الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

الأطفال مخلوقات جميلة جاذبة محببة تأسر قلوب الكبار ليس من قبل الأهل فحسب وإنما الغرباء ايضا ومن الطبائع التي غرست في أنفس الاطفال صفة حب الذات والتملك فترى الطفل يريد دوما من الام ان تكون معه وبقربه

الاطفال في العادة اذكياء جدا أو مشاكسين ومن الممكن ان تكون هذه الصفات إكتساباً وربما تكون خلقية وهم أحيانا يتفوقون على الكبار في المكر والدهاء فتنطلق ضحكاتهم البريئة إذا مكروا او اعتقدوا انهم مكروا على الكبار

وجب على الأهل والكبار تفهم مرحلة الطفوله التي يمر بها الطفل وعدم ضربه او توبيخه فهو حر في تصرفه وعاداته بل على الكبار تشجيعه على عمل الصواب ومنعه من ارتكاب الاخطاء بأسلوب سلس 

للأسف مرحلة الطفولة في مجتمعنا العربي من المحيط الى الخليج لا نعطيها حقها ولا تمر بأمان وهي مهملة ونسبة عالية من الأهل نتيجة جهلهم بهذه المرحلة يحطمون نفسية أولادهم والنتيجه فشل متوارث من جيل الى جيل

لم تعد التربية في عصرنا هذا اعتباطا وتخبطا، انها علم وفن، نظر وعمل، اجتهاد وتطبيق، اختصاص وابتكار، والمربي اباً أو اماً أو معلماً أصبح بحاجة ماسة للاطلاع على أصول التربية ومبادئها، والتعمق في أساليبها ومعرفة المراحل التي يمر بها الطفل وما ميزات كل مرحلة من هذه المراحل، وما هي المؤثرات التي تؤثر عليه حتى يتفهم نفسية الطفل وتصرفاته لكي يمر الطفل المرحلة بأمان. ويقول علماء النفس أن أكثر مخلوق معقد وحساس على وجه الأرض هو الطفل، وبالذات في مراحل حياته الاولى أي أول عشر سنوات من حياته، فكل تصرف أو كلام يؤثر على نمو شخصيته، فاذا ربيناه التربية السليمة وعاملناه معامله تلائم مراحل تطور طفولته فقد فاز ونجح في حياته، وإذا تعثرت مراحل طفولته وحرمت عليه، وعومل معاملة سيئة فسيفشل والطريق للجريمة قريبة، أو المشاكل قد تكون قصيرة في المستقبل .

صفات الأطفال وإختلافاتهم
الأطفال مخلوقات جميلة جاذبة محببة، تأسر قلوب الكبار ليس من قبل الأهل فحسب، وإنما الغرباء ايضا ومن الطبائع التي غرست في أنفس الاطفال صفة حب الذات والتملك، فترى الطفل يريد دوما من الام ان تكون معه وبقربه، ولذلك يقال إن الاطفال أناس متملكون للآخرين. ولا شك ان هذه الصفة الملازمة للطفل تدفعه بقدرة الخالق الى حب اللعب والاستحواذ على وقت من يكون معه في المنزل، فهو إما ان يلعب او ينام، وهذا ينطبق حتى على صغار الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب، فترى أصحابها يشترون لها أدوات اللعب حتى إذا ما تعبت فإنها تلجأ إلى الاسترخاء والنوم لفترة طويلة، ثم تصحو لتناول الطعام ولتعاود اللعب من جديد. والاطفال في العادة اذكياء جدا وهم ايضا مشاكسون، ومن الممكن ان تكون هذه الصفات إكتساباً وربما تكون خلقية، وهم أحيانا يتفوقون على الكبار في المكر والدهاء فتنطلق ضحكاتهم البريئة إذا مكروا او اعتقدوا انهم مكروا على الكبار من اولياء الأمور، او غيرهم من الاقارب والاصدقاء والمقربين للأسرة.

الجهل بمرحلة الطفولة وخطورتها
والأطفال غير متشابهين في الخلق، فكل طفل مخلوق منفرد بذاته ويختلف في طبعه وتصرفاته عن الاطفال الآخرين، وان كان هؤلاء الاطفال هم أخوته، والطفل في تصرفاته ليس حتى شبيهاً لأخيه التوأم ومن هنا جاءت او انطبقت صفة الاستقلالية لدى الاطفال، وهي صفة جميلة تعلمهم منذ الصغر الاعتماد على النفس والتفاني للذات، بعيداً عن ارشادات او نصح او حتى توبيخ الآخرين، وينشأ الطفل بهذا قوياَ ومعتمداَ على النفس والذات وهذه خصلة جميلة. ومن هنا وجب على الأهل والكبار تفهم مرحلة الطفوله التي يمر بها الطفل وعدم ضربه او توبيخه، فهو حر في تصرفه وعاداته بل على الكبار تشجيعه على عمل الصواب ومنعه من ارتكاب الاخطاء بأسلوب سلس فينشأ في بيئة صحية، وتراه مقبلا على الدراسة طوال حياته فينتج بعد ان يستشف العمل باستقلالية وجرأة وديمومة دون تردد ولا أو توقف. للأسف مرحلة الطفولة في مجتمعنا العربي من المحيط الى الخليج لا نعطيها حقها ولا تمر بأمان وهي مهملة ونسبة عالية من الأهل نتيجة جهلهم بهذه المرحلة يحطمون نفسية أولادهم والنتيجه فشل متوارث من جيل الى جيل .
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net