الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 18:02

صانع الفرح: قصص بطلها العم خليل يوسف/ بقلم: د. زياد محاميد

كل العرب
نُشر: 20/11/13 12:44,  حُتلن: 08:41

قصص من الواقع الفحماوي بطلها العم الطيب المرحوم خليل يوسف ابو زينة "ابو لؤي".. تسمعها ..ولا يمكن ان تكتب عنها لروعتها ولروعه بطلها

(1)
لم يحرمه تعب سفر العودة من بلاد الحجاز من التمتع ببنايات وشوارع عمان وهو في طريقه للمعبر..سرقه تفكيره للحظة الى اولادة وزوجته وأهله الذين ينتظرونه في بلده.. سيصلهم بعد ساعات قليله متمما العمرة..لا اجمل من لحظه عودة العم للاخل بعد فراق يقارب الشهر..

سرح فكرا لعم وهو جالس لجانب السائق في سيارة الأجرة.. يستمع بصوت الريح العابره من شباك السياره المهروله ليتمزج بنغمات موسيقى شرقية صادره من المذياع ،لكن شيء ما لا يعجبه...السائق العصبي..حركه يد السائق على المقود..سرعة الفرملة عند المفارق...ولغة الجسد المتوترة لسائق شاب يتأفف من الحياة وكان السماء سقطت على رأسه ..
لا يعرف اسمه ولا يعرف شيء عنه..
السائق يقوم بواجبه متوترا لكن دون ثرثرة .
"ما بك..عصبيا وغاضبا ؟؟"- سال العم المسافر السائق بهدوء
السائق: لا شيء يفرح في هذه الدنيا...
اخي الكبير يا عم اخي..
العم: ما به ؟
السائق: اخي الكبير يرفض زواجي من صبيه احبها ..ويهددني ..يريد ان يحرمني منها.منذ ان توفي ابي وهو يتحكم بي..
العم: اخوك الكبير..؟؟ اين هو؟؟
السائق: في بيته في عمان؟؟
العم : في عمان ..طيب ..ادر سيارتك وارجع لعمان الان..
السائق: ماذا ؟ عمان ؟ كدنا نصل الى المعبر يا حج؟؟
العم : قلت لك عد لعمان ..الان .
السائق: كدت اوصلك للمكان الذي اردته..
العم : خدني لاخوك ..الان.
وعادت سيارة الاجرة تسابق الريح وتاكل الشارع السريع نحو عمان.
العم والسائق حلا ضيوفا عن الاخ الاكبر.
عرف عن نفسه للأخ الاكبر وطلب منه ان يشاركه القرار بموضوع خطبه اخيه الاصغر..اقنعه بالموافقة لمصلحه الاخ وعروسه وسعادته العائله.
تحدث العم اليه حول عروس اخيه السائق واقنعه بأن يشاركه في طلب يدها،
وتمت الخطوبه ،
وسهر في ضيافته ليله اخرى...وركب سيارة الاجرة مع السائق الشاب..وتحركا باتجاه المعبر..
الفرح يملاء فضاء السيارة..والسائق العريس يقود بفرح وسعادة..وتعجب....
من اين كل هذه الطيبة ..من اين لك هذه الرغبة الجامحة بصنع الخير والفرح للناس..؟؟
انه العم خليل يوسف ابو زينه."ابو لؤي"..انه صانع فرح الناس...

(2)

اين الذهبات يا ابو لؤي؟؟
(قصة من الواقع)
(في المدرسة .)
نادى المدير المعلم لغرفته وقال:
"لم نتعود عليك هكذا حزينا يا استاذ ؟؟ قل ما بك؟ ماذا حصل؟؟
"زوجتي يا ابو لؤي"..طلبت الطلاق..اجاب المعلم بخجل وحزن معا
"ولماذا ؟؟ ماذا حصل؟؟" سال المدير مستغربا.
"تشاجرنا حول موضوع الذهب..تقول اني لم افي بوعدي لها بشراء الذهب لها وتدخلت امها وكبر الشجار...ووصل النقاش بيننا لحد الزعل...." اجاب المعلم.
المدير: ذهب؟ فلوس ؟ بسيطة ..لا تحزن ولا تعزل زوجتك ..انشاء الله ستحل..
انتهى اليوم التعليمي وعادا كل لبيته .
المدير ينادي زوجته مبتسما :
"حضري لي "ذهباتك " لو سمحت.."
الزوجة بهدوء وثقه يزوجها : الذهبات.. الذهبات لماذا ؟؟ ماذا حصل ؟؟
"لا شيء" فقط اريد الذهبات..."اجاب المدير .
قدمت الزوجه لزوجها علبة جميله وفيها القطع الذهبيه ، لم تساله أي سؤال..فثقتها به وبقراره كبيره لدرجه انه لا حاجة لاي سؤال اخر.
في اليوم التالي اخذ المدير الذهبات ولفها بقماش معتم وتوجه لمدرسته.دعى إليه المعلم الحزين واعطاه قع الذهب قائلا : خذ هذا لزوجتك وصالحها..وارجعها متى تستطيع.
"لن اخذ هذا الذهب ..لا اقبل ان اخذ ذهب ليس لي.." قال المعلم .
"لا.. ستاخذ الذهب وتعطه لزوجتك وتصالحها وتعيدها لبيتها" ورويدا رويدا ستوفر نقودا لتشتري لها عندها فقط ستعيد لي الذهب هذا ..لا مشكله متى تعيد الذهب المهم صالح زوجتك.." اجاب المدير بجديه وهدوء .
مرت ايام واسابيع ..واشهر..
تذكرت الزوجه القطع الذهبية فسالت زوجها يوما .بهدوء وابتسامه رقيقه ." شو مع الذهبات"؟؟ فاجابها مبتسما "" بيرجعوا بيرجعوا"..لا تقلقي..برجعوا".
ومرت ايام وأسابيع واشهر اخرى...وتذكرت الزوجه الذهب الغائب..وسألته..
"شو مع الذهبات "..فاجاب وهم مطنئنا " برجعو برجعوا لا تقلقي:...
مرت تقريبا سنه..والزوجه لا تعرف اين الذهب....
وفقط بعد سنة اعاده المعلم للمدير "الذهبات"..بعد ان اشترى لزوجته قطعا جديده..
عاد الذهب للزوجة المدير..خبأته مبتسمة..فهمت انه اقرضها لأحد ما كان بحاجه ماسه...ولم تسأله عن التفاصيل...
عادت زوجه المعلم لزوجها وتصالحا...وعادت الفرحه لعائلته..وما عاد يقوم بعمله وهو حزين...
هكذا قام المدير "العم الطيب ابو لؤي" بمساعدة عائلة المعلم لعبور مشاكل الحياة...
انه العم الطيب خليل ابو زينة...انه صانع فرح الناس...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة