الحاج الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب المسجد:

الله سبحانه وتعالى جعل سبب إهلاكه للأم السابقة والحالية واللاحقة إلى يوم القيامة هو ظلمهم بقوله ((وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا)) 

ودع مسجد عمر المختار عيد الأضحى المبارك حيث أقيمت شعائر الجمعة التي وافقت 13 ذي الحجة 1434 هجري وذلك بحضور المئات من أهالي يافة الناصرة لأداء الفريضة والتي تضمنت تلاوة آيات الذكر الحكيم للشيخ سليم خلايلة وسط أجواء روحانية مفعمة بالإيمان والخشوع. ومن ثم قدم الحاج الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب المسجد الدرس وتناول التحدث حول موضوع الظلم والعدل، وقال:" حديثنا أيها الإخوة في هذا اليوم المبارك جدُ مهم حياة الإنسان كفرد أو كجماعة تتعلق تعلقًا مباشرًا بما سنطرقه بل إذا شئت فقل حياة الأمم والشعوب على مدار تاريخ البشرية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مبنيٌ بالأساسي على هذا الحديث ما هو الظلم وبمقابله العدل، هل تعلم لماذا الله سبحانه وتعالى بعث النبيين والمرسلين وأنزل الشرائع والكتب وخلق الخلق وبنى هذا الملك وذاك الملكوت من أجل هدف واحد ليقوم الناس بالقسط والقسط هو العدل ومناقضه الظلم".

وأضاف:"حتى أن الله سبحانه وتعالى جعل سبب إهلاكه للأم السابقة والحالية واللاحقة إلى يوم القيامة هو ظلمهم بقوله ((وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا)) ويوجد البعض يقولون العدل مستقيم ولغةً عدل عن الشيء أزاح عنه، والله سبحانه وتعالى يقول ((ليس بعد الحق إلّا الظلال المبين)) يوجد إيمان ويوجد كفر ولا يوجد شيء وسط على هذا الفكر حسن الظن بالله".  وأختتم:" الظلم معناه وضع الشيء في غير موضعه ولقمان عليه السلام قال لإبنه وهو يعظه ((يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)) و ((إن بعض الظن إثم)) والعلماء قالوا الظن الشيء مما تكسبه النفس، وابن عباس قال (أن تدع عشر ما بئس به مخافة أن تقع في تسعة أعشار ما بأس فيه) ونحن الآن في موسم السيئات "الإنتخابات" في حق الدين حق الأمانة وأنصح لا تخوضوا مع الخائضين".

القوي والضعيف
وألقى الشيخ موفق شاهين الخطبة وأفتتحها بالثناء الله سبحانه وتعالى والشهادة والصلاة بالرسول الكريم النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم واستأنف الحديث عن العدالة والظلم وقال:" هذا الإنسان الذي كلّفه الله سبحانه وتعالى أن يديم العدالة على هذا الكوكب الأرضي وأن لا يعتدي ((والله لا يحب المعتدين)) وأن يلزم حده ويخدم أبناء جنسه لأننا على أن ديننا كوني للعرب والعجم للكبير والصغير للذكر للأنثى للعالِم للجاهل للغني للفقير للقوي والضعيف كل البشر لأن الأصل واحد كما قال الحبيب المصطفى (كلكم لآدم وآدم من تراب) والنفس سواسية لا فضل عربي ولا أعجمي ولا أبيض على أسود ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم))، والنبي وصى في الحروب عدم قطع شجرة وهكذا التقي لا يصفي حساباته مع الآخرين وإن ظلموه ولا يؤذي ابنه ولا بكلمة والنبي عليه الصلاة والسلام قال (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم بأهله)".

مراعاة مشاعر الإنسان 
وأشار المعنى الجميل عند عائشة رضي الله عنها عندما وصفت النبي عليه الصلاة والسلام والإقتداء به، والله سبحانه وتعالى قال ((وما ظلمناهم وكانوا أنفسهم يظلمون)) وبيّن الثقة بالله.  وأهاب المصلين عدم ظلم الآخرين ويكونوا عادلين والنبي عليه الصلاة والسلام وضح في حديثه (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه) وأشار ببيت شعري حول الظلم وعين الله لا تنم.  وأختتم:" والنبي عليه الصلاة والسلام قال (إن الله تعالى يجيب دعوة المظلوم ولو كان كافر ثم يسمع دعوته فيقول وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) هذا الدين هذه الشريعة هذا المنهج الذي يدعو الكون كله، إن الله لا يظلم الناس شيئا لأنه منبع العدل والنبي والإسلام حريص على مراعاة مشاعر الإنسان كإنسان والنبي يعلمنا عدم إيذاء أي شخص باللسان لأن اللسان يجرح".