الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 01:01

شفاعمرو عاصمة الثقافة العربية: هل يمكن؟/بقلم:زياد شليوط

كل العرب
نُشر: 21/11/13 22:26,  حُتلن: 08:10

زياد شليوط في مقاله: 

من المؤسف أن الأعمال الثقافية التي نفذت من قبل البلدية لم ترتق إلى مستوى تحويلها لعاصمة ثقافية

العاصمة تعني المركز والبؤرة والعنوان فهل شكلت شفاعمرو حالة كهذه في السنوات الخمس المنصرمة؟ لا يمكن لأي إنسان عاقل أن يدعي ذلك وإلا يعتبر ذلك من باب المبالغة

المركز الثقافي لم يأت بالجديد ولم يحدث طفرة في العمل الثقافي وجل ما قام به يقوم به أي مركز ثقافي عادي بل مركز ثقافي لحي معين وليس لمدينة كاملة شاملة واسعة

سمعت أكثر من مرة رئيس بلدية شفاعمرو السابق ناهض خازم يردد أن شفاعمرو تحولت الى عاصمة للثقافة في عهد رئاسته، كما إستخدم هذا الشعار في دعايته الإنتخابية، فالى أي مدى كان ذلك القول صائبا ويقارب الحقيقة؟ عندما كنت أسمع تلك التصريحات من رئيس البلدية السابق كنت أستغرب وأنظر حوالي وأتساءل أين هي عاصمة الثقافة؟ وهل تبني عمل ثقافي أو إستضافة يوم دراسي يمكن أن يجعل شفاعمرو عاصمة للثقافة العربية؟ وهل إقامة فعالية أو أمسية يحول المدينة الى عاصمة؟ اذن ماذا نقول عن الناصرة؟ بل ماذا مع حيفا وهي المدينة المزدوجة وقد شهدت أعمالا ثقافية كبيرة ومنوعة، تؤهلها لأن تكون عاصمة للثقافة العربية مع أنها ليست مدينة عربية؟

إطلاق الشعارات 
قبل أن نطلق الشعارات علينا أن نفكر ونمحص عن مدلولاتها ومعناها؟ فالعاصمة تعني المركز والبؤرة والعنوان، فهل شكلت شفاعمرو حالة كهذه في السنوات الخمس المنصرمة؟ لا يمكن لأي إنسان عاقل أن يدعي ذلك وإلا يعتبر ذلك من باب المبالغة. لا أنكر أن رئيس البلدية السابق حاول العمل وإجتهد وشجع، لكن هل كان التنفيذ بحجم النية وجاء بمستوى الرغبة؟ وهل كانت له رؤية واضحة للعمل الثقافي؟ من المؤسف أن الأعمال الثقافية التي نفذت من قبل البلدية لم ترتق إلى مستوى تحويلها لعاصمة ثقافية.

المركز الثقافي 
وأقدم في الجزء الأول من مقالي هذا نموذجين على أن أتبعهما بنماذج أخرى في الجزء الثاني. المركز الثقافي: في النشرة الإنتخابية الصادرة في ايلول 2013 عن رئيس البلدية السابق، وتحت عنوان "شفاعمرو عاصمة ثقافية" ورد ما يلي: " خلال السنوات الأربع تحولت دار الثقافة والفنون الى مقر حافل بالنشاطات الثقافية والتربوية المختلفة على مدار السنة". وعلى هذا الكلام تنطبق مقولة "من فمك أدينك"، فالرئيس وأعوانه أو من حرر له تلك النشرة يناقض نفسه، فهو يعتبر "شفاعمرو عاصمة ثقافية" من ناحية! ومن ناحية أخرى يفاخر بأن المركز الثقافي تحول الى "مقر" للنشاطات، فهل وجود مقر كهذا يحول شفاعمرو الى عاصمة ثقافية، أليس هذا استهبالا للمواطنين ولوعيهم الثقافي؟ أن يكون المركز الثقافي مقرا للنشاطات فهذا ليس مدعاة للتفاخر والتبجح، فأقل ما يتوجب على أي مركز ثقافي أن يكون "مقرا" للنشاطات وإلا فما حاجتنا إلى مركز ثقافي؟

