الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 03:01

معاملة الشباب المراهق/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 16/11/13 09:42,  حُتلن: 11:44

الدكتور صالح نجيدات:

كثير من الآباء يشكون من تصرفات أبنائهم المراهقين وما يتسببون به من مشكلات لربما تهدم مستقبل المراهق إذا لم يتم التعامل معه بالشكل السليم

على الآباء أن يفهموا مرحلة المراهقه وأن يستوعبوا بأن الابناءفي جيل المراهقه يرزحون تحت ضغط إفـراز هرموني كثيف يؤثـر على نفسياتهـم وتصرفاتهم نتيجةتغيراتبيولوجية جسدية ونفسية تطرأ عليهم في هذه المرحلة

الخصام والتشاحن بين الأبوين أمام الأبناء يدخلهم في حالة من التوتـر وعدم الاستقـرار وعندما يعاقب المراهق عقابا كبيرا على ذنب صغير فإن هذا يثـير لديه روح العداء ويعبر عن تلك الروح بإيذاء إخوته الصغار أو من يقدر على إيذائه

يشتكي الكثير من الاصدقاء من كثرة المشكلات التي يتسبب بها ابنائهم المراهقين، وكثرة تعمدهم لإيذاء إخوتهمالصغار وعدم الدراسة وتحضير الواجبات المدرسية، الصياح في البيت والغضب والعصبية وتكسير الصحون، وكثرة انصرافهم إلى أصدقائهم والخروج المتكرر معهم أو قضاء وقت كبير معهم على الهاتف أو على مواقع التواصل الاجتماعي، أو برامج الدردشة، وهذا يكلف العائلة أعباء مادية وجهود كبيرة، وهذه الظاهره تكثر أحيانا في العائلات التي يكثر بها غياب الاب عن العائلة وانشغاله عنهم.

غياب الاب عن ابنائه المراهقين نتيجة عمله أو لاسباب اخرى تشكل مشكلة حقيقية للملراهق الذي بحاجة الى شخصية رجالية تكون له قدوى ومثال في حياته، وأنه من الخطأ أن يفكر الأبوان أن تربية مراهقي اليوم هي ذات التربية التي كانت صالحة قبل 20 عاما. فكثير من الآباء يشكون من تصرفات أبنائهم المراهقين وما يتسببون به من مشكلات لربما تهدم مستقبل المراهق إذا لم يتم التعامل معه بالشكل السليم. لذا فعلى الآباء أن يفهموا مرحلة المراهقه فهما صحيحا، وأن يستوعبوا بأن الابناءفي جيل المراهقه يرزحون تحت ضغط إفـراز هرموني كثيف يؤثـر على نفسياتهـم وتصرفاتهم، نتيجةتغيراتبيولوجية جسدية ونفسية تطرأ عليهم في هذه المرحلة، وكذلك صراعات داخلية كثيرة يعاني منها المراهق ومنها صراع بين الاستقلال عن الاسرة أو الاعتماد عليها،صراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة والانوثة عند البنات والصراع بين غرائزه الداخلية والتقاليد الاجتماعية، ولا بد أن يتم التعامل معهم بحذر شديد، وأن يغضوا الطرف عن بعض الأمور ليسير المركب بالمراهق والمراهقة ويصل بهـم إلى بـر الأمان.


تأثير البيئة والأنماط الحضارية
ولا بد للأبوين أن يراعيا شيئا مهما للغاية، وهو اختلاف شخصيات المراهقين وأفكارهم، فلا يقارنا بين شخص وآخر ويعاملاهم على أنهم الشخص نفسه، فهذا خطأ فادح. أحيانا تمر فترة المراهقة بسلام وبدون مشاكل وأحيانا اخرى تمر بشكل عاصف وشديد كالبركان، ولا بد للأبوين أن يعرفا ويتفهما ويقدرا رغبة المراهقين في الاستقلال عن عائلاتهم، وفرض شخصياتهم على من حولهم من أمهاتهم وأخواتهم ومن هم أصغر سنا منهم، من باب إثبات الذات، أو حتى التأثـر الشديد بشخصيات لربما تكون بعيدة عن دينهم وأخلاقهم ومجتمعهم. المراهقة تختلف من فرد الى آخر ومن بيئة جغرافية الى اخرى ومن شعب الى شعب آخر وكذلك تختلف باختلاف الأنماط الحضارية التي يتربى في وسطها المراهق، فهي في المجتمع القروي تختلف عنها في مجتمع المدينة وكما تختلف من مجتمع متزمت الذي يفرض كثيرا من القيود على نشاط المراهق عنها في المجمع الحر والديمقراطي .

وأفضل طريقة لفهم المراهـق هي:
أن تـتذكر أيـها الأب وأيتها الأم كيف أنكما كنتما تحلمان وتفكران وتخطئان حين كنتما في مثـل سنهم.
ولذا يجب أن يكون تعامل الأبوين مع أولادهما مبنيا على الثقة والبعد عن الشك والارتياب.
وليعلما أن جهاز الفهم لدى المراهقين لا يساعدهم على استيعاب الكثير من التفاصيل، وهنا تقـع الكثير من المشكلات؛ بسبب إصـرار الوالدين على أولادهم لإجبارهم على تنفيذ كل ما يطلبونه منهم، فيكثر الضغط على الفتيان والفتيات حتى يؤثـر سلبا على نفسياتهم، ويجعلهم يتمردون عليهم  فالأبوان يريدانهم كما يريان هما، لا كما يريـد الأبناء لأنفسهم، وهنا مكمن الداء الذي لا بـد من التنبه له ومعالجته. كما لا ننسى أن الخصام والتشاحن بين الأبوين أمام الأبناء يدخلهم في حالة من التوتـر والقلق وعدم الاستقـرار، وعندما يعاقب المراهق عقابا كبيرا على ذنب صغير؛ فإن هذا يثـير لديه روح العداء، ويعبر عن تلك الروح بإيذاء إخوته الصغار أو من يقدر على إيذائه، وكذلك العكس يمكن أن يحدث؛ لو تغاضى الأبوان عن أخطاء المراهق وزادا في تدليله؛ فإن ذلك سيشجع لديه السلوك العدواني أيضا.

أسلوب الحكمة والصبر
فلذا يجب استعمال اسلوب الحكمة والصبر والتروي حتى لا يكون صدام بين الابوين وابنهم المراهق .
يجب علاجهم بابداء الحب فكلما زاد الحب للابناء زادت فرصة التفاهم معهم وكذلك تخفيف السلطة الابوية واعطائهم الثقة بالنفس، فلا بد للمراهق أن يشعر بالامان خوفا من الفشل في الدراسة أو التفكك الاسري أو اشياء اخرى .
أما عن نضج العاطفة لدى المراهقين والمراهقات، فهي بلا شك لدى الإناث أسرع من الذكور، وهذا دليل ومؤشر على تحمل الإناث بشكل عام لأعباء الحمـل والتربية في سن مبكرة جدا، ولربما تحملت كل ذلك وشريك حياتها في عالمه الآخـر، لا يعرف عن تعبـها شيئا. لذلك نلمس منها دائما درجة عالية من الصدق والإخلاص والتفاني في حماية أسرتـها وحياتـها، ويتنامى ميـل شديد للتضحية لدى الفتاة بعكس الرجل.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 
 

مقالات متعلقة