مالك قبطي في مقاله: 

كل سؤال نسأله هو سؤال شرعي وكل تفكير تقوم به هو شرعي لأن صوتك يمثلك ومن تختار لتمثيلك وتمثيل طموحك سوف يقرر كيف يكون وجه مدينتك ناصرتنا في المستقبل

نحن في عملية تحضيرية لإنتخاب رئيس البلدية والقائمة التي ستدير شؤون الناصرة لخمس سنوات قادمة ومن حق كل فرد منا أن يتأكد أن صوته سوف يذهب إلى الجهة أو إن شئتم القائمة التي يتشرف ويفتخر بأن يقول أنه قد صوت لها

يجب أولاً أن لا ننسى الواقع وهو أننا نعيش في اسرائيل وهي تتعامل مع مدينة الناصرة بشكل خاص ومع الجماهير العربية بشكل عام من خلال سياسة التمييز

لا تعطي مجالاً لأحد أن يغرر بك وتكون النتيجة على حساب مدينتك وأبنائك وأحفادك ولا تعطي صوتك لمن لا يستحقه الناصرة بشعبها وبوعيه حقيقة لا يستطيع أن يشوهها كل من لهم غايات شخصية او لمصلحة قلة أو خارجية ايًا كان

قبل أن أبدأ بهذا النقاش ترددت كثيرًا، ودخلت في حوار ذاتي هل سأكون موضوعيًا وإلى أي مدى أستطيع ذلك؟ انني احاول قدر الإمكان أن أكون كذلك، ولكني ايضًا مواطن من هذه المدينة، وأحمل وجهة نظر في ما يدور بها، قبل الإنتخابات وخلال مرحلة الدعاية الإنتخابية وسيكون دائمًا لي موقف لأنني حر وأفكر مثلي مثل كل مواطن في هذه المدينة، ولي رأي مستقل مجرد من أي تأثير عائلي أو حاراتي أو طائفي، ولأني كذلك لا أتوخى إلا مصلحة الناصرة ومصلحة كل مواطنيها، ومن هنا سأبدأ في نقاشي مع عقل المواطن فقط. نحن في عملية تحضيرية لإنتخاب رئيس البلدية والقائمة التي ستدير شؤون مدينة الناصرة لخمس سنوات قادمة، ومن حق كل فرد منا أن يتأكد أن صوته سوف يذهب إلى الجهة أو إن شئتم القائمة التي يتشرف ويفتخر بأن يقول أنه قد صوت لها، ولكي يتم ذلك كل سؤال نسأله هو سؤال شرعي، وكل تفكير تقوم به هو شرعي، لأن صوتك يمثلك، ومن تختار لتمثيلك وتمثيل طموحك سوف يقرر كيف يكون وجه مدينتك ناصرتنا في المستقبل. ولهذا السبب وكي نصل مع بعض إلى القرار الصحيح ونفتخر به وبالتالي نفتخر بأننا ابناء هذه المدينة ونفتخر بمن اخترنا نطرح بعض من هذه الأسئلة.

هل هنالك منا من يعرف كل الحقيقة؟
ولكن قبل ذلك يجب أن نعترف أن ليس احدا منا يعرف كل شيء أو كل الحقيقة المطلقة، وأن هنالك من يقول الحقيقة وآخرين يقولون نصف الحقائق أو يشوهون الحقائق والمعلومات والأرقام ليوصلونا إلى قرار تكون نتيجته لصالحهم. في هذه الأيام تطالعنا الجرائد والمواقع الإلكترونية بالعديد من الأخبار والمقالات يكتبها صحافيون وأخصائيون نفسيون تنظيميون وأعضاء كنيست لم يخدموا بلدهم بأي عمل أو قانون ولم يقوموا بأي ضغط على الوزارات لمصلحة الناصرة، وهذه المقالات منها مع هذه القائمة ومنها ضد تلك القائمة.

والسؤال الذي يطرح، ما هي الحقيقة؟
يجب أولاً أن لا ننسى الواقع، وهو أننا نعيش في اسرائيل وهي تتعامل مع مدينة الناصرة بشكل خاص ومع الجماهير العربية بشكل عام من خلال سياسة التمييز، وكل أدواتها تعمل لتمزيق اللحمة بين النسيج الإجتماعي في هذه المدينة،" الم نُجرب ذلك على جلدنا يوميًا؟ " وعلى الرغم من ذلك هنالك واقع وحقائق في مدينة الناصرة، ويستطيع كل واحد منا أن يفحصها بنفسه. وسنورد في هذه المقالة جزءًا من تلك الحقائق لنفحصها ونفكر ونقرر.

على مستوى العلاقات الاجتماعية واللحمة بين ابناء هذه المدينة:
هل منا من يستطيع أن يقول أن العلاقات الإجتماعية بين ابناء هذه المدينة لم تنفرج وتتحسن وسوف تتحسن لأننا بدون ذلك سوف نذوق الأمرين، كما حصل في الماضي القريب، والنجاح في إعادة اللحمة والإنفراج كان بسبب الدور الكبير لرئيس البلدية والجسم السياسي الذي يمثله، والذي إمتاز ببُعد النظر والعمل الدؤوب للوصول إلى الإنفراج واللحمة التي إمتاز بها أهل الناصرة عبر التاريخ.

المستوى التعليمي
أليس الواقع انه لا يوجد اليوم أي طالب لا يجد مدرسة ليتعلم بها، لا يوجد أي غرفة مستأجرة يتعلم بها طلابنا كما كان سابقاً، وهنالك مدارس إبتدائية وإعدادية وثانوية بنيت هذه السنة وهنالك حضانات بلدية في كل أحياء المدينة وهنالك حضانات بلدية تبنى لإستيعاب الزيادة الطبيعية، والجميع يعتز بأن مدرسة الجليل الثانوية وهي كمثال ليس إلا، لا تختار طلابها وهم بمستويات مختلفة، وعلى الرغم من ذلك تحصد كل سنة العديد من الجوائز من وزارت التعليم ومن جهات أخرى، وفي بعض الأحيان تصل إلى إنجازات لا تصل إليها أي مدرسة في الوسط العربي، وخلال السنوات الأخيرة تزداد نسبة الحاصلين على شهادة البجروت بنسب جدية ومنهم من يحصل على شهادات بجروت بإمتياز وغيره الكثير، هل منا من يستطيع أن يتجاهل الجامعة التي يتعلم بها أبناؤنا على الرغم من حداثة سنها والعديد من الصعوبات التي تواجهها ومازالت؟ إن جهاز التعليم يتطور ويتحسن بإستمرار، أليست هذه حقيقة؟.

المستوى الثقافي
مكتبة أبو سلمى والخدمات التي تقدمها للمئات من طلاب المدينة الثانويين والجامعيين وغيرهم، وبالبرامج الثقافية التي تقوم بها شهريًأ، وعشرات البرامج بأنواعها المختلفة التي يقيمها مركز محمود درويش للثقافة. السلة الثقافية التي تشارك بها أغلب المدارس في مدينة الناصرة، البرامج الإستكمالية التي تقام في مؤسسات البلدية المختلفة، دورات الإستكمال القطرية للمعلمين وغيرهم، والنشاطات المختلفة التي تجري في النوادي التي تتبع لجهات مختلفة غير بلدية وتحصل على دعم البلدية، أليست هذه حقيقة.

مستوى الرياضة
أما على مستوى الرياضي فهنالك ستة مراكز رياضية في الأحياء، ومجموعة كبيرة من الفرق الرياضية والنوادي والتي تقام من قبل البلدية أو بدعم منها، وهنالك فرق في درجات ومجالات مختلفة تحصل على الدعم المادي بأشكاله المختلفة، ومنها آخاء الناصرة الذي يحصل على مبالغ كبيرة كل سنة كدعم للفرق الرياضية، وهنالك مدرسة كرة القدم والتي تقوم بتعليم المئات من الأطفال ومن أجيال مختلفة، وسباق الناصرة البلدي، مركز سباحة مراكز رياضية خاصة، نوادي رياضية تحصل على دعم البلدية، أليست هذه حقيقة؟

مجال التطوير
أما في المجال السكني، السياحي، العلمي، والتجاري، فاليوم في المدينة العديد من الفنادق والمطاعم، والمراكز التجارية والحديقة الصناعية والتي قامت البلدية من خلال البرامج والتخطيط والدعم بالوصول لهذا الوضع، وغيرها من المشاريع والتي تُشغل المئات من سكان الناصرة والتي تُدخل لميزانية البلدية مبالغ طائلة تستغلها لتطوير المدينة، اليست هذه حقيقة؟.

مجال السياحة
وأما في مجال السياحة فإن مئات السياح المحليين والأجانب الذين يدخلون المدينة يوميًا ويبيتون في فنادقها، ونسبة المبيت في فنادق الناصرة من الأعلى في البلاد، والأموال التي تدخل لسكان المدينة من ذلك، هذا كان أمل في الماضي وهو يتحقق اليوم، وهو أن يبيت السائح في المدينة. مشاريع الجمعية السياحية بالتعاون مع بلدية الناصرة وهيئات شعبية التي تقام سنويًا في المدينة، ألم يحدث تغييرًا إيجابيًا على مستوى المدينة ككل وتجارها بشكل خاص، أليست هذه حقيقة؟.

مجال السكن
تمت تهيئة مناطق سكنية ذات بنية تحتية وفوقية كاملة بتخطيط البلدية، والحصول على الأرض والدعم الوزاري لتنفيذ هذه المشاريع مثل مشروع شنلر الإسكاني مشروع النخيل ومشروع الجليل وغيرها من المشاريع الإسكانية والتي يتحدد أسعار السكن بها حسب أسعار السوق، بقسم منها نعيش وبالقسم الآخر سيعيش أبناؤنا وأحفادنا، أليست هذه حقيقة؟.

هل هنالك طلب وخارطة لتوسيع مسطح الناصرة قدم لوزارة الداخلية؟
هنالك خارطة في البلدية، وهنالك نسخ عن الطلب المقدم، وهنالك شهادات من وزارت الخارجية ومن متخصصين تقول: إنه من افضل الطلبات التي تم تقديمها لوزارت الداخلية، هل يمكن الفحص أن هذه حقيقة؟ وأن هذا الكلام صادق، عندما تقدمه البلدية في السنوات السابقة بطلب من نفس النوع لزيادة مسطح الناصرة، وتمت الموافقة عليه وتمت زيادة مساحة مسطح الناصرة بما يقارب الخمسة آلاف دونم، اذًا لماذا لا يتم ذلك ايضًا في هذه المره؟.

نعرف أو لا نعرف فهذه حقائق
هنالك من سيقول صحيح ولكن، علينا نحن أن نتحقق من اصاحب ونوايا من يقول ولكن، هنالك أفراد يدفع لهم، وهنالك من ينتظر أن يدفع له، وهنالك من سيطالب بالمقابل بأنواع مختلفة: مالية، أو مكانة، أو دور أو تأثير وغيره من الاشكال، فلا تكن من أولئك بلا ضمير أو كرامة أو تكون ضحية التضليل.
وهنا سوف اطرح حقيقة أخرى وهي ان هنالك مشاكل في كل بلد وبلد وسوف يتم تصحيحها وغدًا ستنشأ مشاكل جديدة وسوف يتم تصحيحها، إذا كان من ترسله إلى البلدية انسان نظيف، مخلص، مجرب، علمي في عمله، لاتوجد له مصلحة خاصة، ولا ينفذ مصالح مجموعة صغيرة ليكون الرئيس، ومعه مجموعة ناجحة في أعمالها الخاصة، وهي قادرة أن تقدم للمدينة، سيتم التقدم والتطور ونسير إلى الأمام، وستنشأ مشاكل جديدة، هكذا الحياة.
لذلك نرجع إلى ما بدأنا به، هيا ننقاقش العقل، ونفحص ونتأكد ونقرر، قرارك يعبر عنك وعن موقفك، فلا تعطيه نتيجة إبتزاز أو نتيجة لمصلحة خاصة ضيقة، ولا تعطي مجالاً لأحد أن يغرر بك، وتكون النتيجة على حساب مدينتك، وأبنائك وأحفادك، ولا تعطي صوتك لمن لا يستحقه.
الناصرة بشعبها وبوعيه حقيقة لا يستطيع أن يشوهها كل من لهم غايات شخصية، او لمصلحة قلة، أو خارجية ايًا كان.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net