الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 20:02

ليدي-إلهام دويري تابري ترد على تساؤلات الامهات

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 13/10/13 16:48,  حُتلن: 17:23

حالة طفلك تدل على قلة تدريب على التركيز وسببها غنج ودلال

روحك المرحة لها تأثير كبير على استمرار انضباطه

التوبيخ والعصبية والانفعالات تضر بتعويده على المذاكرة اللطيفة والطبيعية

السؤال:
هذه السنة دخل طفلي للصف الأول. أنا خائفة وقلقة عليه. عندما يبدأ بحل وظائفه سرعان ما يشكو بأنه تعب ويريد استراحة، فأعطيه. وكل 10 دقائق يطلب استراحة.
هل هذا طبيعي؟ كيف أعرف بأن طفلي أصبح مستعدًّا للصف الأول؟


صورة توضيحية

الجواب:
أتفهم مخاوفك. هو طفلك البكر. لا تجربة سابقة لكما بشأن المذاكرة والتعلم.. ما يهم الآن هو تطوير شخصية طفلك السوية والسعيدة.
كيف وما الذي يلزم التركيز عليه؟

الترغيب المشروط
لماذا يطلب استراحات متتالية وهل للنضوج دور في استعداده للصف الأول؟
بالطبع للنضوج دور. النضوج هو حالة طبيعية وفردية. حالة طفلك تدل على قلة تدريب على التركيز وسببها غنج ودلال.
هو يحتاج اليوم للتدريب على الجلوس والتركيز فترة المذاكرة. تلك حالة تحتاج لتعويد، ولكن بدون عصبية أو ضغوط. كيف؟
بالترغيب المشروط. وعده برغبة بعد قيامه بالمذاكرة المطلوبة منه. بعبارة قصيرة ومفهومة تجعله متحفزًا وهي:
(أنا بدي ترتاح ولكن بشرط أن تنهي مذاكرتك. بعدما تنفذ المطلوب منك إحنا راح نروح على... راح نعمل مع بعض... راح نلعب مع بعض...) كل رغبة تعمل على تركيزه لكي يحصل عليها.  من المهم هنا المداومة على الامتداح بعد تنفيذ واجب مذاكرته، ومع كثير من مرح واسترخاء من طرفك. روحك المرحة لها تأثير كبير على استمرار انضباطه. التوبيخ، العصبية الانفعالات تضر بتعويده على المذاكرة اللطيفة والطبيعية. الرغبات كثيرة منها المادية ومنها العاطفية: مشوار عند التيتا، قصة، دغدغة، لعب معه وسباق... المهم ثباتك على الترغيب المشروط وصبرك.  يومًا بعد يوم وفي مدة أقصاها 21 يومًا سوف يعتاد على مذاكرته اليومية.

كيف تعرف الأم إن كان طفلها مستعدًّا للصف الأول؟
أولاً: ماذا عن الجانب الجسدي؟

يحتاج الطفل لتدريبه على استخدام أصابع يده وملاءمة حركته مع حاسة نظره. مثل، مهارته بالتلصيق، بالقص، بطي الورق وبإدخال خيط مطاطي داخل ثقب لقطعة لعب ملونة،...
يحتاج لامتداحه وتشجيعه عند كل محاولة. ضرورة وجود نموذج لتقليده ولدعمه بعد كل محاولة.

ثانيًا: ماذا عن الجانب الذهني؟
تدريبه على الحكي كي يمتلك رصيدًا من المفردات. كي يصبح بمقدوره تسمية الأشياء المحيطة به بأسمائها وغايات استخدامها. مشاركته بأنواع لعب بهدف التصنيف لإيجاد المشترك أو الشاذ. إيجاد صفات الأشياء بحسب اللون، الحجم، غايات استخدامها... مشاركته باللعب لتدريبه على مفردات ذات سجع مثلاً أو تدريبه على معرفة السبب والنتيجة والتسلسل... على فهم مصطلحات مثل، متشابه، مختلف، أحجام، مساحات، طويل، قصير، ظروف مكان.  بالطبع يحتاج لامتداحه وتشجيعه عند كل محاولة. أي ضرورة وجود نموذج لتقليده ولدعمه بعد كل محاولة.

ثالثًا: ماذا عن الجانب الاجتماعي؟
تشجيعه لاكتساب أصدقاء متنوعي اللون، الدين، العرق... تدريبه على ممارسة ألعاب ذات قوانين، مثل الانتظار بالدور، التنازل، المشاركة، التعاون والتقاسم، تشجيعه عند قيامه بسلوك مستقل عن أهله وتمكنه من طلب المساعدة عند الحاجة. يحتاج لامتداحه وتشجيعه عند كل محاولة. أي ضرورة وجود نموذج لتقليده ولدعمه بعد كل محاولة.

رابعًا: ماذا عن الجانب العاطفي؟

غريزة حب التملك لتحقيق رغباته الفورية هي من طبيعة الطفل المولودة. دور الأهل هو تدريب الطفل على تأجيل رغباته، ترتيبها وأحيانًا كثيرة ضبطها لتصبح عادة دائمة. تلك مهارات من مسؤولية الأهل اكسابها للطفل أثناء خوضه التجارب. امتداحه وتشجيعه عند كل محاولة. أي ضرورة وجود نموذج لتقليده ولدعمه بعد كل محاولة.
تلك مهارات لا تأتي بالتنبيهات، المحاضرات الجافة أو بالعقاب. بل تأتي عن طريق تقليد سلوك الأهل أولاً، وامتداحه عند تغلبه عليها ثانيًا. حين يرى الطفل نموذج أمه تعتذر على...، تتقبل خسارة مناقصة في عملها، تواجه فشلاً عند... أو يلاحظ والده يعتذر حين يخطئ، يصالح حين يُحدث خصامًا... تمتدحه أمه بعد خسارته في كسب جولة لعب مع الأصحاب، تحترم ضيقه عند تأجيل رغبة، تتقبل وقوعه في خطأ عند التدريب وتعبر له عن تفهمها.
تلك هي أسس الشخصية السوية التي تجعل طفلك ناجحًا ومتميزًا سعيدًا وآمنًا.
ملاحظة: سرد قصص بطلها يتميز بتلك الصفات تستفزه لتقليده. الشخصية القصصية لها تأثير علاجي قوي.

مقالات متعلقة