الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 04:01

إنتخابات السلطات المحلية/ بقلم: خالد وليد كامل

كل العرب
نُشر: 10/10/13 16:02,  حُتلن: 10:37

خالد وليد كامل في مقالته:

بلداتنا 
تلبس هذه الفترة حلة الانتخابات وتكتحل عيون قرانا ومداخلها بالصور والدعايات الانتخابية وقد بدأ "زمن المرحبا"

البلدات كلها من صغيرها إلى كبيرها أصبحت تفهم بمصلحة البلد من الزمرة التي تمتنع عن دفع الضرائب والمياه وتستنزف بميزانية سلطاتنا

أعوذ بالله من أن أذم بأحد المرشحين وما هم بقضيتي إنما ما قصدت طرحه هو تعاملنا مع اللعبة الانتخابية التي لفظها لنا مستعمرنا لنلهو بها ونتقطع شيعاً وأحزابا بعيدا عن المصلحة الواحدة والهم المشترك لنكون جميعا وقلوبنا شتّى

ما أن تأتي فترة الانتخابات إلا ويتشيّع كل إلى عصبة إما العائلية منها وإما إلى سكان البلد الأصليين وإما المهجرين ليتشرذم المجتمع أكثر فأكثر

يغيب عن أذهاننا أن المجالس المحلية لم تعد الا اقسام خدمات مقيدة بعد خطط الاشفاء التي اجتثت كل الصلاحيات من الرؤساء فما عاد رؤساؤنا الا رمزا فخريا وزعامة بلا نهيٍ ولا امرُ اسماءٌ لا ترفع خبرا ولا تجزم فعلا لاحول لهم ولا قوة

في هذه الليال الفضيلة التي تتزامن مع الحملات الانتخابية، ينتابني أسى شديدا حين استرجع ذكرى هذه الليالي قبل عشر سنوات – وقتها كانت العشر الأواخر من رمضان، حين أزهقت فيها نفسٌ من بلدي وأهدرت دماءٌ كثيرةٌ في المشهد وجلجولية والطيرة، واستذكر الانشطار الطائفي في الناصرة وترويع المعتكفين في المساجد وتيتيم العيد في ساحاتنا. لإنتخابات السلطات المحلية وقعٌ نفسيٌ سيء عليّ وعلى من عايش دموية هذه اللعبة قبل عقدٍ من الزمن.


الانتخابات وزمن المرحبا
تلبس بلداتنا هذه الفترة حلة الانتخابات وتكتحل عيون قرانا ومداخلها بالصور والدعايات الانتخابية، وقد بدأ "زمن المرحبا" كما كنا نسميه وأصبحت البلدات كلها من صغيرها إلى كبيرها تفهم بمصلحة البلد من الزمرة التي تمتنع عن دفع الضرائب والمياه وتستنزف بميزانية سلطاتنا، إلى الذين يتربصون بالرئيس الحالي وعائلته إلى الذين ينتظرون على أحر من الجمر زمن المرحبا الذي داهنوا من أجله طيلة السنوات الماضية وأنفقوا الكثير لهذا الموقف، إلى المعارضة التي ما فتئت تُسقط مصلحة البلد لنتف ريش الائتلاف وإلصاق تهمة الإفلاس العملي بالرئيس. في الأشهر الاخيرة كل المرشحين فجأة أصبحوا وطنيين تهمهم خدمة البلد، فهم أول الساعين في إصلاح ذات البين في أي شجار كان –وإن كانوا سبب نشأته- وهم متدينون " لغة الله خبزهم والماءُ" حتى وإن نادوا ودانوا بالعلمانية فهم يستهمون على الصفوف الأولى من المساجد - وان كانوا قطّاع رحمٍ وجوار-, ويدعمون الحافلات إلى القدس ويبدأون بخطبهم البتراء "بسم المرابطين في القدس" وإن سمسروا على أراضينا سابقا لصالح ال "ككال". ونحن كمجتمع شغلنا الشاغل إستغلال كل المرشحين قدر الإمكان – قبّضني تجدني لأنه لن يسعنا الاستفادة منهم فيما بعد- .
أعوذ بالله من أن أذم بأحد المرشحين وما هم بقضيتي إنما ما قصدت طرحه، هو تعاملنا مع اللعبة الانتخابية التي لفظها لنا مستعمرنا لنلهو بها ونتقطع شيعاً وأحزابا بعيدا عن المصلحة الواحدة والهم المشترك لنكون جميعا وقلوبنا شتّى، ما أن تأتي فترة الانتخابات إلا ويتشيّع كل إلى عصبة إما العائلية منها وإما إلى سكان البلد الأصليين وإما المهجرين ليتشرذم المجتمع أكثر فأكثر.

رؤساؤنا رمز فخري 
يغيب عن أذهاننا أن المجالس المحلية لم تعد الا اقسام خدمات مقيدة بعد خطط الاشفاء التي اجتثت كل الصلاحيات من الرؤساء، فما عاد رؤساؤنا الا رمزا فخريا وزعامة بلا نهيٍ ولا امرُ، اسماءٌ لا ترفع خبرا ولا تجزم فعلا لاحول لهم ولا قوة. إن الوضع الذي آلت إليه سلطاتنا لا يتعلق بأشخاصٍ إعتلوا صهوة الرئاسة إنما بمخطط أكبر من تلك الشخوص والأحزاب، يرنو إلى تفكيك البيت الواحد أفرادا وسلطة، فما إفلاس سلطاتنا إلا نتيجة لشُح الميزانيات العنصرية والتضييق الخانق علينا الذي قد تسيء إداراتنا التعامل معه، ابتداءً من مسطحاتنا التي يراودوننا عليها إلى رخص البناء الموقوفة إلى الدمج الذي قبل كل شيء قد رمى إلى إسقاط حدود قرانا ليُقتطع منها بالطريقة التي تليق بمسطحات الرتب العسكريه الذين يبنون فيلاتهم ومقابرهم على أملاكنا.
أنا لا أبرّئ إداراتنا بالاشارة إلى الظروف التي تعصف بسلطاتنا، بل على العكس يجب على كل من انتخبناه ليديرنا أن يتنحى إن لم يحسن التعامل مع العوامل التي نسجتها لنا بروتوكولات صهيونن وإلا فقد حمل وزر من إنتخبه وإثم ما آلت إليه قرانا وساهم في تشتتنا ليبرّئ ساحة إسرائيل من وضعنا وتكون سلطاتنا بنوّابها المتهم الأول بنوائبنا. لست في خضم مقال ولكنها دعوة لنبذ عصبيتنا وطرحها بعيدا وتمزيق الغشاوة التي تعمينا عن مصلحة البلد لننتخب من إذا مُكّن في الأرض أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ورفع من شأن البلد، كي لا يُصدّق الكاذب ويؤمن الخائن وينطق الرويبضة ويحكم البور، كي لا نمنح بني إسرائيل فرصة الرقص على دمائنا، كي لا نتفرق ليسودوا ويضربوا مدّنا الإصلاحي.


لا تسعّروا نتانة الجاهلية
أيها المرشح إن البلد أمانة تعرض عليك وإنك مسؤولّ عنها يوم تفر من فصيلتك التي تؤويك، يوم تسقط الزعامة والجاه والمشيخة، نحن لا نعوز زعامات وشعارات بل نحتاج لمن يعمل ولا يتكلم، من ينتشل مجتمعنا من آفاته لا من يزيدها. واعلموا ايها المرشحين أنها نعرة العظمة تئزكم أزّا ولكنها خدّاعة حالما تنتهي بفشل ذريع يطيح بكم بعد اربع سنوات ويرجع بلداتنا إلى ما وراء ذلك. فاتقوا الله فينا وبدمائنا ولا تسعّروا نتانة الجاهلية.  إخواني المنتخبين إن المشاركة في الانتخابات أضحت أمرا مخجلا بل وخطيئة تحيط بنا ودماءٌ في رقابنا لذا دعونا ننهي هذه اللعبة وفق قوانينها دون أية عصبيات أو حميّات تأتي علينا فردا فردا وتغرقنا ببحر من الثأرات من اجل عنجهيات لا تسمن ولا تغني من جوع وزعامات ووجهاء ليس بمقدورهم إدارتنا، فالمجتمع نحن إدارته وسلطته وإنا مسؤولون عن هذه الامانه ولمن خوّلناها.
" ايها الناس انتم الامراء بكم الأرض والسماء سواء
يا نجوما تمشي على قدميها كلما أظلم الزمان أضاؤوا
أمركم يرد اليكم فلكم فيه بيعةٌ وبراءُ
لا يحل بينكم وبين هواكم عند إبرام أمركم وكلاء" ايها المنتخبين الكرام صلاح البلاد من صلاحكم وصلاح اولي الامر من صلاحكم، لذا تذكروا انكم مسؤلون عمن خوّلتم ووكّلتم ومكّنتم في الارض استحلفكم بهذه الأيام الفضيلة رفقا بدمائنا فإنها غالية عند الله وان كانت رخيصة على مرشحينا.
وكل عام وانتم بخير.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة