الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 09:02

الناصرة لا تتشح بالسواد وانما تحتفل بعرس الديمقراطية / بقلم: عصام خالد حسن

كل العرب
نُشر: 26/10/13 17:58,  حُتلن: 12:46

عصام خالد حسن في مقاله:

الإنتخابات الاخيرة كانت التعبير الأكبر على الديمقراطية الحقيقية التي أدت الى سقوط الجبهة بقيادة رامز رغم كل محاولات سلب النصر من علي سلام

كنت من اول المصوتين للجبهة في الانتخابات السابقة وقررت معاقبتها في هذه الانتخابات لأنها لم تفعل شيئا لي ولا لأولادي وأقاربي ولا للحي الذي اقطنه

استغرب من كاتبة المقال زج الطائفية في الموضوع لأنه لا علاقة لما جرى في الانتخابات مع الطائفية، انا لست طائفيا ولا اؤمن بالطائفية واعز اصدقائي من الطائفة الاخرى وليس من طائفتي

الجبهة مع كل الاحترام لها ولرئيسها رامز جرايسي الذي يشهد له الجميع بنظافة اليد وطهارة الاخلاق، غير قادرة على احتواء نتائج الانتخابات الاخيرة والسبب بحسب رأيي هو أن الجبهة وبلدية الناصرة تعاملت بشكل سيء مع ما كانت تسميه بأطراف المدينة والاحياء المنكوبة

موظفو البلدية شبعوا وتخموا من كل ما يحيط بهم من خيرات ومعظمهم إن لم يكن كلهم من اعضاء الحزب الشيوعي او الجبهة الذين اعتقدوا أنه لا يمكن زحزحتهم من مناصبهم، التي حصلوا عليها بالواسطة

اشياء صغيرة تتراكم وتتراكم لتكون ملفا كبيرا لدى كل مواطن مظلوم ومقهور ومدعوس عليه من اكبر موظف الى اقل موظف في البلدية اشياء لا يمكن تحملها ولا يمكن التغاضي عنها

أن نقول أن الناصرة تتشح بالسواد لا وألف لا الناصرة باغلبيتها طبعا وأنا من بينهم فرحة جدا على تغيير السلطة وانقضاء عصر الجبهة المظلم لكنها تأمل أن لا يقوم النظام الجديد بتكرار اخطاء النظام القديم

قرأت المقال الذي كتب في موقع العرب يوم أمس ونظرت حولي، ولم اشاهد احدا يتشح بالسواد، ولا أحد حزين ولا يوجد حداد، بل على العكس شاهدت وجوها فرحة جدا تحتفل بعرس الديمقراطية التي تم التعبير عنها، في الانتخابات الاخيرة، عن طريق تغيير السلطة وانتقالها من حزب الى آخر، ولا يهم من هو الحزب الخاسر والحزب الفائز بالنسبة لي وللكثير من اهالي الناصرة.

الإنتخابات الاخيرة كانت التعبير الأكبر على الديمقراطية الحقيقية، التي أدت الى سقوط الجبهة بقيادة رامز، رغم كل محاولات سلب النصر من علي سلام، الفائز الحقيقي في الانتخابات، ورئيس بلدية الناصرة الجديد، رغم محاولة البعض سلب هذا الانتصار منه، مثلما حدث مع سلمان ابو احمد، الذي فاز في الانتخابات لكن تم سلب النصر منه بقدرة قادر وبتلاعبات من قبل الحزب الذي أعلن فائزا.

زج الطائفية
أنا مواطن اعتيادي، لست مقربا الى الصحن ولست من الذين يلهطون، مواطن قضى عمره وهو يطالب بحقوقه، انا ادفع الارنونة مثلي مثل باقي الناس، وادفع كل ما يطلب مني، بما في ذلك ثمن تزفيت الشارع (المزفت) الموجود في الحي الذي اسكنه، ولا احصل من "بلدية الكرامة" إلا على خدمة واحدة فقط هي خدمة جمع النفايات، لكني لا اتذمر لأني كنت من اول المصوتين للجبهة في الانتخابات السابقة وقررت معاقبتها في هذه الانتخابات لأنها لم تفعل شيئا لي ولا لأولادي وأقاربي ولا للحي الذي اقطنه. واستغرب من كاتبة المقال زج الطائفية في الموضوع لأنه لا علاقة لما جرى في الانتخابات مع الطائفية، انا لست طائفيا ولا اؤمن بالطائفية واعز اصدقائي من الطائفة الاخرى وليس من طائفتي، والحزب الذي فاز برئاسة علي سلام لا يؤمن بالطائفية ولا يحترمها والدليل على ذلك المرشحين المسيحيين في الحزب، المؤيدين الذين زاروا الفائز ومن بينهم العديد من رجال الدين المسيحيين الذين قاموا بتقبيله ومعانقته، وعلي سلام معروف في الناصرة بأنه رجل غير طائفي ومنصف للجميع والايام ستثبت ذلك.

أطراف المدينة والاحياء المنكوبة

الجبهة مع كل الاحترام لها ولرئيسها رامز جرايسي، الذي يشهد له الجميع بنظافة اليد وطهارة الاخلاق، غير قادرة على احتواء نتائج الانتخابات الاخيرة، التي ابعدتها عن السلطة، والسبب بحسب رأيي هو أن الجبهة وبلدية الناصرة تعاملت بشكل سيء مع ما كانت تسميه بأطراف المدينة والاحياء المنكوبة مثل اقسام من حي الصفافرة الذي اسكنه والتي لا تعتبرها البلدية احياء تابعة للناصرة لانها لا تصوت باغلبيتها للجبهة.، الذي كانت البلدية تدخله فقط من اجل جمع القمامة لا غير، رغم الحاح ابناء هذا الحي على البلدية التي تجاهلتهم ربما لأنها لم تكن ترى فيهم مصوتين لها، ابناء حي السوق، السوق الذي قضت عليه البلدية في خطة "الناصرة 2000" التي قضت على اماكن الوقوف وبالتالي ادت الى موت السوق، الذي كان مركز اعصاب كل عريس من كل القرى المجاورة من اجل شراء الملابس والحلي لعروسه استعدادا للفرح، وملتقى كل سكان القرى العربية في الجليل والمثلث وحتى النقب ورفض بلدية الناصرة اقامة سوق على غرار سوق الاحد، الثلاثاء والخميس في الناصرة في موقف دار اللحام، او موقف باصات العفيفي قرب البيج، مما ادى الى خلو الساحة لسوق الناصرة العليا والى اضمحلاله. أو لأن حوالي 30 بالمائة من اهل الناصرة (بشهادة علي سلام في احد الاجتماعات) لا يدفعون الارنونة ويبنون كيفما يحلو لهم، والباقي يزورهم مراقب البناء النشط اكثر من اللازم (لا حاجة لذكر اسمه) او يوميا، ويخالفهم ويقدمهم للمحاكمة على اتفه الامور ويتناسى المخالفات الضخمة التي قام بنتفيذها مركز تجاري كبير اقيم قرب عين العذراء مع مخالفات بناء يندى لها الجبين، تم التغاضي عنها لأن صاحب المركز التجاري يدفع الضرائب وغيرها ولأنه كما يبدو مدعوم.

"فش ميزانيات"
موظفو البلدية شبعوا وتخموا من كل ما يحيط بهم من خيرات ومعظمهم إن لم يكن كلهم، من اعضاء الحزب الشيوعي او الجبهة، الذين اعتقدوا أنه لا يمكن زحزحتهم من مناصبهم، التي حصلوا عليها بالواسطة، وكانوا يتعاملون بفظاظة مع المواطن العادي، يعدون ولا ينفذون وعندما تسألهم لماذا لم ينفذوا وعودهم، يقولون لك "فش ميزانيات"، روحوا على الحكومة وطالبوا بميزانيات ، واذا كان الامر كذلك، لماذا انتخبناكم؟ او بسبب مراقبي السير الذين اصبحوا يحلون ويربطون ويعاقبون كل من لا يحلو لهم، وآمل ان يتم ضبطهم عند حدهم لانهم سيقومون يوما على من وظفهم وعينهم، اعمال زعرنة وبلطجة وتعالي على المواطن الاعتيادي كأنه يعمل لديهم او هم مسؤولون عنه.

تراكم
اشياء صغيرة تتراكم وتتراكم لتكون ملفا كبيرا لدى كل مواطن مظلوم ومقهور ومدعوس عليه من اكبر موظف الى اقل موظف في البلدية، اشياء لا يمكن تحملها ولا يمكن التغاضي عنها، ولا يمكن مسامحتها ومسامحة من ينفذوها ضد المواطنين العاديين وبحقهم. والقهر في النهاية لدى المواطن العادي مثلي ومثلك هو الذي ادى الى انفجار بركان الانتخابات في وجه الجبهة واعوانها. وإلا كيف تفسر اني مثلا صوتت للجبهة في الانتخابات الماضية ولم افكر حتى في التصويت لها في هذه الانتخابات؟

انقضاء عصر الجبهة 
اما أن نقول أن الناصرة تتشح بالسواد، لا وألف لا، الناصرة باغلبيتها طبعا، وليس كلها، وأنا من بينهم فرحة جدا على تغيير السلطة، وانقضاء عصر الجبهة المظلم (بالنسبة لبعض الاحياء ولكن بالنسبة لأحياء اخرى يعتبر عصرا منيرا) لكنها تأمل أن لا يقوم النظام الجديد بتكرار اخطاء النظام القديم، وان يتعامل مع اهل البلد كلهم، الذين صوتوا لهم والذين لم يصوتوا بشفاقية، واحترام، لأنهم هم الذين اوصلوهم الى سدة الحكم وبإمكانهم اعادتهم الى كراسي المعارضة بعد خمس سنوات. نحن لا نتشح بالسواد ولسنا حزانى ولا غاضبين على احد، عدا انفسنا فقط، ونحن بالفعل فرحون ولولا الحياء لخرجت صفوف الرقص في بعض الاحياء لتحتفل بالنصر العظيم لحزب جديد، قد يكون الخلاص على يده من الايام السوداء التي عشناها في عصر الجبهة.
ذهاب بلا عودة ان شاء الله.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة