منها بعد فوات الاوان ،
على اخٍ باع أخيه في سنين حرمان ،
على صاحبٍ غدر بصديق عمره بكل اعتنان ،
على حبيبٍ خان حبيبة دربه العمران ،
على عشيقةٍ خانت زوجها الهربان ،
على غالٍ اخذه منا العمر الخوان ،
على واقع اليم بأسم قضاء وقدر العالمان ..
يشبهنا كثيرا هذا الملقب بالشتاء
فرغم ألمه يحمل الخير بكبرياء
فهو ينزل ليسقي النبته العذباء
ليروي عطش اطفال فقراء ،
ليملأ البحار والانهار الزرقاء
وليجري في طرق ووديان الاحياء ..
يحمل نور سيضيء عتمة هذا المساء
لقبول عربي فاز العمل بأمتياز في مجال الأطباء ،
لأستقبال طبيب عاد من بعد عناء سنين الغربه لبلاد العظماء ،
لأيجاد طريق لتائه غدر به الزمان غدرة نكراء ،
لسجين طرق الباب بعد غياب في سجون عذاب السفهاء ،
لقلب نبض بالحياة بعد ايام سوداء
وظهور حبيب فاض بحبيبته الشوق الكئيب بغباء ..
نعم انه الشتاء يأتي كأنه غاليا غادر عنا ليعود
ويخبرنا ان الغالي لا بد ان يعود مهما مر من الزمن المنشود ،
يعود ليحيينا من جديد ليعلمنا الاشواق بدرب العهود ،
ليحملنا امل وقوه وحلم يتحقق من بعد ذبول الورود ..
يغادر الشتاء الا انه لم ولن يأبى الرحيل بكل برود ،
فيحيا من بعده الربيع والصيف والخريف ليزرع الامل بأنه ذات يوم سيعود ..
فأجعلوا املكم كأمل مياه الشتاء
وقلبكم ينبض بأبتسامه كرعد وبرق السماء ،
فهكذا هي احلامكم لربما في يوم غير معهود ستجد طريق وتعود لتتحقق بكل شموخ وصمود ..
فأنا اعدكم بأن بعد كل عناء وضيق هناك فرج سينير طريق ..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net