ندوات ثقافية 
وبالنسبة لتحويل اسم المركز الثقافي إلى "دار"، لم نفهم من أقر ذلك التعديل وكيف تم ذلك دون العودة الى المجلس البلدي والحصول على موافقته؟ الا يعتبر ذلك إستهتارا بالهيئة الأولى المسؤولة عن البلد واتخاذ القرارات بشأنه؟ وماذا كان الهدف من ذلك وماذا يعني؟ أسئلة كنت قد طرحتها في حينه ولم أتلق إجابات عنها، وهكذا فان من يتجاهل الاخرين لا عجب أن يتجاهله الآخرون.
إن المركز الثقافي لم يأت بالجديد ولم يحدث طفرة في العمل الثقافي وجل ما قام به يقوم به أي مركز ثقافي عادي، بل مركز ثقافي لحي معين وليس لمدينة كاملة شاملة واسعة. فهل استطاع المركز الثقافي تغطية جميع أحياء المدينة بنشاطاته وهل وصل لمعظم سكان المدينة وهل حول شفاعمرو الى عاصمة ثقافية كما تهيأ لهم؟ إن المركز الثقافي والذي دعي "دار الثقافة" وكأن الدار ستسعف الفشل وتحميه! لم يقدم سوى الدورات والورشات، وعدد من الندوات الثقافية الهزيلة، أما مهرجان الزيت والزيتون فاسمه والترويج له كانا أكبر بكثير من حجمه وفعالياته.

منتدى أدباء شفاعمرو
منتدى أدباء شفاعمرو: الذي عمل تحت راية المركز الثقافي تلقى هو الآخر ضربة قاصمة جعلته يخفق فيما كان يؤمل منه، لأن ما ولد بالخطأ سيولد الخطأ. ومن أجل فهم ما أرمي إليه لنعود قليلا إلى الوراء كي نتعلم ونعرف لماذا نتج الاخفاق أيضا في عمل المنتدى.
لقد تم تأسيس منتدى أدباء شفاعمرو لأول مرة من قبل مجموعة من أدباء شفاعمرو في سنوات التسعين من القرن العشرين، وعمل بشكل مستقل وتحت اسم المنتدى، رغم الدعم المعنوي الذي حاز عليه آنذاك من إدارة البلدية، وكانت له طموحات لم تتحقق. وفي عام 2010 أعلن رئيس البلدية السابق ناهض خازم عن إعادة تفعيل منتدى أدباء شفاعمرو، أثناء توزيعه دروع التكريم على أدباء شفاعمرو. ولم يهتم رئيس البلدية في حينه إلا الاعلان عن إعادة منتدى الأدباء وأن يكون مقربا منه ويعمل تحت مظلة المركز الثقافي، وهكذا ولد المنتدى هجينا. وبدل أن يشكل المركز الثقافي خيمة ومظلة للمنتدى رأيناه يتحول إلى وصي عليه، فلم تصدر أي دعوة عن المنتدى إلا واسم المركز يتوج الدعوة، ولا بد طبعا من اقحام المركز في كل فعالية للمنتدى! وبات المنتدى بالواقع فعالية من فعاليات المركز الثقافي بدل أن يكون إطارا مستقلا ثقافيا بعيدا عن السياسة المحلية، ولم أفهم كيف يسمح من يعتبر نفسه أديبا أو مثقفا أن يكون تابعا وملحقا بالمركز الثقافي، وهكذا فقد منتدى الأدباء دوره الريادي المفترض به أن يلعبه، ونأى عنه عدد من أدباء شفاعمرو المركزيين وجاءت فعالياته باهتة ولتخدم بعض المتزعمين له، وليصب في خدمة سياسة رئيس البلدية والترويج له ولمركزه الثقافي شبه المشلول.
إن من يبغي الحديث عن عاصمة ثقافية أحدثها المركز الثقافي، عليه أن يثبت حقيقة مزاعمه وإلا تحول كلامه إلى خدعة، مؤكدا أن المركز الثقافي لم يكن إلا مركز فشل.
(يتبع)

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة