*يحتضنك هذا البيت الدافئ بعزة وإجلال .هذا البيت الذي ربت على أكتاف العديد مشجعا معترفا بدورهم الحضاري والوطني . أيقظ الذاكرة الجماعية لشعب سعى العديد لمحو مقوماته، فاستعدنا ملامح الماضي وشرعنا معك ومع أمثالك من أبناء شعبنا البررة في بناء المستقبل مسخرين حاضرنا الذي تتلاطم فيه الأمواج من تيارات عديدة.
كرم هذا البيت كبار قادة شعبنا وابرز دورهم الريادي . نشر المعرفة في حقبة تقنا فيها للحرف والكلمة . تحمل المسؤوليات الجسام ودفع ثمن الريادة . لم تثنه مكائد المتربصين بل بقي شامخا كأسوار هذا البلد الذي يسخر من كل من يحاول أن يفت في عضده، ونقش على واجهته شعارنا القديم الجديد: يا خوف عكا من هدير البحر.
مؤسسة الأسوار تحملت وصمدت وبددت بصمودها غيوم التآمر والقتامة، ولم تثنها مكائد المتربصين، ولم يبهرها بريق، بل التزمت وأنجبت لنا جميعا إطارًا وطنيا نقيا ولا تشوبه شائبة، ألا وهو مركز ثقافة الطفل بإدارة السيدة حنان حجازي زوجة مدير مؤسسة الأسوار الكاتب يعقوب حجازي .
يعمل مركز ثقافة الطفل جاهدا ويحصد نجاحا تلو الآخر. يسهر على ما يقدم لأطفالنا من قيم ومهارات. يقيم في كل عام مهرجانا لأدب الأطفال. يعمل المركز على تجنيد فرسان أشاوس أمثال نادر أبو تامر ليقدموا النهج الحضاري والإنساني لأطفالنا. إنتاجك الأدبي هو درع يقي أطفالنا من غث تجار أدب الأطفال.

لا أعرف إن كنت قادرا ومؤهلا كي أقدمك لهذه الكوكبة الراقية من أبناء شعبنا الذين توافدوا من الجنوب والشمال. لأنك اكبر من أن تكرم في أمسية.. لا أعرف عن أي نادر أتكلم .هل أتكلم عن نادر المصمم الغرافي البارع الذي تنافست على خدمته لها دور النشر؟ أم أتكلم عن نادر أبو تامر المترجم الفوري، الذي ترجم في مؤتمرات عديدة في الداخل والخارج، وفي شتى المواضيع: الأدبية والعلمية والسياسية. ترجم من وإلى العربية والعبرية فأجاد وأبدع. إن كل موضوع من هذه المواضيع يحتاج إلى مترجم فوري تخصص وبارع وممارس. هل أتكلم عن نادر أبو تامر سكرتير صحيفة "جسر" المقدسية الصادرة بالعربية والعبرية؟
هل أتكلم عن نادر أبو تامر الناقد والباحث في الأدب واللغة، والذي له كم وافر من المقالات في مجلاتنا المحلية. تعبت من تعداد مناقبك، ولكنني لن أبخل بإيفائك بعض حقك.
كيف لا أشير إلى نادر الأديب والشاعر. كتبت للكبير والصغير من القصص، ولكنك حبوت صغارنا بجل إنتاجك لأنك رأيت بأطفالنا غدا يستحق السهر .هل يعرف الناس أنك شاعر رغما عن إقلالك ؟ يكفيك فخرا واعتزازا ما كتبت تكريما للأم في عيدها. كلما قرأت
تلك القصيدة ذرفت دمعة وانفرجت شفتاي عن ابتسامة فرح لولادة شاعر كبير. كيف أغض الطرف عن عملك في الإذاعة، وعن برامجك الراقية والشيقة. أجبرتنا برامجك الممتعة والراقية على الإصغاء للإذاعة، فأنت الذي عمل "صلحة" بيننا وبينها.
لا أنكر أنني لم أتمكن من ذكر نشاطات حضارية عديدة تمارسها من محاضرات وندوات، لكنك نجحت في أن تشدني وتعود بي إلى عصرنا الذهبي، عندما كنا نضيء العالم بشمس حضارتنا. إلى أيام الجاحظ وابن عبد ربه وسواهم من أدباء الموسوع. أنت يا نادر بتنوع اختصاصاتك وبإتقانك لها، تنتمي إلى تلك الفئة مع انك ما زلت في مقتبل العمر. هنيئا لنا بك يا نادر أبو تامر وبأدب الموسوع الذي يعتز بك، فأنت رائد هذا النوع في عصرنا.
إنني أغوص في قصصك للأطفال يا نادر أبو تامر التي تجاوز عددها الثلاثين، لكنني بعدما تعمقت في أسلوبها ومضمونها رأيت بأي لغة سهلة، نقية وشيقة تنقل القيم الحياتية الراقية والإنسانية إلى أطفالنا فلذات أكبادنا.
هنيئا لشعبنا بك، وهنيئا لك بهذه القدرات وبهذه التألقات .