الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 12:02

الاستيطان سرطان يقضم امكانية السلام بين العرب واسرائيل/ بقلم: عزّت فرح

كل العرب
نُشر: 22/11/13 15:11,  حُتلن: 09:25

عزّت فرح :

الضعف العربي حيال القضية المحرقة للشعب الفلسطيني وهو نابع عن انشغال العرب في الربيع العربي وتحليل هذا الوضع مما اتاح لحكومة اسرائيل لاستغلال هذا الانشغال من اجل رفع وتيرة الاستيطان وفي القدس خاصة وبناء ابراج استيطانية في الاراضي المحتلة في القدس

لا بد من كلمة مختصرة قبل البدء بالموضوع، إن سياسات الحكومات المتعاقبة في اسرائيل نهجت على نهش الأرض العربية بوسائل جهنمية شتى، وخاصة الحكومة اليمينية الحالية المتطرفة التي تساعدها الولايات المتحدة بكل أطيافها ويتسابق زعماؤها بل يتباهون في النفاق لإسرائيل والتغني بالتسابق لخطب ود اللوبي الصهيوني، وضعف العرب كدول في التصدي لسياسة اسرائيل التوسعية مما جعل المؤسسة الصهيونية تسرح وتمرح في هذا المجال كما في مجالات أخرى عديدة.
المياه وأهميتها في الشرق الأوسط العربي الشحيح  أصلا بهذه المادة المهمة للحياة، حيث إن الأمن المائي يشكل رديفا للأمن الغذائي، بعد العدوان الإسرائيلي على الدول العربية الأردن وسوريا ولبنان سيطرت إسرائيل على مصادر المياه في نهر الأردن، وأصرت أن يكون لها حصة في مياه اليرموك ومنعت بذلك قيام سد الوحدة بين سوريا والأردن.
الى ذلك لم تكتف اسرائيل بل حرضت، بل أن أيادي إسرائيل الخفية بدت واضحة في تحريك الأقطار غير العربية التي تشكل الاحباس العليا للأنهار الكبرى في الوطن العربي لضرورة إستغلال موارد هذه الأنهار بشكل أكبر دون أدنى إعتبار لمصالح الدول الواقعة في الاحباس الدنيا، وهذا ما حصل مع تركيا بالنسبة للعراق وسوريا كما يبدو يحدث في اثيوبيا بالنسبة لمصر والسودان.

أستمرار حالة الصمت العربي
لقد جاء رد فعل الدول العربية متاْخرا كما أوضحت الدكتورة زها بسطامي الاستاذة في مركز الدراسات الشرق أوسطية في جامعة هارفرد كما ورد في جريدة الحياة 8 اكتوبر 1991 وبنفس العدد من نقس الصحيفة ما ورد في مقالة للدكتور محمود رياض مفادهما: يحلو لمؤسسات الدراسات الأمريكية أن تقول أن الصراع على المياه لم تعرفه المنطقة إلا بعد قيام دولة اسرائيل وعدوانها على دول الشرق الأوسط العربي. وأروع ما كتب في هذا المجال ما كتبه واعده الكتور عبدالله الدروبي مدير إدارة الموارد المائية بعنوان: المياه في الإستراتيجية الاسرائيلية واّليات ووسائل تحقيقها. والان عود على بدء، أن الإنحطاط الحضاري العربي اليوم يعكس حالة العجز والتشرذم، يتجسد في المستوى الأخلاقي الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية في المجالين العربي والدولي بعد سلسلة من مراحل التفريط في الحقوق الثابتة عبر المفاوضات التي اصبحت وقودا لنار الانشقاق العربي الفلسطيني، كما يبدو اليوم عجز العرب مخجلا لعدم القدرة على معالجة الأزمات المختلفة في الحياة العربية وإستمرار حالة الصمت العربي. إن التساؤلات والإنتقادات ومكاشفة مجتمعاتنا العربية بحقائق الواقع المعاصر تعد أدوات منهجية هامة لمعالجة تحديات الواقع العربي.

القلق على مستقبل العلاقات السلمية
لا شك أن أسباب مضاعفة الإستيطان بوتيرة جنونية تدعو الى القلق على مستقبل العلاقات السلمية بين اسرائيل من ناحية والفلسطينيين من ناحية أخرى تعود الى:
السياسة المجنونة للحكومة الاسرائيلية المتطرفة في اسرائيل اليوم وإنضمام اليمين المتطرف لهذه الحكومة يقوي الجناح اليميني الذي يهدف الى إعلان الحرب على إيران وسوريا وكل الخط الذي تمثلانه.
الضعف العربي حيال القضية المحرقة للشعب الفلسطيني وهو نابع عن إنشغال العرب في الربيع العربي وتحليل هذا الوضع مما اتاح لحكومة اسرائيل لإستغلال هذا الإنشغال من أجل رفع وتيرة الإستيطان وفي القدس خاصة، وبناء أبراج إستيطانية في الأراضي المحتلة في القدس.
إنقسام الفلسطينيين في الأراضي المحتلة إنقسامهم المجلجل بل المخجل وعدم قدرتهم على الإتحاد وتناسي الخصام في خضم المصائب التي تحيق بهم من جراء هذه الجراْة الإسرائيلية الشرسة بأنيابها الإستيطانية المتهالكة.
واما العالم والولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص تقف للعرب بالمرصاد وتعاملهم كأطفال ترمي لهم بالفتات فما يلبثون في التملق والتاْتاْة في قضية دعم اسرائيل وقهر العرب في قضيتهم الكبرى.

إستفاقة الأمة العربية
اما المحور الاخير فهو عجز الامم المتحدة التي تسيطر عليها امريكا قبح الله اسمها ورسمها بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى.
ان تصريحات نتانياهو قابلة للتاْويلات المتناقضة اما نائبه يعلون فقد اكد ان اسرائيل لن تنسحب على حد قوله من ميليمتر واحد من الاراضي المحتلة والسبب في هذا التغول الاسرائيلي هو ما قلناه سابقا في العجز العربي المعيب.
خلال الاعوام الثلاثة السابقة تم استصدار قوانين عديدة هدفها الاخلال بالواقع الديموغرافي لصالح اليهود في المدينة المقدسة ولقد كان قانون تهويد التعليم وقانون الغائبين من اخطر هذه القوانين وفي ضواحي القدس توجد 26 مستوطنة وربما زاد العدد في خضم اعداد المقال اي بما يزيد عن 185 الف مستوطن.
وماذا نقول في النهاية يحدونا الامل لا الوهم بان تستفيق الامة العربية على هذا الواقع المرير ونصحو ان شاء الله على واقع متغير للافضل.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة