عيساوي فريج في مقالته:

وحدتنا يوم الانتخابات وجهدنا الذي نستثمر يكفي لتشكيل حكومات وإسقاط قوانين لماذا لم نعارض مخطط برافر بهذه الحدة والتطرف؟ نحن لم نتحرك هكذا حتى لحماية المسكن!

فلنشعر بالمسؤولية وناخذ القضايا التي تهمنا بشكل شخصي كما في الانتخابات لعلنا ننجح في بناء الانسان وحماية المستقبل وإظهار صلابة لحمتنا الاجتماعية حين نحتاجها

الانتخابات أثبتت أن المحرك للمواطن العربي موجود لكن نجهل نوع الوقود الذي يحتاجه هذا المحرك لا بد ومن الضروري أن نحلل نفسيتنا ودوافعنا من أجل أن نستفيد من الزخم الجماهيري في قضايانا التي نحارب من أجلها ونحاول ان نقدمها

ما شهدته قرانا ومدننا العربية يوم الثلاثاء المنصرم، هو الحدث الأكبر والوحيد الذي يحرك الشارع العربي بهذا الكم وبهذا الزخم، محرك الجماهير العربية في إسرائيل هو يوم الانتخابات للسلطات المحلية دون منازع. لما لا نستخلص العبر لتحريك الجماهير في هذا الكم لمواضيع ذات أهمية من المحتمل أن تكون أهم من يوم الانتخابات؟

تشكيل حكومات وإسقاط قوانين
أقول هذا بعد أن رأيت بنفسي خروج الناس الكثيف إلى شوارع كفر قاسم، إلى صناديق الإقتراع والتفاني بالعمل لإخراج الناس للإدلاء بصوتهم كل حسب مرشحه، بعد أن رأيت الاحتفالات في الشوارع بعد فرز الأصوات وكيف خرجت الناس وكأنها فرحة رجوع الإبن من وراء الحدود سالماً غانماً، شهدت الحرارة في عيون الناس، رأيت وجه الخسارة عند البعض وشعرت أن الانتخابات أمر شخصي للكثير من أهلي وناسي. أقول هذا واسأل لما لا توجد هذه الحرارة والتفاني في إخراج جماهيرنا إلى الشارع في ظروف أخرى كمكافحة الجريمة أو نبذ التقصير في مدارسنا؟ لما لا نخرج بهذه الحرارة إلى انتخابات الكنيست؟ لما ننتقد بشدة ما يقهرنا ويعيق تقدمنا؟ لما لا نملك الوحدة بأيام أخرى؟ إن وحدتنا يوم الانتخابات وجهدنا الذي نستثمر يكفي لتشكيل حكومات وإسقاط قوانين، لماذا لم نعارض مخطط برافر بهذه الحدة والتطرف؟ نحن لم نتحرك هكذا حتى لحماية المسكن!

التحرك الجماهيري
نحن لم نخرج بهذا الكم والعدد لإحياء شعائرنا الدينية، او إحياء تاريخنا وماضينا، او لندافع عن أنفسنا او لأي شيء آخر، أقول هذا وانا متأكد ان التحرك الجماهيري لم يكن حصرياً لكفر قاسم بل لجميع مدننا وقرانا من الشمال الى الجنوب، أذكر هنا ان بالأمس قتل فنان عربي منا وفينا، أطرب الكثير رحمه الله ولم يكن لمقتله او مقتل غيره هذا الحشد الكبير لننتقد حتى المأساة التي حصلت.

صلابة لحمتنا الاجتماعية 
الانتخابات أثبتت أن المحرك للمواطن العربي موجود، ولكن نجهل نوع الوقود الذي يحتاجه هذا المحرك، لا بد ومن الضروري أن نحلل نفسيتنا ودوافعنا من أجل أن نستفيد من الزخم الجماهيري في قضايانا التي نحارب من أجلها ونحاول ان نقدمها، وحدتنا وتفاعلنا سوف يزيدنا قوة ويعطينا ذراع عمل وضغط لا مثيل له. فلنشعر بالمسؤولية وناخذ القضايا التي تهمنا بشكل شخصي كما في الانتخابات لعلنا ننجح في بناء الانسان وحماية المستقبل، وإظهار صلابة لحمتنا الاجتماعية حين نحتاجها.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net