الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 15 / مايو 23:02

الجنة تحت أقدام الأمهات- ينال السعد


نُشر: 26/04/08 09:31

للمرة الأولى أضع عنواناً كهذا لمقالة.. أو لموضوع أدبي.. لكن في ذلك عبرة.. ستتجلى بين دياميس سطوري.
مجتمعنا العربي الذي لم ينعدم قط , رغم التغيرات والتبدلات التاريخية و الإجتماعية التي فرضت سيطرتها على شتى ميادين الحياة, لا يزال هذا المجتمع العريق مخلصاً لعاداته وتقاليده ودياناته بتنوعها وتعددها.
يا سادتي للأم مكانتها التي لا تبدلها انقلابات الزمان, فإله هذا الكون مذ خلق الإنسان وضع الخلق جميعاً في كفة ميزان.. والأم في الكفة الأخرى.. كفة " الجنة تحت أقدام الأمهات" و" أكرم أباك وأمك" وقصة الأعرابي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سأله أي أحق باصطحابه إلى الحج فقال الرسول الكريم أمك ثم أمك ثم أمك, ثم قال أباك. فقد حفظ الله للأم هذا الصرح العظيم مكانة لا تضاهيها أريستقراطية العلمانية, ولا أبهة قصور الأباطرة ولا كنوز الملوك .
الله جل جلاله يا سادتي, بحكمته الواسعة, أعطى كل ذي حق حقه ووزع العدالة الإلهية التي تعلو على كل عدالة من صنع الإنسان, فهو العالم وهو الخبير وهو الخالق الباري.
فدين الإسلام الحنيف يكرم المرأة ويرفعها إلى درجة لم ترفع إليها امرأة قبل ظهوره, فمنحها الحقوق العادلة المكرمة مؤكداً بذلك أن هذا العالم الفاني الذي كل ما "وقع الفاس بالراس" ينطلق بشعاراته اللامتناهية, معلناً عن حقوق المرأة وإنسانيتها وكرامتها ومساواتها, قد سلب المرأة حقوقها , وأعلن العالم مجتمعاً ذكورياً.. وفي خباياه بعضٌ يطالب بحقوق المرأة.
مجرد المطالبة بحقوقها يؤكد أن هذه المخلوقة التي مُنحت نعمة العقل كما مُنحت للرجل, لم تتمتع بحقوقها, ومن هنا أبدأ ...
فكرة حقوق المرأة والمساواة انطلقت من المجتمع الغربي لتجوب العالم كزوبعة في فنجان, شعارات بلا تحركات على أرض الواقع. هذا العالم الغربي الذي منه أتت عادة انتساب المرأة لعائلة زوجها وفيه تحرم المرأة من أهم حقوقها.. حق الكرامة, فذلك المجتمع العلماني الذي لا نرى في معظم اتجاهاته عادات وتقاليد لتكون بمثابة رادع وخط أحمر. هذا هو المجتمع الظالم للمرأة وآكل حقوقها هذا هو المجتمع الذي منه انطلقت دعاية وأكذوبة " حقوق المرأة" , تلك الحقوق التي منحها الإسلام الحنيف للمرأة قبل ألف وأربع مائة وثمانية وعشرين عاماً .
حق المرأة بعيشة كريمة , تمجّد بها وتعيش حياة رفاهية ومساواة وحياة اليد باليد مع الرجل, فالإسلام الحنيف يكرم المرأة حين أمر بالحجاب والإحتجاب, فكلمة "عورة" التي تفهم خطأ تأتي بميزان حقوق المرأة يا سادتي, فما الأفضل للمرأة؟ أن تجوب الشوارع  كاسية عارية تبحث بين قمامة المجتمع عن رغيف عيش؟ أم أن تستتر خلف حجابها معززة مكرمة لا يُنظر إليها بعين سوء ولا تهرول خلفها اختلاسات شباب يعيشون انفصام واضح جداً...
يا سادتي.. الإنفتاح والتحضر ليس بين أزياء " الموضة" وأضواء ال"فيديو كليب" بل خلف كتاب الله عز وجل الذي يحفظ بين صفحاته وآياته حقوق المرأة التي تبحث عنها مجتمعات العلمانيون بين قمامة تخلفهم المسمى" حضارة".
قرأت مقالة لصديقي رأفت جمال اغباريه مقالة بعنوان " سأحمل إسم والدتي"  يا عزيزي وصديقي رأفت, لا أنتقض تبجيلك لوالدتك فكلنا نبحث بين طيات الزمان عن أفضل ما نستطيع تقديمه لصرح الأمومة, لكن تفسيراتك و معطياتك, لا ترتكز على واقع ولا على حضارة.
أنت تقول أن المرأة تُنسب إلى عائلة زوجها, هل تعلم أن هذه عادة أُخذت عن المجتمعات الغربية ,هي عادة تعود إلى منظومة محاولات تحضّر تُسمى " إتيكيت" ؟؟؟
هل تعلم أن الله لا ينتظر عبده ليضع منظومة العدل فآتى كل ذي حق حقه؟ وآتى المرأة والأم حقها كاملاً دون زيادة أو نقص؟
يا سيدي, قبل دكتور منى السعداوي وقبل كل فلاسفة الدهر, الله جل جلاله, الرب الذي يستوي على العرش فوق سمائه وزع العدل.
عزيزي وصديقي رأفت حسب الديانة اليهودية يُنسب الإبن إلى والدته  إي " يدعونهم لأمهاتهم" هل تعلم أن بهذا تشكيك عميق بهوية والد الطفل؟؟ ولأن العادات العربية الراقية التي تمنع شكلاً من أشكال التشكيك الذي ينقلب إلى تشويه, ولأن هذا الرب العالم بكل شيء يرفض هذا التشكيك ويبطله فأنزل في كتابه العزيز " ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله".
لأننا نرفض هذا التشكيك الفاضح الذي يجلب العار على كل إنسان فيه جزء من كرامة.. كرم الله عباده وأمرنا بدعوة الأبناء لآبائهم, كما دعا إلى إبقاء المرأة منتسبة لعائلتها على عكس العادة المأخوذة عن الغرب بنسب الزوجة لعائلة زوجها.إضافة إلى كل الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة منها حقوق الميراث التي حرمها منه الدين اليهودي, إضافة إلى دور المرأة القوي والواضح في تاريخ العرب والإسلام كالسيدة خديجة قبل الإسلام وبعده, والسيدة عائشة , وكل زوجات الرسول, والسيدة حفصة والسيدة فاطمة الزهراء, والخنساء, ونسيبة بنت كعب وكثيرات من نساء الإسلام, هذه هي حقوق المرأة, ليس شرطاً أن تُدعى لأمك كي تصح المساواة ويضع العدل ثقله , فلكل امرء دوره في المجتمع, والله أحكم الحاكمين إذ أمرنا بمناداة الإبن لأبيه,  وبهذا يكون الله قد أنصفك أنتَ وأمك وأنصف كل إنسان على وجه البسيطة لأن الدين عند الله الإسلام.
قولك من يسمونهم ب" رجال دين" يا سيدي, يقسم المجتمع إلى أقسام عديدة لكل إنسان تخصصه وتوجهه وبحثه ووجهته, فدع لكل ذي شأن شأنه .
أطلقت لقب " دكتورة" على دوكتور منى سعداوي, أنت دارس لقواعد اللغة يا صديقي , أم أن تحمسك إلى إنصاف المرأة غلب قواعد أبو الأسود الدؤلي؟
لا زلت أنتظر ردك , لم لا أدعوك منذ الآن بين العامة رأفت آمنه جمال؟
ربما تتهمني بعد هذا المقال بنوع من الرجعية, لكنني أرى في إنصاف حق الأم والمرأة قمة التحضر, وفي الكلام والشعارات ( في معظم المجتمعات الغربية) دون إثبات على أرض الواقع وحشية ونفي للآدمية والإنسانية,و ليس محض رجعيه.
وصلى الله على سيدنا محمد سيد الخلق والمرسلين وسبحان الله العظيم الذي وسعت حكمته كل صغيرة وكبيرة فلم يدع جحراً إلا وفيه حكمة من حكمه تبارك وتعالى.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.67
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
243747.21
BTC
0.51
CNY