الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 22:01

ظاهرة ترشيح أطباء ومحامين لمنصب رئيس مجلس بلدي/ بقلم: عصام خالد حسن

كل العرب
نُشر: 19/10/13 17:57,  حُتلن: 10:38

عصام خالد حسن في مقاله:

في اعتقادي أن هذه الظاهرة غير صحيحة بإعتبار ان كل طبيب او محام او مهندس هو شخصية اجتماعية مرموقة وقادرة على خدمة ابناء بلدها في المجال البلدي

 ليس كل طبيب أو مهندس او محام هو شخصية اجتماعية ملائمة لتولي منصب رئيس المجلس او البلدية لأنه ومع الاحترام لكل اصحاب الوظائف الهامة في حياتنا

مع كل الاحترام للأطباء والمحامين وبعض المهندسين فإن اغلبهم قد يكون طبيبا ناجحا ويفيد مجتمعه بهذه الطريقة لكنه لن يكون رئيسا ناجحا للبلدة لأن الله منحه القدرة على أن يصبح طبيبا او محاميا ناجحا لكن ليس رئيسا للمجلس او البلدية

من يتابع الاحداث المتعلقة بالانتخابات في وسطنا العربي يلاحظ ظاهرة منتشرة جدا من ترشيح للأطباء، أو المحامين أو المهندسين لرئاسة المجالس البلدية في قراهم ومدنهم، بإعتبار أن هؤلاء هم شخصيات مرموقة "وبتفهم" من اجل خدمة ابناء بلدهم ولكن هل هذه الظاهرة صحيحة، وهل الاعتبارات التي تقف من ورائها صحيحة ويمكن الاعتماد عليها؟

أسباب
في اعتقادي أن هذه الظاهرة غير صحيحة، بإعتبار ان كل طبيب او محام او مهندس هو شخصية اجتماعية مرموقة وقادرة على خدمة ابناء بلدها في المجال البلدي، ولديها القدرات على تنفيذ العمل البلدي بشكل ناجح ولائق، وذلك لاسباب عديدة اهمها:
- ليس كل طبيب أو مهندس او محام هو شخصية اجتماعية ملائمة لتولي منصب رئيس المجلس او البلدية، لأنه ومع الاحترام لكل اصحاب الوظائف الهامة في حياتنا، هنالك العديد من هؤلاء الذي يكون وجهه مثل "رغيف الخبر السخن" لا يضحك لشيء ولا يجامل الناس ويعتبر نفسه انه اذكى منهم ويفهم اكثر منهم وهو في الواقع نجح بالقوة في الامتحانات (سواء في الاردن او الدول الاشتراكية سابقا) ولا يستطيع تركيب كلمتين على بعض رغم كونه طبيبا ناجحا (واحيانا غير ناجح) وفي اغلب الاحيان يكون غير اجتماعي.
- مع كل الاحترام للأطباء، والمحامين وبعض المهندسين فإن اغلبهم قد يكون طبيبا ناجحا ويفيد مجتمعه بهذه الطريقة، لكنه لن يكون رئيسا ناجحا للبلدة لأن الله منحه القدرة على أن يصبح طبيبا او محاميا ناجحا لكن ليس رئيسا للمجلس او البلدية (مثل كل شرائح المجتمع) ويكفيه تأدية واجبه كطبيب لكي يفيد المجتمع الذي يعيش فيه.
- انا اعرف طبيب من احدى القرى في الشمال الذي تنافس على رئاسة قريته او مدينته لمدة 3 جولات متتالية وفشل في كل الجولات ويا للعجب تم ترشيحه للجولة الرابعة هذا العام مع انع من الاكيد انه لن ينجح وبالرغم من كونه طبيبا ناجحا جدا في قريته او مدينته.
- انا اعرف شخصا انهى المرحلة الابتدائية فقط وكان يعمل في مجال البناء طيلة حياته وترشح لرئاسة مجلس قريته وفاز في الجولة الاخيرة، وكان من انجح الرؤساء الذين تعاقبوا على قريته وحول القرية الى جنة بعد ان لم يستطع ذلك المتعلمون والاطباء والمحامين.

لله في خلقة شؤون
مختصر القول أن الله منح بعض الاشخاص صفات تتلائم لترشيحهم لرئاسة مجلس القرية أو المدينة، صفات قد تكون ابعد ما يمكن عن الذكاء والعلم والدراسة، وكانوا ناجحين جدا في وظيفتهم، لكن الله منح بعض الآخرين صفات الذكاء والعلم والمقدرة كي يكونوا اطباء ومحامين ومهندسين وينجحوا في عملهم كأطباء ولكن ليس كرؤساء مجالس او بلديات والله في خلقه ادرى منا وخصص كل واحد منع بقدر من الحكمة والعلم كي يستطيع قيادة حياته وحياة عائلته لكن في المجال الصحيح الذي خصصه له. ولله في خلقة شؤون

الناصرة

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة