الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 13:01

محمد صبيح يكتب على منبر العرب:الفنون الجميلة

إبراهيم أبو عطا
نُشر: 07/10/13 15:07,  حُتلن: 18:28

يعتبر الجمال من الفنون الجميلة، التي أبدعتها يد الرحمن في هذا الكون، ومن أجمل الأخلاق التي يتزين بها الفرد، وهو فضيلة من أجمل الفضائل، فقد يكون الانسان جميلابالخلقة، وقد يجمل بالخلق، يجمل بالشكل والثياب، وما الى ذلك مما يبهج النفس والرائي الى تذوق الجمال،، وبيان مفرداته، وإظهار اثارهفي النفس، التي تعشق الجمال وتلذ  به، وتتمتع العين والنظر بما ترى، فيسر القلب، ويريح الوجدان، فتهفو القلوب الى الى معاني هذا الجمال وسره، فهو يخلب الأنظار، ويسبي العيون، فقدتغنى الحكماء والأدباء والشعراء بالجمال والتذوا به في الكون والإنسان، وتغزل الشعراء بالمرآة وجمالها، واثر هذا الجمال في النفوس، وسالت أقلام  الكتاب والأدباء والشعراء وجادت قرائحهم بأعذب الألفاظ وأرق العبارات تمجد الجمال ومفاتنه وأسراره.

وقد يجر الجمال على ذويه المتاعب والمصاعب، فيدفع بذلك ضريبة هذا الحمال، وقد يخسر روحه ونفسه، حبا، ولوعة، وعشقا.

ومما يروى :

جنى الجمال على نصر فغربه...............عن المدينة تبكيه ويبكيها

عشقت امرآة من المدينة فتى من بني سليم، يقال له :نصر بن حجاج، وكان أحسن أهل زمانه، فضنيت من حبه ودنفت (مرضت من شدة الحب)، ولازمها المرض من شدة الوجد به، ثم لهجتبذكرهحتى صار ذكره شأنها ودأبها،، فخرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات ليلة يعس (يتحسس حوائج الناس).

فمر بدارها فسمعها تقول: رافعة عقيرتها (صوتها)

هل من سبيل الى خمر فأشربها.............أم هل سبيل الى نصر بن حجاج. فقال عمر: اما ما عشت فلا أرى رجلا تهتف به العواتقفي خدورهن (العواتق) النساء.

فلما أصبح دعا نصربن حجاج، فأبصره، فإذا هو أحسن الناس وجها، وأصبحهم وأملحهم حسنا، فأمر أن يطم شعره أي يقص. فخرجت جبهته فإزداد حسنا، فقال له عمر: إذهب فاعتم، فاعتم فبدت وفرته وهي السوالف، فأمر بحلقها، فإزداد حسنا.

فقال له: فتنت نساء المدينة يا بن حجاج، فقال: واي ذنب لي في ذلك؟

قال عمر: صدقت. الذنب لي أن تركتك بأرض الهجرة يعني المدينة.

ثم اركبه جملا وسيره الى البصرة،،. وأقام نصر بالبصرة مدة. ثم سمع مناديا ينادي من أراد أن يكتب الى أهله في المدينة او الى أمير المؤمنين شيئا فليكتب، فإن بريد المسلمين خارج. فكتب الناس، دس نصر بن حجاج كتابا فيه .الى أمير المؤمنين عمر بن الخطب، من نصر بن حجاج. سلام الله عليك، أما بعد:

لعمري لئن سيرتني او حرمتني ......................لما نلت من عرضي عليك حرام

أئن غنت الذلفاء يوما بمنية...........................وبعض اماني النساء غرام

ظننت بي الظن الذي ليس بعده ........................بقاء فمالي في الندي كلام

واصبحت منفيا على غير ريبة.........................وقد كان لي بالمكتين مقام

سيمنعني مما تظن تكرمي .............................واباء صدق سالفون كرام

ويمنعها مما تمنت صلاتها..............................وحال لها في دينها وصيام

فهاتان حالانا فهل انت راجعي ؟.......................فقد جب مني كاهل وسنام

ولما بلغ عمر بن الخطاب قال: اما ولي ولاية فلا. واقطعه في البصرة دارا وارضا، ثم بدا لمجاشع بن مسعود السلمي أن ينزله منزلة لقرابته منه، فصيره اليه واخدمه امرآتهشميلة، وكانت أجمل امرأة في البصرة، فعلقته وعلقها اي احبته واحبها، وخفي على كل واحد منهما خبر الاخر لملازنة مجاشع لضيفه. وكان مجاشع لا يقرآ ولا يكتب. ونصروشميلة يقرآن ويكتبان، فكتب نصر على الارض بحضرة مجاشع (اني قد احببتك حبا لو كان فوقك لآظلك، ولو كان تحتك لآقلك) فوقعت تحته أي كتبت غير محتشمة(وانا)، فقال لها مجاشع: ما الذي كتبت، فقالت: كتب كم تحلب ناقنكم؟ فقال: وما الذي كتبت تحته؟ فقالت: وانا. فقال: مجاشع كم تحلب ناقتكم وانا ما هذا يطابق هذا.

فقالت: اصدقك. انه كتب كم تغل ارضكم ؟، وانا،، ما بين كلامه وجوابك قرابة . ثم انه كفأ على الكتابة جفنة اي غطى عليها. ودعا غلاما من الكتاب، فقرأ عليه، فالتفت الى نصر وقال: يا ابنعم ماسيرك عمر من خير، فقم، فإن وراءك أوسع، فنهض مستجيبا، وعدل الى منزل بعض المسلمين، فضني من حب شميلة ودنف أي مرض وإنتشر خبره. ثم إن مجاشعا وقف على خبر علته، فدخل عليه ،فلحقته رقة لما رأى ما به من الدنف والوجد ، ورجع الى بيته ،وقال لشميلة:عزمت عليك لما اخذت خبزة فلبكتها بسمن ، ثم بادرت بها الى نصر ، فبادرت بها اليه ، فلم يكن به نهوض ، فجعلت تلقمه بيدها. فعادت قواه وبرئ ،كأن لم يكن به قلبة اي داء وتعب ، فلما فارقته عاوده النكس الى المرض ، فلم يزل يتردد في علته حتى مات فيها .

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة